وسط تحذيرات من تنامي خطرها محليا ودوليا.. عناصر تنظيم القاعدة تبدأ تنفيذ اتفاقها مع عصابة الحوثي
بدأت عناصر تنظيم القاعدة الارهابي تنفيذ الاتفاق المواقع بينها وعناصر عصابة الحوثي الايرانية مؤخرا، بشأن تنفيذ هجمات ارهابية في المناطق المحررة، مقابل اطلاق سراح عناصر تابعة للتنظيم بينها احد القيادات البارزة.
ونفذت عناصر تنظيم القاعدة، السبت، هجوما تجاه القوات الحكومية في محافظة أبين، هو الثالث في اقل من عشرة أيام، وفقا لمصادر ميدانية، مؤكدة تصدي القوات الحكومية لهجوم شنته عناصر تنظيم القاعدة تجاه مواقعها في وادي عومران شرق مديرية مودية.
وخلال الأيام الاخيرة افشلت القوات الحكومية محاولة تسلل لعناصر القاعدة القادمة من شبوة تجاه مواقعها في ذات المنطقة، واجبرتها على الفرار والتراجع الى مواقعها السابقة، فضلا افشال هجوم اخر تجاه موقعا للقوات في وادي عومران بذات المديرية.
معلومات الاتفاق السري
أبرزت معلومات نُشرت مؤخرًا، حول الاتفاق السري الذي أبرم بين عصابة الحوثي وعناصر القاعدة، بهدف تنفيذ تنفيذ عمليات إرهابية مشتركة بين الجانبين في إحدى المحافظات المحررة، علاوةً على أداء مهام أمنية واستخباراتية ولوجستية.
وحسب تقارير استخباراتية واممية، فإن عصابة الحوثي وتنظيم القاعدة اتفاقا على التعاون المشترك في تنفيذ الهجمات تجاه القوات الحكومية والملاحة الدولية، تم بموجب الاتفاق اطلاق سراح قيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي، يُكنى بـ"أبو عطاء"، إلى جانب مجموعة من عناصر التنظيم، من السجن المركزي في صنعاء، والدفع بهم عبر تسهيل تنقلهم إلى محافظة أبين، لإتمام وتنفيذ المُخطط وفق ما جرى الاتفاق عليه".
استراتيجية مشتركة
وحسب خبراء في شؤون التنظيمات الارهابية، فإن الاتفاق بين الجماعتين الارهابيتين التابعتين لايران، يهدف الى تنفيذ استراتيجية مشتركة تستهدف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والملاحة الدولية، فضلا عن استعادة قدرات الجماعتين في تنفيذ الهجمات الارهابية بعد تعرضهما لضربات موجعة من القوات المشتركة في ابين وشبوة بالنسبة للقاعدة، والضربات الجوية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية التي تعرضت لها عصابة الحوثي على خلفية استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
واكدت الخبراء، بأن تلك الاستراتيجية سيكون لها اثر كبيرة على أمن البلاد والمنطقة، وسيكون لها تداعياتها ومهدداتها الخطرة على أمن واستقرار المنطقة والإقليم والعالم اجمع.
وكان الكثير من التقارير المحلية والدولية، قد تطرقت في نشرات عدة سابقة لها، للحديث عن التعاون المتنامي بين الطرفين (القاعدة والحوثيين)، وكان آخر تلك التقارير الدولية، ما ذكره فريق الخبراء الأممي، في تقريره السنوي الذي نشره مؤخرًا حول اليمن، وألمح إلى هذه العلاقة بين الطرفين.
ولطالما أطلقت الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا، تحذيراتها حول تنامي تلك العلاقة بين الطرفين، وآخر تلك التحذيرات جاءت عبر تصريحات أوردها وزير الإعلام، معمر الإرياني، في منشور له على حسابه بمنصة "إكس"، بداية الشهر الجاري، مُسلّطًا الضوء على مخاطر هذا التعاون الإرهابي.
تعاون وقواسم مشتركة
وحسب الخبراء فإن التعاون بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة ليس وليد اللحظة، فالجماعتان بينهما قواسم مشتركة متعددة من ناحية الفكر والنهج والممارسات والأساليب. وأن ذلك التنسيق ظل بعيدًا عن الأضواء. الجديد اليوم هو خروجه إلى العلن، والانتقال إلى التعاون المُباشر".
وفيما يخص الصفقات الأخيرة التي تم الكشف عنها بين التنظيمين، اشاروا الى انها تؤكد ما ظلت العصابة الحوثية اخفائه خلال سنوات من ترابط وتعاون بينها والقاعدة، وبأنها تُحارب القاعدة وداعش ومحاولاتها الترويج بأنها يمكن أن تكون شريكة في جهود محاربة الإرهاب".
الثقة مفقودة
وحسب الخبير اليمني في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد الجمحي، فإن التعاون بين الجماعتين الارهابيتين ليس جديدا، فتبادل المعتقلين بينهما بات معروفًا، ويجري في إطار مصالح كلا الطرفين، وكذلك ظاهرة غض البصر بالنسبة للحوثيين عن تحركات القاعدة وتواجدها في بعض المناطق التي تسيطر عليها.
وقال في تصريحات صحفية، ان تطور العلاقة بين الطرفين إلى الحد الذي يجري فيه تنسيق عمليات أمنية واستخباراتية مشتركة بينهما، معزيًا ذلك إلى أن الثقة بينهما لا تزال مفقودة وغير قائمة.
ويرى الجمحي، أن: "مثل تلك الأنباء تأتي للتخويف وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق لتحركات مشتركة لاستهداف المحافظات الجنوبية. ومثلها أيضًا ما يقال عن مسيّرة أمريكية استهدفت سيّارة تقل قياديين من الحوثيين وعناصر من القاعدة في بعض المناطق، وهنا لا أنفي ضربات المسيّرات الأمريكية واستهدافها لتحركات قيادات القاعدة، وإنما المبالغة في وصف الهدف، بأنه (حوثي/قاعدي)".
وأوضح الجمحي: "أن أي مبالغات أو عدم الدقة في التعامل مع تنظيم القاعدة خاصة والجماعات المتطرفة عامة، لن يفيد، بل ربما سيؤدي إلى نتائج عكسية، حيث سيدفع نحو مزيد من توحيد الجهود والتعاون بين المستهدفين، وسيؤخر الحلول المنشودة للتخلص من الفكر المتطرف ومعالجة المشكلة".
الدعوة لموقف دولي
من جانبها دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الى موقف دولي للتصدي لخطر التعاون بين القاعدة والحوثيين، جاء ذلك أعقاب قيام عصابة الحوثي بإطلاق سراح عناصر من التنظيم على رأسهم متهم بهجوم أدى إلى مقتل عشرات الجنود اليمنيين.
وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه التهديدات، عبر تجفيف موارد عصابة الحوثي، والشروع الفوري في تصنيفها ك"منظمة إرهابية عالمية"، ودعم جهود الحكومة في استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره.
تأكيد أممي
وكان الخبراء الأمميون التابعون لمجلس الأمن في شأن اليمن ذكروا في تقريرهم الحديث أن الجماعة الحوثية تنسق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم "القاعدة"، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه، وتوفر التدريب لمقاتليه.
وعدّ التقرير الذي نقل معلوماته عن مصادر وصفها بالسرية، هذا التعاون "أمراً مثيراً للقلق"، مع المستوى الذي بلغه التعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والاستخباراتي، ولجوئهما إلى توفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضاً، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.
وحذر التقرير الأممي من عودة تنظيم "القاعدة" إلى الظهور مجدداً بدعم الجماعة الحوثية، بعد تعيين قائد جديد له يدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن "ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على أهداف بحرية".
وأبلغت مصادر فريق الخبراء الدوليين أن كلتا الجماعتين اتفقتا على وقف الهجمات بينهما وتبادل الأسرى، ومن ذلك الإفراج عن القائد السابق لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، سامي ديان، الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة قبل انقلاب الجماعة الحوثية في عام 2014.
كما كشف الخبراء الأمميون عن تعاون متنامٍ للجماعة الحوثية مع "حركة الشباب المجاهدين" في الصومال، في إطار خططها لتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الساحل الصومالي؛ لتوسيع نطاق منطقة عملياتها العدائية ضد الملاحة الدولية.