مع ترقب الانتخابات الأميركية.. 10 أسهم يجب مراقبتها
يمرّ أكبر اقتصاد في العالم في وضع غير عادي، حيث تتسبب انتخابات الرئاسية الأميركية برفع حالة عدم اليقين في سوق الأسهم إلى أعلى مستوياتها.
ولا يوجد إجماع في "وول ستريت" بشأن مستقبل ارتفاع الأسهم المدفوعة بالتكنولوجيا هذا العام، ولا احتمال حدوث ركود، وبالنسبة لنوع معين من المتداولين الهواة، فإن الأسهم الأميركية ستشهد تقلبات، ولا شيء يمكن أن يكون أكثر إثارة من ذلك.
ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، فإن السؤال الرئيسي الذي يواجه المستثمرين، يتمحور حول هوية الأسهم الأكثر والأقل جاذبية في الربع الأخير من العام، وهو ما أجاب عنه تقرير أعدته "بلومبرغ" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، والذي كشف عن قائمة من 10 شركات يجب وضع أسهمها تحت المراقبة، خلال الربع الرابع من 2024، للحصول على معاينات عن الفرص أو المخاطر التي ستواجهها خلال تلك الفترة.
والشركات العشر التي تم تسليط الضوء عليها تغطي قطاعات مختلفة، وهي على الشكل الآتي:
ألستوم:
بدأ التدفق النقدي لدى شركة ألستوم الفرنسية لصناعة القطارات والترام، عقب التعافي من الخسارة المفاجئة التي تكبدتها العام الماضي، حيث سيكون لدى الشركة القدرة على تجاوز التوقعات، بأكثر من 20 بالمئة حتى عام 2027، وذلك بفضل الطلبات على نظام التحكم بالقطارات الأوروبي الجديد، والذي سيحل محل الأنظمة القديمة في جميع أنحاء دول الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يتجاوز نمو مبيعات ألستوم تقديرات المحللين الإجماعية.
Anta Sports
من المرجح أن يتوسع هامش ربح صانع الملابس والإكسسوارات الرياضية Anta Sports في عام 2024، وذلك حتى مع إجماع المحللين على توقع انخفاض بسبب المخاوف الناتجة عن المشاعر السلبية للمستهلك الصيني. ولكن شركة Anta Sports تسيطر على مخزوناتها جيداً، مما يقلل من خطر خفض الأسعار على بضائعها غير المباعة.
Direct Line
تعمل شركة Direct Line للتأمين على تعيين رئيس تنفيذي جديد وفريق إدارة عليا جديد، يعملان على استعادة ربحية الشركة في أعمالها الأساسية في مجال تغطية السيارات، لكن توقعات السوق تجاه الشركة البريطانية تبدو متفائلة للغاية، فرغم أن أسعار التأمين تضعف في المملكة المتحدة، إلا أن الأرباح المتوقعة للشركة العام المقبل لا تعكس ذلك.
First Solar
تجد شركة إنتاج الألواح الشمسية الأميركية نقاطاً مشرقة، في سوق تشهد وفرة في المعروض العالمي. ومع قانون خفض التضخم الذي يحفز الطلب الأميركي، والقيود التجارية التي فعلاً تحدّ من الإمدادات من المنافسين الآسيويين، من المقرر أن تتجاوز شركة First Solar التوقعات حتى مع انخفاض أرباح المنتجين الصينيين.
Insulet
من المتوقع أن يؤدي حصول شركة Insulet الأميركية على موافقة إدارة الغذاء والدواء في أميركا مؤخراً على مضخة الأنسولين التي انتجتها، والتي تهدف إلى علاج مرض السكري من النوع 2 إلى زيادة زخم مبييعات هذا الجهاز، حيث من المنتظر أن ترتفع مبيعات Insulet بنحو 20 في المئة هذا العام.
والجهاز الذي نال موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، هو أول نظام آلي لتوصيل الأنسولين يمكن ارتداؤه، وهو يحظى بشعبية ملحوظة وإقبال من قبل مرضى السكري من النوع 1.
بورصة اليابان
يتزايد الاهتمام العالمي بالأسواق اليابانية، حيث أعلن العديد من الخبراء نهاية "العقود الضائعة" للاقتصاد الياباني، وهذا ما يحفز نشاطاً قوياً للتداول عبر الأسهم والسندات والمنتجات المشتقة في بورصة الأوراق المالية في اليابان.
LG Chem
يتردد صدى الضعف في سوق العقارات في الصين عبر سلسلة التوريد الخاصة بشركة LG Chem الكورية للكيماويات، مما يؤدي إلى انخفاض مبيعات البلاستيك الاستهلاكي ومواد البناء، كما يؤثر ضعف الطلب الأميركي على المركبات الكهربائية على وحدة البطاريات الخاصة بـ LG Chem، الأمر الذي قد ينعكس انخفاضاً في أرباح الشركة بنسبة تزيد عن 20 في المئة هذا العام.
البنك الوطني السعودي
ستخلق تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة من جانب البنك المركزي الأميركي، تحدياً للربح بالنسبة لمعظم البنوك، ولكن من المتوقع أن تتحسن هوامش ربح البنك الوطني السعودي، نظراً للقروض طويلة الأجل وانخفاض تكاليف الودائع. ومن المرجح أيضاً أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تسريع نمو القروض. وبالنظر إلى كل ذلك، فقد ترتفع أرباح البنك الوطني السعودي بنسبة 15 في المئة أو أكثر في العام المقبل.
Synopsys
تواجه عملية الاستحواذ المخطط لها من قبل شركة Synopsys الأميركية، التي تعمل في مجال أتمتة التصميم الإلكتروني، على مزود برامج المحاكاة Ansys مقابل 33 مليار دولار، تدقيقاً من قِبل هيئة مكافحة الاحتكار، ويخشى المستثمرون من أن يتم حظر الصفقة.
ولكن من المرجح أن تحصل عملية الاستحواذ على الموافقة في النهاية، وهو ما من شأنه أن يعزز من التوقعات الإيجابية بالنسبة للشركة.
Trulieve
قد ترتفع أرباح منتج وموزع القنب Trulieve إلى مستويات جديدة إذا شرعت فلوريدا في استخدام الماريجوانا لأغراض ترفيهية، نظراً لأن حوالي 70 في المئة من متاجر شركة Trulieve، المخصصة حالياً للماريجوانا الطبية فقط، تقع في الولاية. كما تعد بنسلفانيا وأريزونا من الأسواق المهمة لشركة تروليف.
الأسواق أمام سيناريوهان
ويقول الرئيس العالمي لقسم الأبحاث والتعليم في مجموعة CFI جورج خوري، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن أسواق الأسهم ستكون أمام سيناريوهين، بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، الأول هو في حال فاز دونالد ترامب، الذي وعند النظر إلى ولايته الرئاسية الأولى، لوجدنا أن الأسواق المالية حققت ارتفاعات لطالما تفاخر بها ترامب نفسه، حيث من المرجح أن يعيد التاريخ نفسه وأن تستكمل الأسواق ارتفاعاتها اذا فاز ترامب، كون الأخير معروف منذ زمن بسياسته، التي تركز على دعم الشركات الكبرى من خلال تخفيض الضرائب وتقليل القوانين التنظيمية بشكل عام، الأمر الذي يشجع المستثمرين ويزيد من أرباح الشركات على المدى المتوسط والبعيد.
وبحسب خوري فإن السيناريو الثاني الذي ينتظر أسواق المال، يتمثل بفوز كامالا هاريس بالرئاسة والذي يعني أنها ستستمر بتطبيق نهج الرئيس بادين أو نهج الحزب الديمقراطي الأميركي، المتمثل بزيادة الضرائب على الشركات الكبرى وفرض المزيد من اللوائح التنظيمية، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث بعض التقلبات في الأسواق، وبشكل خاص في مجال التكنولوجيا.
ولكن وبشكل عام فإنه وعلى المدى البعيد أي بعد سنة أو سنتين من بدء حكم هاريس، من الممكن أن يتحول الوضع الى إيجابي على قطاعات مثل الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المستدامة.
وشدد خوري على أنه وبغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن البيانات التاريخية تُظهر أن مؤشر S&P 500 ومعظم المؤشرات الأميركية، تغلق على ارتفاع في الأعوام التي تُجرى فيها عادة الانتخابات الرئاسية.
كما أنه من الممكن أن تستكمل الأسواق إتجاهاتها الصاعدة من الآن وحتى نهاية 2024 بدعم من نتائج أعمال الشركات وخصوصاً التكنولوجية منها، التي ستبدأ بالظهور الأسبوع المقبل، حيث أنه وفي حال كانت هذه النتائج أفضل من التوقعات فسينعكس ذلك إيجاباً على الأسواق.
شركات يجب التركيز عليها
وكشف خوري في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أنه عندما تكون هناك مخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي، إضافة إلى وجود بعض التوترات والتقلبات الجيوسياسية، فإننا نشهد ارتفاعات في الأسهم الدفاعية، وأسهم الدخل التي توزّع الأرباح، والتي لا تكون عرضة للتقلبات الى حد كبير جداً.
وأشار إلى أنه في حال فازت كامالا هاريس فإن ذلك سينعكس إيجاباً على شركة تسلا، ليس فقط حتى نهاية 2024، بل أيضاً للأعوام المقبلة، فسياسة هاريس تركز على دعم قطاع الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، في حين أن فوز ترامب سيكون مضراً لتسلا كون الأخير غير مؤيد للسيارات الكهربائية.
ويرى خوري أن شركة "إكسون موبيل" التي أظهرت عبر التاريخ أنها قادرة على أن تحافظ على مستوياتها الى حد ما، وأن تكون مرنة خلال مراحل التقلبات والتوترات والمخاوف وعدم اليقين، ستكون محط جذب بشكل كبير جداً في المرحلة المقبلة، خصوصاً في حال فاز ترامب الذي يدعم قطاعي النفط والغاز، من خلال تخفيف اللوائح البيئية، حيث تُعتبر "إكسون موبيل" واحدة من الشركات التي يمكن التركيز عليها في حال فاز ترامب، إضافة إلى مصرف "غولدمان ساكس" الذي تمكن من تحقيق أرباح أفضل من التوقعات بشكل كبير جداً على مدار عام ونصف.
قطاع جديد تحت الأضواء
وشدد خوري على أن قطاع الطاقة النووية، سيكون عليه الكثير من الطلب من الآن، وحتى عامي 2025 و2026، إذ يوجد الكثير من شركات التكنولوجيا التي تعمل على دعم مشاريع الطاقة النووية، بسبب حاجتها الكبيرة للتزود بالطاقة، بهدف تطوير وتوسيع مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تعمل عليها، مشيراً إلى أن شركات مثل General Electric و Brookfield Renewable Partnersستستفيد من هذه الموجة الجديدة، مع إبداء شركات إنفيديا وآبل وأمازون، رغبة بالاستثمار بالطاقة النووية لدعم مشاريعها في مجال الذكاء الاصطناعي.