Image

الطفلة "جنات" تكشف قبح الحوثي

كشفت جريمة اغتصاب الطفلة جنات السياغي عن الوجه القبيح لعصابة الحوثي الإرهابية، ليس فقط في أن الجريمة أقدم عليها أحد مشرفو الحوثي، بل وأيضًا في طبيعة الحكم الصادر بحق ذلك المجرم من قبل محكمة حوثية قضت بسجنه وتغريمه مبلغًا من المال، بغرض إنهاء القضية وإنقاذ المجرم من القصاص العادل.

جاء الحكم من قبل ما تسمى المحكمة الاستئنافية صاعقًا وكاشفا عن مدى الإجرام الذي يمكن أن تصل إليه تلك العصابة، حيث لم تحسب حسابًا للطفلة جنات ولا لأسرتها ولا للمجتمع اليمني بقدر ما يهمها أن تنقذ أحد مجرميها ضاربة عرض الحائط بالقوانين والأعراف.

لكن ذلك لم يجعل من الضحية ضحية أخرى، حيث أعلن والد الطفلة جنات رفضه القاطع للحكم الذي اعتبره مهزلة بمعنى الكلمة، وأصر على إنزال العقوبة المستحقة التي يمكن أن تنصف الضحية وهي عقوبة الإعدام تعزيرا، لتتحول قضية الطفلة جنات إلى رأي عام وسخط شعبي واسع يطالب بتنفيذ حكم الإعدام.

تفاعل الكثير من السياسيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مع القضية وأخذت الكثير من صفحاتهم تنشر وتشارك كل ما يتعلق بحيثيات الجريمة، تضامنًا مع الطفلة جنات وأسرتها.

حيث كتب الصحفي فتحي بن لزرق قائلا "كثيرة هي المظالم التي نقف امامها في حياتنا ولكن هذه اشدها ألمًا . خلال ٩ سنوات من الحرب في اليمن وقفت امام الكثير من المظالم التي دمرت اناس كثر وقضت على مستقبل اشخاص، لكن هذه المظلمة هي الأشد والأكثر إيلامًا".

وأضاف بن لزرق: "هذه الطفلة البريئة النقية اسمها جنات في صنعاء ، شاءت الاقدار ان تقع بين يدي  ذئب بشري لم يرثِ لحالها الفقير ولا حال اسرتها  ولا لوضع البلاد ولا لجراحنا الكثيرة كرمل الطريق وأبى إلا أن يضيف جرحًا ًغائرًا آخرًا باغتصابه لهذه الفتاة".

وأشار الى ان والد هذه الطفلة ذهب الى القضاء ،القضاء الضائع التائه المسيّس الخاضع للأجندات والطوائف، وبدلًا من إدانة المغتصب ذهب القضاء لإصدار حكم باهت لا روح له ولا طعم ولا رائحة ..ولم يكتفِ القاضي بذلك بل ذهب الى سجن والد الفتاة المطالب بحق ابنته وشرفها وعزتها والتي هي عزتنا جميعا".

وأكد بن لزرق قائلا: "هذه الطفلة هي طفلتكم جميعًا، ووالدها المنتصر لشرف ملايين اليمنيات والوقوف الى جانبه وقوف الى جانب الحق والعدل والشرف والعزة والنخوة.
قفوا  الى جانب ابو جنات لكي لايقال ذات يوم :" في اليمن تستطيع ان تغتصب طفلة وتزج بوالدها في السجن".

وتابع قائلا: "وانتم تقرأون  هذا المقال طالعوا صور فتياتكم الصغار في المنازل وتذكروا جنات ووالدها وتضامنوا بالكلمة  في الوطن الذي لم يتبق منه الا (كلمته)!  ..تضامنوا  لهذه الجراح  لأنها جراحنا ومعالم الطفولة البريئة هذه لأنها شرفنا وعارنا…تضامنوا لكي نأمن على اطفالنا ونحن نبعث  بهم الى اطراف المنازل يلعبون والى البقالات يشترون والى المدارس يدرسون.تضامنوا لكي لا تكون طرقاتنا موحشة. تضامنوا لكي لا يدنس شرف الاسر الكريمة العزيزة كل هين وذليل وجبان . تضامنوا وارفضوا المهانة والذل والعار ولتكن جنات  ضميرنا الحي الذي يجب الا يموت  ويجب ان ينطق بالحق والصدق ولا شيء غيرهما.. تضامنوا  مع ابنتكم والا فإن ضمائركم ماتت ومن يمت ضميره فلا حياة له".

من جانبه وصف سميح الشيباني الحكم الذي أصدرته مليشيا الحوثي بحق مغتصب الطفلة جنات بمثابة حكم إعدام على الطفلة.

وكانت مليشيا الحوثي أصدرت قبل أيام ، حكماً في قضية المتهم باغتصاب الطفلة البالغة من العمر 9 سنوات، قضى بسجن الجاني (أحمد حسن نجاد) لمدة 15 عاماً وبتعويض مالي لأسرة الطفلة قدره مبلغ 6 ملايين ريال.
وقال الشيباني للمنتصف نت إن هذا الحكم هو إعدام للطفلة جنات ولوالدها ومكافأة للمجرم الذي قام باغتصابها.

وأشار الى ان مليشيا الحوثي قامت بإعدام مغتصب الطفل في سجن رداع الشهر الماضي فيما اكتفت بعقوبة مخففة بحق مغتصب الطفلة جنات.

وقال الشيباني إن حكم الإعدام بحق مغتصب الطفل في سجن رداع جاء وفق ضغوط قبلية على المليشيا وإجبارها على تنفيذ الإعدام، فيما والد الطفلة جنات يبدو أنه ليس له ظهر قبلي يقف إلى جانبه ما دفع المليشيا الى التلاعب بقضية ابنته.

بدوره اعتبر سليم عبدالكريم أن الطفلة جنات قتلت يوم أن تم اغتصابها، مشيرا الى أن مليشيا حوثي طغت وتجبرت وفي الوقت الذي يستنفر فيه الشعب.

وقال سليم للمنتصف إن الطفلة جنات قتلت يوم اغتصبها المجرم، متسائلا كيف ستعيش حياتها في مجتمع لن يرحمها بعد أن فقدت بكارتها؟
وأضاف قائلا: من سيحمي بناتنا من الوحوش البشرية؟.

ولاقى الحكم استياءً شعبيًا واسعًا من قبل المواطنين وفي مقدمتهم والد الطفلة جنات، الذي دعا اليمنيين إلى التضامن معه وطالب بتنفيذ حكم الإعدام بحق الجاني.

وتحت اسم "#جنات_منا_ال_الشعب"، اطلق ناشطون حملة تضامن مع الطفلة جنات السياغي التي تعرضت للاغتصاب على يد شقيق مشرف في مليشيا الحوثي، والتي تكشف مدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه عناصر المليشيا.

ودعا ناشطون وسياسيون وحقوقيون إلى تحرك عاجل لإنقاذ الطفلة ووالدها من انتقام المليشيا، مطالبين المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف انتهاكات الحوثيين المستمرة بحق المدنيين.

وفي مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر والد الطفلة " طاهر السياغي" وهو يطالب، ومعه العشرات من المواطنين في تجمع لهم أمام المحكمة الجزائية بصنعاء، بتنفيذ حكم الإعدام بحق مغتصب الطفلة جنات، مؤكداً أن ما حكمت به المحكمة مخالف للقانون ومتهماً القضاء بالفساد.

ودعا والد الطفل جميع مشائخ ووجهاء اليمن إلى الوقوف معه والاهتمام بقضية ابنته متهما مليشيا الحوثي بالتلاعب في القضية.

وقال السياغي إن قيادات في مليشيا الحوثي تلاعبت بقضية ابنته، حيث "يستخدمون نفوذهم وسلطتهم وأموالهم" للتغطية على الجريمة وإنقاذ المجرم، مناشدا كل يمني شريف وصاحب نخوة أن يعمل على إنصافه وإنصاف ابنته، وأن يتم البت في القضية بسرعة وإنهاء المماطلة فيها".
وأضاف: "نناشد كل القضاة والجهات المعنية في الدولة والمشائخ والعقال بأن يهتموا  بهذا الموضوع فهذا ليس من أجلي أنا، بل من أجل حفظ الأعراض وحفظ أعراض كل رجل لديه بنات لكي يكون رادعا لكل من يقوم بالاعتداء جنسيا على الأطفال".

وكان القيادي الحوثي المدعو أحمد حسن نجاد قد أقدم في منتصف يونيو الماضي على اختطاف واغتصاب الطفلة "جنات طاهر عبد الواحد السياغي" ( 9 سنوات)، في منطقة ارتل بمديرية سنحان في محافظة صنعاء.
ومارست مليشيا الحوثي ضغوطاً كبيرة على والد الطفلة لإجباره على التنازل عن حقه مقابل صلح قبلي، إلا أن الأب رفض هذه المساومة وأصر على ملاحقة الجاني قضائياً، ما دفع المليشيا الى القيام بسجنه.