Image

سكان غزة يشعرون بالخيبة والعزلة عشية الهدنة في لبنان

منبوذون بالعراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضاً يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان من دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة "حماس" في القطاع.

وبدأ "حزب الله" المدعوم من إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامناً مع "حماس" بعد أن هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.

وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية وإرسالها قوات برية إلى جنوب لبنان بينما واصل "حزب الله" إطلاق الصواريخ على أراضيها.

وإسرائيل مستعدة الآن على ما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" حين تجتمع حكومتها اليوم الثلاثاء، كما أعرب وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول الليلة.

خيبة في غزة

ومع انصباب الجهود الدبلوماسية على لبنان خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي بعد 14 شهراً من الصراع الذي دمر قطاع غزة وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.

وقال عبد الغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول، "هذا يظهر أن غزة يتيمة من دون أي دعم ولا رحمة من قبل العالم الظالم". ومضى يقول، "أنا أشعر بالغضب تجاه العالم الذي فشل في أن يصنع حلاً للمشكلة في المنطقتين على حد سواء... قد تكون هناك صفقة مقبلة لغزة، أقول ربما".

وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" من دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لـ"حماس" التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وكان "حزب الله" يصر على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة ولكنه تخلى عن هذا الشرط.

 

القضاء على "حماس"

وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح عن منزله مثل أغلب سكان غزة، "نحن خائفون لأن الجيش الآن ستكون له مطلق الحرية في غزة، وسمعنا قيادات في الجيش الإسرائيلي تقول إنه بعد استتباب الهدوء في لبنان، ستتم إعادة القوات الإسرائيلية لتواصل العمل في غزة".

وأضاف، "كان لدينا أمل كبير في أن يبقى حزب الله صامداً حتى النهاية لكن يبدو أنه لم يستطع، لبنان يتدمر والدولة تنهار والقصف الإسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية".

وقد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة "حزب الله" في مواقعهم بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام للحزب المخضرم حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين، لكن إسرائيل تعهدت بالقضاء التام على "حماس".

وقالت زكية رزق (56 سنة) وهي أم لستة أطفال، "كفى، كفى، نحن تعبنا، كم أيضاً ينبغي أن يموت لتتوقف الحرب؟ الحرب في غزة ينبغي أن تتوقف، الناس تتعرض للإبادة ويتم تجويعهم وقصفهم كل يوم".