Image

اكتشاف أحد أسرع النجوم الدوّارة في الكون

اكتشف باحثون من «جامعة الدنمارك التقنية» نجماً نيوترونياً يدور حول محوره بسرعة مذهلة تبلغ 716 دورة في الثانية؛ مما يجعله من بين أسرع الأجسام الدوّارة التي رُصدت في الكون حتى الآن.

وتمكنوا من رصد هذا النجم باستخدام تلسكوب متقدّم مثبت على محطة الفضاء الدولية، وتوصلوا إلى أنه يقع ضمن نظام نجمي ثنائي يُعرَف باسم «4U 1820-30» في كوكبة القوس، قرب مركز مجرتنا «درب التبانة». ونُشرت نتائج هذا الاكتشاف، الأربعاء، في دورية «The Astrophysical Journal».

وتُعرف النجوم النيوترونية بأنها بقايا نجم ضخم بعد انفجاره في حدث يُسمى «المستعر الأعظم» أو «السوبرنوفا»، وهي من أكثر الأجسام كثافةً في الكون، فكتلتها قد تساوي كتلة الشمس، رغم أنّ قُطرها لا يتجاوز 20 كيلومتراً.

ووفق الباحثين، يبلغ قُطر النجم النيوتروني، المكتشَف حديثاً، 12 كيلومتراً فقط، وتساوي كتلته 1.4 مرة كتلة الشمس.

ويبعد هذا النجم عن الأرض نحو 26 ألف سنة ضوئية، ويتكوّن بشكل أساسي من النيوترونات، مما يمنحه خصائص فريدة، مثل جاذبية هائلة، وسرعة دوران فائقة تصل إلى مئات الدورات في الثانية.

وأشار الباحثون إلى أنّ هذا النجم النيوتروني هو جزء من نظام نجمي ثنائي يتألّف من نجمين يدوران حول بعضهما البعض؛ إذ يكون النجم المُصاحب له قزماً أبيض بحجم يُقارب حجم الأرض ويدور حوله كل 11 دقيقة؛ في أقصر فترة مَدارية معروفة حتى الآن.

وبفضل جاذبيته العالية، يجذب النجم النيوتروني المادة من القزم الأبيض المُصاحب، مما يؤدّي إلى انفجارات نووية حرارية شبيهة بتفجيرات ذرّية عندما تتراكم كميات كافية من المادة على سطحه.

ويرى الفريق البحثي أنّ هذا الاكتشاف «يشكّل خطوة مهمة نحو فهم أعمق للكون وأجرامه الغامضة، إذ تتيح دراسة النجوم النيوترونية السريعة الدوران اختبار النظريات الفيزيائية الحالية، وتطوير نماذج جديدة لشرح الظواهر الكونية المعقّدة».

وأضاف الباحثون أنّ «هذه البحوث تساعد في توسيع معرفتنا بطريقة تطور النجوم الضخمة، خصوصاً النجوم النيوترونية، إلى جانب فهم عملية تكوين العناصر الثقيلة في الكون التي تلعب دوراً جوهرياً في تطوّر النجوم والمجرات».