Image

تفخيخ الحوثي للمناهج الدراسية يدفع أولياء أمور لوقف تعليم أبنائهم

الجريمة التي فاقت كل جرائم عصابة الحوثي الإرهابية هي انتهاكها للتعليم وتفخيخها وتسميمها للمناهج الدراسية في المدارس والجامعات، متجاوزة بذلك كل الحدود وكل الخطوط الحمراء، وهي تهدف إلى تقويض عرى الدولة اليمنية، وتستهدف الهوية الوطنية.. 
هذه الجريمة التي لا شك أن ضحيتها في المقام الأول هم الأجيال القادمة والشباب، ستكون أثرها الكارثي البالغ عندما تصبح تلك الأجيال وأولئك الشباب عبارة عن قنابل وعبوات مفخخة تفتك بالمجتمع اليمني لعقود من الزمن، بحيث يمحى منهم الولاء لله والوطن، ويتحول إلى ولاء مطلق للعصابة تسبح الأجيال بحمدها صباحًا ومساءً. 
ويبدو أنه لا التحالف ولا الحكومة الشرعية وارد أن يدركوا الخطر المحدق بتلك الأجيال التي يتم تلغيمها من خلال المناهج الدراسية التي غيَّرتها عصابة الحوثي، وبثَّت كل سمومها الطائفية القاتلة فيها لطمس الهوية الوطنية، وتغييبها تمامًا واصطناع هوية تعيد اليمنيين إلى عهود الكهنوت والظلام الإمامي، الأمر الذي أثار مخاوف أولياء الأمور من أن يتم غسل عقول أطفالهم وتلقينهم أفكارًا ملغومة، وغرس أيديولوجيتها.
ولم تكتفِ عصابة الحوثي بتفجير مئات المدارس، والزج بآلاف الأطفال في محارق الموت لمحاربة اليمنيين والدفاع عن الكهنوت، بل تعمدت ارتكاب أبشع عملية طمس للهوية اليمنية واغتيال للأجيال، من خلال تحريف المناهج الدراسية وتسميمها بخرافاتها الطائفية وأفكارها السلالية.

"قنابل موقوته"
يقول "عادل سعيد علي" أحد السكان في العاصمة المختطفة صنعاء "للمنتصف نت" ، أنه اضطر لوقف تعليم أطفاله بسبب السموم التي تنشرها مليشيا الحوثي في المناهج الدراسية.
وقال عادل :"لقد فخخ الحوثي كل شيء ليس الأرض فقط بل حتى المناهج الدراسية التي أصبحت "قنبلة موقوته" تشكّل خطرًا على أطفالنا".
"عادل سعيد" أشار  للمنتصف نت إلى أنه اضطر لشراء "موتور" لنجله "محمد" للعمل به بدلًا من الدراسة، وذلك لغرضين الأول خوفًا عليه من مناهج الحوثي ، والغرض الثاني هو مساعدته في توفير مصاريف المنزل.

تعديلات المناهج
بحسب مصادر تربوية، فإن مليشيا الحوثي أجرت أكثر من 600 تعديلًا على المناهج الدراسية، خصوصًا في مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتأريخ، بما يتوافق مع أجندتها الطائفية.
وتعمدت مليشيا الحوثي حذف معظم ما له علاقة بالهوية اليمنية والرموز الوطنية، والصحابة رضوان الله عليهم، بطريقة متدرجة، وفرضت بدلًا عن ذلك أفكارها الطائفية وشعاراتها وسير قادتها، وعملت على توظيف بعض الفقرات لصالح مشروعها، سعيًا منها لحوثنة الأجيال وتغيير هوية المجتمع اليمني.

"مناهج مسممة"
صلاح الحيدري مدرس في مدرسة أهلية بالعاصمة صنعاء يقول للمنتصف نت: إن مليشيا الحوثي نجحت في تسميم المناهج الدراسية، وهي تمضي في غسل أدمغة عقول أولادنا الطلاب، وتعبئتهم بثقافة طائفية ومعلومات مسمومة، من خلال نشر أفكارها الدخيلة على البلاد عبر تنظيم معسكرات صيفية للأطفال، وغسل عقولهم بشعارات طائفية.
وقال الحيدر، إن مليشيا الحوثي قامت بإضافة دروس طائفية ضمن مقررات بعض المواد، وتحريف واضح في مناهج التربية الإسلامية والسيرة النبوية وحتى اللغة العربية وبقية مقررات الفصول الدراسية.
وأكد الحيدري للمنتصف نت، أن بعض أولياء أمور الطلاب بدأوا بمنع أطفالهم من استكمال الدراسة.
وأوضح، أن عددًا من الحصص التي أصبح الحوثيون يلقونها على الطلاب، تأتي استكمالا لتحريفهم المناهج التعليمية، ومساعيهم لاستقطاب الآلاف منهم إلى معسكرات التدريب، تمهيدًا للزج بهم في جبهات القتال.
ولفت الحيدري إلى أن مليشيا الحوثي العام الماضي فقط أجرت ما لا يقل عن 200 تعديل على المناهج وحاولت بمعظمها تكريس فكرة الاستحقاق “الإمامي” للحكم في اليمن والثروة ووجوب التبعئة والتسليم لأمر قياداتها ورموزها، إضافة إلى 243 تعديلاً في المناهج خلال الأعوام الماضية.

"مشاريع موت"
منذ انقلاب مليشيا الحوثي في العام 2014 ، عمدت مليشيا الحوثي على تغييرات مناهج التعليم، وتضمينها شعارات ومصطلحات تستهدف الطلاب وتفخخ عقولهم بالدورات والفعاليات المدرسية الداعية إلى العنف والميول لمشاريع الموت والطائفية التي يتبناها الحوثيون في شعاراتهم، والتي تصب في تمجيد نشر المد الفكري للجماعة.
وبحسب مراقبين، فإن هذا التغيير يمثل منعطفًا خطيرًا يهدد العملية التعليمية ويلغم عقول الأجيال الحاضرة والقادمة لما يمثله من تغيير وانحراف في مسار التعليم برمته في البلاد، وبلا شك ستكون نتائجه وخيمة على كافة المستويات.
ويؤكد الخبراء أنَّ التعديلات الحوثية في المناهج تعتبر قنبلة موقوتة على مستقبل اليمن." وأضاف: "الفكرة الحوثية قائمة على العنف أساسًا، وزرعها في عقول الطلاب خطير جداً. ستسيطر الجماعة على الجيل القادم بشكل كلي إن بقيت هذه المناطق خاضعة لها".