الغارات الإسرائيلية على لبنان تصل الليل بالنهار
بعد أن استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار في لبنان قبل أن تحقق إسرائيل أهدافها، شن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم الأربعاء سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت غارة نفذتها مسيرة فجراً مبنى سكنياً في عرمون - عاليه منطقة البيادر وسط معلومات عن وقوع إصابات، بينما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن واشنطن تطالب بانتشار سريع للجيش اللبناني في جنوب الليطاني وإقامة نقاط تفتيش لمنع عودة "حزب الله" للمنطقة.وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الطيران الإسرائيلي "شنّ غارة فجراً مستهدفاً شقة سكنية في مبنى في منطقة دوحة عرمون، أدت إلى سقوط إصابات".
قصف الضاحيةوأظهرت لقطات دخاناً وناراً منبعثاً من مواقع مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت أعقبت دوي انفجارات، وتجدد القصف بعد إنذارات إسرائيلية تطالب بإخلاء أحياء في المنطقة.
وجاءت الغارات بعد أن حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر موقع "إكس" سكان ثلاثة أحياء في الأقل في الضاحية الجنوبية لإخلائها، قائلاً "أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، إذ سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب".
وشهد الثلاثاء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية بعد تعليمات أصدرها الجيش الإسرائيلي لإخلاء أربعة أحياء فيها، وأفادت الوكالة الوطنية بوقوع 13 غارة في الأقل على الضاحية.
وفي بيان لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضرباته طاولت "أهدافاً" لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية، شملت "مراكز قيادة، ومواقع إنتاج الأسلحة، وبنية تحتية إضافية" تابعة للحزب.
وبعد الغارات على الضاحية، أعلن "حزب الله" أن عناصره استهدفوا "عند الساعة 04:45 من عصر الثلاثاء (14:45 توقيت غرينتش) قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب، بصلية من الصواريخ النوعية".
وأتى بيان الحزب بعدما أفاد الجيش الإسرائيلي عن سماع صفارات الإنذار في مناطق عدة في وسط إسرائيل واعتراضه مقذوفات أطلقت من لبنان.
كذلك أفاد الحزب في بيانات متتالية أمس الثلاثاء باستهداف تجمعات لجنود إسرائيليين ومناطق في شمال إسرائيل.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن شخصين قتلا في مدينة نهاريا بشمال إسرائيل بعد استهداف مبنى سكني بصاروخ، وأعلن "حزب الله" لاحقاً مسؤوليته عن هجوم بطائرة مسيرة قال إنه كان يستهدف قاعدة عسكرية شرق نهاريا.
يأتي ذلك في ظل المواجهة المفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" منذ الـ23 من سبتمبر (أيلول)، بعد نحو عام من تبادل القصف على خلفية الحرب في قطاع غزة.
33 قتيلاً
وقتل 33 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة في لبنان الثلاثاء وفق وزارة الصحة اللبنانية، طاولت اثنتان منها في الأقل منازل يقيم فيها نازحون من مناطق أخرى.
وقتل 15 شخصاً "بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال" وجرح 12 آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جون الواقعة في منطقة الشوف جنوب بيروت التي بقيت إلى حد كبير بمنأى عن الضربات الإسرائيلية، وفق بيان لوزارة الصحة، وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إلى أن الغارة استهدفت "مبنى سكنياً تقيم فيه عائلات نازحة".
وتستضيف منطقة الشوف وغيرها من المناطق اللبنانية نازحين فروا من مناطق تعد معاقل للحزب وتتعرض لقصف مكثف في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية، وتقدر الأمم المتحدة عدد الذين نزحوا من منازلهم بنحو 900 ألف شخص.
وأتت الغارة على جون بعد ساعات من مقتل ثمانية أشخاص وإصابة خمسة آخرين في الأقل في غارة مماثلة استهدفت منزلاً يؤوي نازحين في قرية بعلشميه شرق بيروت، وفق وزارة الصحة.
وتقع القرية في منطقة عاليه التي بقيت بدورها في منأى غالباً عن التصعيد والضربات الإسرائيلية، وأفاد مصدر أمني بأن غارة بعلشميه "استهدفت منزلاً يقطنه نازحون من بينهم عدد من النساء والأطفال".
وتأتي هاتان الغارتان غداة ضربة دامية طاولت منزلاً تقطنه عائلة نازحة كذلك في أقصى شمال لبنان، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، وفق وزارة الصحة، وطاولت الغارات الإسرائيلية قرى وبلدات في جنوب لبنان وشرقه.
وأعلنت وزارة الصحة مقتل سبعة أشخاص في غارتين على قريتين في جنوب لبنان، وآخرين في منطقة الهرمل (شرق).
وقالت في بيان إن غارة إسرائيلية على تفاحتا أدت إلى سقوط خمسة قتلى، وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الغارة استهدفت "منزلاً مأهولاً" في البلدة التي تبعد أكثر من 20 كيلومتراً عن الحدود.
وأعلنت الوزارة سقوط قتيلين وإصابة شخصين آخرين بجروح في غارة على رومين في قضاء النبطية (جنوب)، وليل الثلاثاء أعلنت وزارة الصحة في بيان سقوط قتيل و24 جريحاً في غارات إسرائيلية على صور (جنوب) وقضائها.
وتحدثت الوكالة عن تدمير منزل في مدينة النبطية (جنوب) جراء غارة إسرائيلية، بينما تعرضت مدينة الهرمل وبلدة بوداي (شرق) لغارات.