Image

وفد أوكراني في سيول بحثا عن دعم وموسكو ترفع إنفاقها العسكري

قال الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء إن الدفاعات الجوية أسقطت 36 من أصل 89 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية.

وأضاف الجيش عبر تطبيق "تيليغرام" أنه فقد أثر 48 من الطائرات المسيرة وأن خمس مسيرات أخرى غادرت أراضي أوكرانيا إلى روسيا وبيلاروس.

وقال مسؤولون بالعاصمة الأوكرانية كييف اليوم إن هجوماً روسيا بطائرات مسيرة تسبب في جرح ثلاثة أشخاص نقل اثنان منهم إلى المستشفى.

وذكر رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر قناته على تطبيق "تيليغرام" أن الحطام المتساقط لإحدى المسيرات المدمرة ألحق أضراراً بمبنى غير سكني في منطقة دنيبروفسكي داخل كييف.

وقال رئيس الإدارة العسكرية لكييف سيرهي بوبكو إن وحدات الدفاع الجوي نشطت في المدينة بعد منتصف الليل.

وجاء الهجوم بعد أن أطلقت روسيا عدداً غير مسبوق من الطائرات المسيرة باتجاه أوكرانيا أمس الثلاثاء مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن جزء كبير من مدينة تيرنوبيل في غرب البلاد، وألحق أضراراً بمبان سكنية داخل منطقة كييف.

كوريا الجنوبية على الخط

في التحركات، يزور وفد أوكراني يتقدمه وزير الدفاع رستم عمروف كوريا الجنوبية للقاء الرئيس يون سوك يول والبحث في احتمال تزويد سيول كييف بالسلاح، وفق ما أفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية اليوم.

وتأتي التقارير في شأن هذه الزيارة التي لم تعلق عليها الرئاسة الكورية الجنوبية بعد تلميح سيول إلى إمكان تعديل سياستها القائمة على عدم توفير أسلحة لأي طرف يخوض نزاعاً، وذلك عقب نشر كوريا الشمالية آلاف الجنود لدعم المجهود الحربي الروسي ضد أوكرانيا.

وأشارت "يونهاب" إلى أن الوفد يرجح أن يوفر "معلومات استخباراتية في شأن نشر قوات كوريا الشمالية في روسيا" وأن يسعى إلى الحصول على دعم سيول في مواجهة الهجوم الروسي الذي بدأ عام 2022.

وامتنع مكتب الرئيس الكوري الجنوبي عن التعليق على تقرير الوكالة المستند إلى مصادر لم تسمها.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي أعلن مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري أن بلاده التي تعد أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم "لا تستبعد" إمكان أن ترسل بصورة مباشرة أسلحة إلى أوكرانيا.

وقال يون "الآن، اعتماداً على مستوى ضلوع كوريا الشمالية سنعدل تدريجاً استراتيجيتنا للدعم على مراحل"، موضحاً أن "هذا الأمر يعني أننا لا نستبعد إمكان إرسال أسلحة" إلى أوكرانيا.

روسيا ترفع الإنفاق العسكري

في المقابل أقر مجلس الاتحاد الروسي اليوم مشروع قانون موازنة 2025-2027 الذي ينص على زيادة الإنفاق العسكري للعام المقبل بنسبة 30 في المئة، في خضم تصاعد النزاع في أوكرانيا.

والنص الذي أقره النواب في مجلس الدوما بالغالبية ينتظر الآن إصداره، في خطوة محسومة من قبل الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي المجموع، ستُخصص 40 بالمئة في الأقل من الموازنة الفيدرالية لعام 2025 للدفاع والأمن القومي.

وارتفعت الموازنة العسكرية الوطنية على مدار عام بنسبة 70 في المئة تقريباً خلال العام الحالي ممثلة مع الاستثمارات الأمنية 8.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وفقاً للرئيس فلاديمير بوتين، للمرة الأولى في روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي قبل أكثر من 30 عاماً.

ومنذ 2022 أعاد الكرملين توجيه اقتصاده نحو المجهود الحربي على نطاق واسع، مطوراً بسرعة كبيرة صناعاته العسكرية وبخاصة من خلال توظيف مئات آلاف العمال الجدد، في استراتيجية أدت إلى زيادة التضخم.

وعلى رغم رفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة إلى 21 في المئة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فإن التضخم لا يزال يناهز 8.5 في المئة، أي ضعف الهدف المنشود والبالغ أربعة في المئة، ما تسبب في تقليص القدرة الشرائية للروس الذين تضرروا بالفعل من تداعيات العقوبات الاقتصادية.

الإنفاق العسكري

وفي إشارة إلى أن الإنفاق العسكري لن ينخفض خلال الأشهر المقبلة وقع فلاديمير بوتين أخيراً مرسوماً لزيادة عدد الجنود بنسبة 15 في المئة تقريباً، ليصل إلى 1.5 مليون جندي.

ومن جهتها عدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي بذل جهود إضافية لمنافسة الإنفاق الدفاعي لموسكو.

وقالت بمناسبة تقديم فريقها الجديد أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إن الإنفاق الدفاعي للاتحاد الأوروبي "يجب أن يزيد"، موضحة "تنفق روسيا نحو تسعة في المئة من إجمال ناتجها المحلي على الدفاع، وتنفق أوروبا وسطياً 1.9 في المئة وهناك خلل ما في هذه المعادلة".

أضافت مشيرة إلى "الحروب والنزاعات والمعاناة" في أوكرانيا والشرق الأوسط وبعض دول أفريقيا، أنه "يجب على أوروبا أن تؤدي دوراً أكثر أهمية في كل هذه المناطق"، مؤكدة "ليس لدينا وقت لنضيعه" لأن "التهديدات جدية".

وجددت عزمها عرض وثيقة حول مستقبل الدفاع الأوروبي في غضون المئة يوم الأولى من ولايتها.

وفي معرض كلمتها أمام البرلمان، أشارت فون دير لاين إلى أن "الخطوة الرئيسة الأولى" للمفوضية الأوروبية ستركز على القدرة التنافسية من أجل "سد" الفجوة مع الولايات المتحدة والصين، واعدة بخطة لإزالة الكربون وتعزيز قدرة أوروبا التنافسية.

ومن المقرر أن يوافق أعضاء البرلمان الأوروبي على فريق المفوضية الجديد ظهر اليوم لولاية مدتها خمسة أعوام.