على ضوء هجوم الفجر الباهت.. هل نجحت واشنطن في احتواء الرد والرد المضاد بين اسرائيل وايران؟
سعت واشنطن خلال الايام القليلة الماضية، من خلال ارسال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الى المنطقة، لاحتواء الرد الاسرائيلي على الهجوم الايراني، وهو ما نجحت به فعلا وفقا للمشاهد الأولية لحجم الرد الذي نفذتها مقاتلات اسرائيلية فجر اليوم السبت، على مواقع ايرانية.
وهدفت جولة بلينكن في المنطقة التي شملت "لبنان واسرائيل والسعودية وقطر، قبل ان يصل الى العاصمة البريطانية لندن"، والتي مهدت للرد الاسرائيلي على ايران الذي جاء بعد ساعات من اختتام تلك الجولة، التي هدفت لاحتواء تصاعد الردود العسكرية بين تل ابيب وطهران.
وكما كان متوقعا ومرسوما لها من قبل الادارة الامريكية التي نجحت فعلا في احتواء الرد الاسرائيلي على ايران، والذي جاء باهتا ومحدودا، وحسبما وصفه مراقبون للشأن الايراني.
وكان العدو الاسرائيلي اعلن فجر اليوم السبت، انه نفذ هجمات على أهداف عسكرية في ايران، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني في 1 أكتوبر، في حين افاد التلفزيون الرسمي الإيراني بوقوع انفجارات في العاصمة طهران يجري التحري بشأنها وتقييم اضرارها.
وذكرت وكالة "فارس" شبه الرسمية الإيرانية، أن إسرائيل استهدفت بهجومين منفصلين عدداً من القواعد العسكرية في غرب وجنوب غرب طهران، ما ادى لاغلاق المجال الجوي الايراني حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت، وفقا لما تم الاعلان عنه ايرانيا.
وذكر مسؤولون اسرائيليون بأنه لم يتم استهداف منشآت نووية أو نفطية، وإنما منشآت عسكرية "ربما هددت إسرائيل في الماضي، أو قد تشكل تهديداً فيما بعد"، وهو ما يناقض تصريحات سابقة لمسؤولين اسرائيليين بان الرد على هجمات ايران سيكون مزلزل وموجع وغير متوقع للنظام الايراني.
وحسب مراقبين للوضع في المنطقة، فإن عدم استهداف منشآت نووية ونفطية ايرانية في الرد الاسرائيلي، يعد نجاح لجهود واشنطن في احتواء الرد الاسرائيلي، خاصة وان البنتاجون اعلن أن إسرائيل أخطرت واشنطن بالهجوم قبل وقوعه، مشدداً على أن الولايات المتحدة "ليست منخرطة فيه" وانه لم يتم تغير وضع قواته في المنطقة.
ويؤكد المراقبين، بأن اسرائيل خضعت لتعليمات الإدارة الامريكية في عدم استهداف منشآت ايران النفطية والنووية خلال ردها على الهجوم الايراني، والاكتفاء باستهداف مواقع عسكرية ايرانية، وذلك لاحتواء الرد الايراني المتوقع على ذلك الهجوم، الذي قالت اسرائيل انه كان عبارة عن رسالة ردع لايران.
وفيما يتعلق بالرد الايراني على الهجوم الاسرائيلي، نٌقل عن مسؤولين امريكيين توقعهم بأنه سيكون محدود، ولن يسمح للطرفين بأخذ "راحة" للدخول في دائرة الرد المتبادل، مشيرين الى ان ادارة الرئيس بايدن تخشى، لا تتوقع ردا ايرانيا كبيرا على الهجوم الذي سيقود الى حرب شاملة في المنطقة، حسب وصفهم.
وحسب المراقبين، فإن الرد الاسرائيلي على هجوم ايران، والرد الايراني المتوقع على ذلك، يأتي في اطار تنسيق بين واشنطن وطهران لتغطية الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت وترتكب في لبنان وقطاع غزة، واشغال الرأي العام الدولي والاقليمي بتطورات الردود بين الطرفين، وطبيعة الاهداف وحجم الخسائر التي ستسفر عنها.
واكدوا بأن واشنطن نجحت في رسم خطوط دائرة الردود بين طهران وتل ابيب، لتفادي الضغوط على اسرائيلي وإدارة بايدن أي ضغوط واتهمامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية في لبنان وغزة، وتجنب تأثيرها على مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الامريكية التي ستجري في 5 نوفمبر المقبل.
وتبقى تطورات دائرة الردود المتبادلة بين الجانبين، تخضع للمصالح المشتركة للدول المشاركة في مجريات الاحداث التي تدور في المنطقة منذ 7 اكتوبر 2023، خاصة وان ايران اعلنت انها تحتفظ بحق الرد على هجوم فجر السبت الذي وصف بالباهت الذي شنته اسرائيل على مواقع ايرانية بعيدة عن المنشآت النووية والنفطية.