صراع القوميات الاثيوبية في عدن .. " الأورومو" قنبلة موقوتة تهدد المجتمع
ينتشرون في مناطق متعددة ابرزها العاصمة المؤقتة عدن، ويعشون في اوساط المجتمع العدني، بعاداتهم وثقافاتهم وقومياتهم وعصبياتهم لها، يتحدثون لغتهم الغير مفهومة للسكان المحليين ما يجعلهم يشكلون خطرا على المجتمع، في ظل الاوضاع التي تعيشها البلاد حاليا.
"المهاجرون الأثيوبيون" بقومياتهم " الأورومو والأمهرة"، باتوا يشكلون خطرا حقيقيا على المجتمع العدني على وجه التحديد في اليمن، لطبيعتهم التي تتسم بالعنف والدموية، رغم ان أحد أهم اسباب هجرتهم الى اليمن الهروب من الحروب والبحث عن حياة كريمة كما تتحدث التقارير الدولية.
"المنتصف" اقترب من حياة هؤلاء المهاجرون المنتشرين بشكل كبير في احياء مديرية الشيخ عثمان في عدن، ويمارسون العديد من الانشطة خارج المخيمات المخصصة للمهاجرين التي تشرف عليها منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة.
العمل في المطاعم
رغم تميزهم بالنظافة على عكس بقية المهاجرين الافارقة الى اليمن، الا ان طبيعتهم الدموية والحامية، تجعل المجتمع العدني ينظر اليهم على انهم خطر على حياتهم، تلك النظر تكونت بعد الاشتباكات التي دارات بينهم نهاية العام الماضي على خلفية" صراع قوميات" وانتشرت في عدد احياء الشيخ عثمان وخلفت قتلى وجرحى في صفوفهم.
يتميز المهاجرين الافارقة من القوميتين "الاورومو والامهرة" بالأناقة والنظافة، ما جعلهم يسيطرون على مهنة النظافة في المطاعم الراقية والسياحية في عدن بشكل كبير، فضلا عن التزامهم بعملهم وادائهم له بشكل متقن وفقا، لـ "أمجد الزبدة"، صاحب احد المطاعم في مدينة كريتر بمديرية صيرة بعدن.
يقول امجد لـ "المنتصف" : "العاملين من المهاجرين الافارقة الاثيوبيين، يمتازون بالنظافة والمظهر اللائق بالنسبة لعامل النظافة الذي يتطلب تواجده في مطاعم راقية وحديثة، لذا نفضلهم اكثر من غيرهم، الى جانب انهم عاملة رخيصة يبحثون عن العيش الكريم في ابسط حالاته".
وحول نسبة الخوف منهم بعد الحوادث التي جرت في عدن مؤخرا بينهم، والتي كانت بشكل وحشي وعنيف استخدمت فيها "السواطيل والسيوف والآلات الحادة، والهراوات"، يشير أمجد الزبدة إلى أن احد اهم شروط توظيفهم في المطاعم، عدم احداث أي فوضى او شغب، فضلا عن تقديمهم ضمانات من جهة امنية حول ذلك.
يتمركز المهاجرين الافارقة على وجه التحديد من الجنسيتين الاثيوبية والصومالية في المناطق الشمالية لمدينة عدن، فيما يتواجد البعض منهم في مخيمات تشرف عليها الامم المتحدة في محافظتي لحج وشبوة، في حين يفضل البعض من المهاجرين السير على الاقدام باتجاه الحدود مع السعودية للعبور منها نحو الخليج، كما يوجد عدد منهم في مناطق واقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي الايرانية خاصة صنعاء وصعدة وحجة.
صراع القوميات
شهدت عدن في سبتمبر من العام الماضي، اشتباكات دامات لأيام في احياء الشيخ عثمان شمال المدينة، بين ابناء القومية " الاورومو"، والقومية "الأمهرية" من اللاجئين الاثيوبيين، كانت دموية بشكل لم يعهدها اليمنيين، لاستخدامهم الالات الحادة المميتة فيها، استمرت يومين وخلفت عشرات الاصابات والقتلى وفقا لمصادر امنية يمنية بعدن.
وحسب المصادر، فإن الاشتباكات بين اللاجئين الاثيوبيين من القوميتين، انتقلت من بلادهم الى عدن، حيث يدور صراع قومي بينهما ممتد لمئات السنين حسب افادت بعض ابناء تلك القوميات في محاضر الامن عقب الاشتباكات.
ومطلع العام الجاري، تجددت تلك الاشتباكات في نفس المناطق التي ينتشرون فيها "الشيخ عثمان"، وامتدت الى منطقتي دار سعد والبساتين، وصولا الى اطراف محافظة لحج المحاذية لعدن من جهة الشمال، حيث تقطن معظم الاسر الاثيوبية من القوميتين، وكانت نسبة الدموية فيها عالية كما هو في المرة السابقة، ما يشير الى وجود غيل وحقد وبغضاء بين ابناء القوميتين.
اكبر جماعتين عرقيتين
يقول "ازجي" احد ابناء قومية "الاورومو" لـ "المنتصف" بلغة عربية مكسرة، ان الصراع بينهم وبين ابناء قومية الامهرية ترتبط بجانب "ديني وعرقي"، وهي تمتد لمئات السنين، مشيرا الى انهما اكبر جماعتين عرقيتين وقوميتين في اثيوبيا.
وحول طبيعة حياتهم في اليمن، يقول "ازجي"، انهم يبحثون عن "الطعام والامان"، لكنه يطمح ان يهاجر الى اوروبا، بعد ان يجمع مبلغ مالي يساعده على ذلك، مؤكدا انه لا يحلم حاليا بالعودة الى بلاده التي تشهد صراعا عرقيا وقوميا لا يستطيع احد القضاء عليها او حلها، حسب قوله".
خطر يهدد المجتمع
وحول خطر وجود صراع قومي بين اكثر المهاجرين تدفقا خلال السنوات الاخيرة الى اليمن وفقا لتقارير الامم المتحدة، يقول "فهمي مصطفى" من ابناء مديرية الشيخ عثمان بعدن لـ "المنتصف"، انهم حذرون جدا من المهاجرين الافارقة خاصة ما يطلق عليهم السكان "الاورومو"، الذي يعدون اكثر دموية وطباعهم حادة وعنيفة، خاصة بعد الاشتباكات التي دارات بينهم مؤخرا.
ويتابع:" هؤلاء المهاجرين لديهم دعم من الامم المتحدة ومنظمات اخرى، وعليهم ان يعيشون وفقا لقوانين البلاد، الا ان تدهور الاوضاع التي تعيشها البلاد حاليا جعلتهم يختلطون بالسكان المحليين ويمارسون اعمال في المطاعم والورش وغيرها، دون وجود تنظيم من الجهات المختصة، الامر الذي يجعلهم يشكلون خطرا على المجتمع".
اما احمد الحميقاني، فيقول ان" الجوع" هو من يدفع هؤلاء المهاجرين للبحث عن العمل، فالمعونات المقدمة لهم تأتي للمسجلين لدى منظمة الهجرة فقط فيما التدفق لليمن معظمه عشوائي وغير منظم او يمر عبر المنظمة الدولية.
ويتفق الحميقاني، مع "فهمي" بانهم يشكلون خطرا على المجتمع خاصة وانهم عنيفين ولهم لغة لا يفهمها احد، الى جانب ضعف الاجهزة الامنية، وغياب الجهات المختصة لادارة شؤونهم.
اعداد كبيرة
ويقول الحميقاني، ان المهاجرين الاثيوبيين من القوميتين الاورومو والامهرة ينتشرون باعداد كبيرة في اوساط المجتمع العدني، وهذا ما شهدناه في الاشتباكات التي دارت بينهم مؤخرا، حيث عجزت الاجهزة الامنية من احتوائهم نتيجة كثرة اعدادهم، واستخدامهم الآت حادة بشكل وحشي.
تقول الاحصائيات الاممية ان 94 في المائة من المهاجرين الأفارقة الواصلين إلى اليمن هم من حملة الجنسية الإثيوبية، وحل في المرتبة الثانية حملة الجنسية الصومالية.
وتحدث تقرير حديث صادر عن "منظمة الهجرة الدولية" والخاص بمراقبة تدفق اللاجئين إلى اليمن خلال "أبريل ويونيو" الماضيين، قائلا "ان المهاجرين يحملون ملامح ديمغرافية واجتماعية واقتصادية، بما في ذلك الخلفيات التعليمية، وأسباب مغادرة بلدهم الأصلي أو مكان إقامتهم المعتاد، ونيات السفر المستقبلية والحماية والتحديات التي يواجهونها في أثناء الرحلة"، الامر الذي يؤكد طبيعتهم العدوانية وفقا لثقافاتهم التي يحملونها من بلدانهم الاصلية.
طرق نحو اليمن
وحسب التقرير، فإن هناك طريقين رئيسيين للهجرة إلى اليمن يسلكهما المهاجرون: الأول، نحو محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، والطريق الآخر نحو محافظتي لحج وتعز، في حين يقوم مهربين يتبعون عصابة الحوثي الايرانية بمساعدة عناصر ايرانية، ينقلون العشرات خارج المراقبة الدولية من افريقيا الى اليمن، في اطار تجارتهم بالبشر.
ووفق أداة مراقبة التدفق، التي تركز على العدد الإجمالي للمهاجرين، فقد تم تتبع 4984 مهاجراً دخلوا اليمن عبر سواحل محافظتي لحج وتعز في الربع الثاني من هذا العام. ويمثل هذا الرقم انخفاضاً بنسبة 8 في المائة مقارنةً بالربع السابق من نفس العام.
وبيَّنت منظمة الهجرة الدولية أن عملية المسح شملت 3392 مهاجراً في محافظات المهرة ولحج وعدن ومأرب وشبوة وحضرموت، وكانت غالبية المستجيبين من الشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاماً، ويشكلون 87 في المائة من العينة.
وأفاد 99 في المائة من المستجيبين بأن هجرتهم مرتبطة بأسباب اقتصادية، وكان معظمهم عازبين (86 في المائة)، وحصلوا على تعليم ابتدائي أو أقل (58 في المائة)، وكانوا عاطلين عن العمل في الوقت الحالي (93 بالمائة). وتبين أن 51 في المائة قدِموا من مناطق ريفية.
صورة إرشادية
أكدت منظمة الهجرة الدولية أن هذه النتائج لا تغطي المهاجرين الأفارقة الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مع أن التقرير يهدف إلى تقديم صورة إرشادية وشاملة للمهاجرين والملف الشخصي للمستجيبين. وكانت العينة الإجمالية تتألف في الغالب من الذكور (95 في المائة من الإجمالي).
وأعاد المسح أسباب غياب الإناث عن الاستبيان إلى الصعوبة التي واجهها الباحثون في العثور على مسافرات من الإناث لإجراء المقابلات معهن، وهو ما يعني أن العينة ليست تمثيلية. وكان نحو 12 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، وكان الذكور يشكلون 90 في المائة. ومثَّلت المهاجرات 5 في المائة من إجمالي 3392 من المهاجرين الذين تمت مقابلتهم.
وكشفت نتائج هذا المسح عن أن 94 في المائة من المهاجرين هم من حملة الجنسية الإثيوبية، فيما كان حَمَلة الجنسية الصومالية 6 في المائة فقط، بعد أن كانوا يشكلون أغلبية المهاجرين إلى اليمن منذ بداية الصراع في الصومال، عقب انهيار الدولة عام 1990. وتبين أن نحو 507 من المسافرين يمتلكون جوازات سفر أو أشكالاً أخرى من بطاقات الهوية، في حين أن 352 منهم لا يحملون بطاقات هوية.
وأفاد غالبية المهاجرين الذين تمت مقابلتهم (96 في المائة) أنهم استخدموا الطريق الجنوبي الشرقي من ميناء باري في الصومال إلى سواحل محافظة شبوة اليمنية، فيما غادر أربعة في المائة فقط من ميناء أبّوك في جيبوتي إلى محافظة شبوة. وكان غالبية المهاجرين (61 في المائة) يعتزمون الهجرة إلى دول الخليج، حيث سلكوا طرقاً مختلفة داخل اليمن للوصول إلى هناك، بما في ذلك محافظات حضرموت وحجة وصعدة.
الهجرة من مناطق ريفية
تُظهر نتائج المسح الأممي أن 42 في المائة من المهاجرين غادروا المناطق الريفية في بلدانهم الأصلية بنيّة الذهاب إلى المناطق الريفية في بلد المقصد. بالإضافة إلى ذلك، خطط 7 في المائة ممن غادروا المناطق الريفية للذهاب إلى المناطق الحضرية (البلدات والمدن) في وجهتهم، وعلاوة على ذلك، غادر 28 في المائة من المهاجرين المناطق الحضرية للهجرة إلى المناطق الحضرية، وسافر 18 في المائة آخرون من المهاجرين من المناطق الحضرية بهدف الذهاب إلى المناطق الريفية في بلد المقصد.
هذه البيانات أظهرت أن نحو نصف المهاجرين الإثيوبيين (49 في المائة) بدأوا رحلتهم في المناطق الريفية، حيث كان 80 في المائة من إجمالي المهاجرين يعتزمون الوصول إلى مناطق ريفية أخرى. وعلاوة على ذلك، غادر غالبية المواطنين الصوماليين (80 في المائة) المناطق الريفية، حيث كان 94 في المائة من إجمالي المهاجرين يهدفون إلى الهجرة إلى المناطق الريفية في البلد الذي يقصدونه.
ووفقاً لبيانات المهاجرين البالغ عددهم 4984 الذين تم تتبعهم خلال فترة المسح، كان 61 في المائة منهم من الرجال و23 في المائة من النساء و9 في المائة من الأولاد و7 في المائة من البنات اللاتي تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ولا يتم إجراء مسح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً.
وكان 45 مهاجراً قد لقوا مصرعهم، واعتُبر 61 في عداد المفقودين مطلع الشهر الحالي عندما انقلب قاربان كانا يحملان نحو 300 مهاجر أفريقي عائدين من اليمن في طريقهم إلى جيبوتي.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن هذه المأساة هي الأخيرة في سلسلة من كوارث القوارب على طول طريق يُعد واحداً من أكثر الطرق ازدحاماً وأكثرها خطورة في العالم، وكثيراً ما يستخدمه اللاجئون والمهاجرون من أفريقيا
الأورومو والأمهرة
تتحدث المعلومات عن وجود العديد من القوميات في إثيوبيا، مشيرة إلى أن التمايز اللغوي يعد من أبرز أسباب الخلافات في البلاد، إذ يوجد في هذا البلد نحو 100 لغة.
وتعد قومية الأورومو في أوروميا بوسط إثيوبيا، ويشكلون نحو 34 في المئة من عدد السكان البالغ نحو 103 ملايين نسمة، وهم يتحدثون اللغة الأورومية، ويعملون بالزراعة والرعي.
اما القومية الامهرية هي ثاني أكبر مجموعة عرقية في اثيوبيا ويتحدثون اللغة الأمهرية، وهي اللغة الرسمية للجمهورية الاثيوبية، ويشكلون نحو 27 في المئة من عدد السكان. وبحسب المعتقد التقليدي فإن أصول الأمهرة ترجع إلى سام الابن الأكبر لـ "النبي نوح عليه السلام" الذي وردت قصته في العهد القديم.