Image

زيلينسكي: القوات الأوكرانية تتشبث بمواقعها في كورسك الروسية

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إن قوات روسية حاولت طرد نظيرتها الأوكرانية من مواقعها في منطقة كورسك على الحدود بين البلدين، لكن القوات التابعة لكييف لا تزال تتشبث بمواقعها.وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي المصور أنه "في ما يتعلق بعملية كورسك، حاولت روسيا إبعادنا من مواقعنا لكننا صامدون".وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة إن قواتها استعادت السيطرة على بلدتين في منطقة كورسك الحدودية حيث بدأت القوات الأوكرانية توغلاً واسع النطاق في أغسطس (آب) الماضي.وأوضح زيلينسكي أن التوغل الأوكراني في كورسك يهدف إلى إبعاد القوات الروسية من مواقعها على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث يحقق الجيش الروسي مكاسب متواصلة منذ أشهر.وأقر زيلينسكي في خطابه "بوجود ظروف صعبة للغاية" في منطقتي دونيتسك وزابوريجيا اللتين تسيطر عليهما روسيا جزئياً.

هجمات متبادلة بالمسيراتمن جهة أخرى، أفادت أوكرانيا وروسيا عن هجمات متبادلة بمسيرات استهدفت أراضيهما خلال ليل الجمعة السبت. وفيما أعلنت كييف أنها حيدت 24 طائرة روسية من دون طيار، قالت موسكو إنها أسقطت 47 مسيرة أوكرانية.

وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان إن روسيا أطلقت صواريخ على أوكرانيا من منطقة بيلغورود، من دون أن تحدد عدد هذه الصواريخ أو طرازها.

وأضاف المصدر ذاته أن موسكو أطلقت 28 مسيرة على أوكرانيا، من بينها 24 دمرتها الدفاعات الجوية فوق مناطق سومي وبولتافا ودنيبروبيتروفسك وميكولايف وخيرسون.

من جهة أخرى، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية مسؤوليتها عن ضربة ليلية على مستودع للوقود قرب بلدة روفنكي في منطقة لوغانسك (شرق) التي تحتلها القوات الروسية، من دون أن تحدد الأسلحة المستخدمة في هذا الهجوم. وأشارت إلى اندلاع حريق في الموقع، موضحة أنه يؤمن إمدادات للجيش الروسي، ومضيفة أنه استهدف بـ"القصف الأوكراني في السابق".

ولم تؤكد موسكو تعرضها لهذا الهجوم. غير أن كييف تستهدف بانتظام مواقع صناعية وعسكرية روسية، رداً على عمليات القصف التي تشهدها البلاد منذ بدء روسيا الحرب في فبراير (شباط) 2022.

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية عن تحييد 47 مسيرة أوكرانية خلال الليل، 17 منها فوق منطقة كراسنودار (جنوب شرق) و16 فوق بحر أزوف و12 فوق منطقة كوركس.

وقال حاكم منطقة كروسنودار على "تيليغرام" إن هجمات بطائرات أوكرانية من دون طيار أحدثت أضراراً بثلاثة منازل كما أشعلت النيران بسيارة، من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا.

في سياق آخر قالت وزارة الخزانة الأميركية إن نائب وزير الخزانة والي أدييمو سيسافر إلى لندن في الفترة من الـ13 إلى الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري لإجراء مناقشات مع كبار المسؤولين البريطانيين في شأن فرض مزيد من العقوبات على روسيا وسبل الاستفادة من الأصول الروسية المجمدة.

وأضافت الوزارة في بيان أمس الجمعة أن أدييمو سيلتقي مع مستشار الأمن القومي البريطاني تيم بارو ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي ووزير الدولة ستيفن دوتي.

وقالت الوزارة إن أدييمو سيشدد خلال زيارته على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتنسيق بين البلدين في مواجهة التحديات الجيوسياسية، بما في ذلك الدعم القوي لأوكرانيا التي تواصل التصدي لروسيا.

وسيناقش أدييمو أيضاً العمل المشترك لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من نحو 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية التي جمدها الغرب.

وقالت الوزارة "في هذه المحادثات سيناقش نائب الوزير أدييمو تعزيز العقوبات على روسيا بصورة أكبر"، مضيفة أنه سيناقش أيضاً سبل قطع التدفقات المالية التي تمكن إيران والفصائل التي تدعمها أو تتحالف معها من ممارسة أنشطتها.

زيلينسكي في برلين

وأعرب  زيلينسكي الجمعة عن رغبته في انتهاء الحرب مع روسيا في عام 2025، وذلك خلال زيارة إلى برلين حيث دعا إلى مواصلة الدعم العسكري لبلاده.

وزار زيلينسكي باريس الخميس بعد لندن، في إطار جولة مصغرة شملت حلفاءه الأوروبيين الرئيسين لحشد مزيد من الدعم في مواجهة الهجوم الروسي.

وخلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، شكر زيلينسكي ألمانيا على دعمها وقال "من المهم للغاية بالنسبة إلينا ألا تنخفض هذه المساعدات العام المقبل". وأشار إلى أنه سيعرض على شولتز "خطة النصر" في الحرب، معرباً عن أمله أن ينتهي النزاع "في موعد لا يتجاوز العام المقبل 2025". ومن المقرر كشف هذه الخطة خلال قمة السلام الثانية، المتوقع عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن كييف لم تؤكد موعدها.

وأكد زيلينسكي أن "أوكرانيا أكثر من أي دولة أخرى في العالم تريد نهاية عادلة وسريعة لهذه الحرب"، مضيفاً أنها "تدمر بلادنا وتودي بشعبنا".

من جهته، أكد شولتز أن ألمانيا والشركاء الأوروبيين سيرسلون مزيداً من المعدات الدفاعية هذه السنة إلى أوكرانيا، مشيراً إلى مساعدات ألمانية بقيمة 4 مليارات يورو في عام 2025 ومتعهداً "ألا نتراجع عن دعمنا لأوكرانيا".

ولفت إلى أن الرئيس الأوكراني وافق على الحاجة إلى عقد مؤتمر للسلام يضم روسيا، مضيفاً في الوقت ذاته أنه "يمكن تحقيق السلام فقط بالاستناد إلى القانون الدولي". وقال المستشار الألماني "لن نقبل سلاماً تمليه روسيا". 

وفي وقت لاحق، التقى زيلينسكي الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

 

تأجيل اجتماع "رامشتاين"

وتم تأجيل اجتماع دفاعي في شأن أوكرانيا كان مقرراً في قاعدة "رامشتاين" الجوية الأميركية في غرب ألمانيا، وذلك بعدما ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة دولة إلى ألمانيا على خلفية الإعصار "ميلتون" في بلاده.

ويسعى زيلينسكي إلى حشد الدعم العسكري والمالي خلال الجولة التي تستمر 48 ساعة فقط وتشمل لندن وباريس وروما وبرلين، في ظل المخاوف من إمكان تراجع الدعم لكييف حال فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة الشهر المقبل.

مباحثات في الفاتيكان

وأجرى الرئيس الأوكراني مباحثات صباح الجمعة مع البابا فرنسيس في الفاتيكان. ودعا البابا فرنسيس الذي يعد زعيماً روحياً لنحو 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم، مراراً إلى إحلال السلام في أوكرانيا.

لكن الحبر الأعظم الذي التقى زيلينسكي أيضاً خلال قمة مجموعة السبع في يونيو (حزيران) في رابع لقاء مباشر بينهما، أثار حفيظة كييف في وقت سابق هذا العام بعدما حض الأوكرانيين في تصريحات صحافية على "رفع الراية البيضاء والتفاوض".

وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة، إن محادثاته مع البابا ركزت على المسألة "المؤلمة بصورة لا تُصدق" والمتمثلة في الأشخاص الذين احتُجزوا ورُحلوا من أوكرانيا إلى روسيا، مشيراً إلى أنه يأمل أن يساعد البابا في ذلك.

من جهته، قال الفاتيكان إن زيلينسكي ناقش خلال الزيارة "حال الحرب والوضع الإنساني في أوكرانيا" وسبلاً للتوصل إلى "سلام عادل ومستقر".

تقدم القوات الروسية

من جهة أخرى، تأتي هذه الجولة الأوروبية في وقت تواصل القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.

 

وأعلنت روسيا الجمعة أن قواتها سيطرت على قريتي زيلان دروجي وأوسترافسكي على الخطوط الأمامية، في أحدث مكاسب إقليمية تحققها موسكو.

وكانت غارات ليلية روسية على منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح، وفقاً للحاكم الإقليمي.

وجدد زيلينسكي دعوته لـ"ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية" بأسلحة بعيدة المدى.

ولم توافق واشنطن ولندن على ذلك، بسبب مخاوف من أنها قد تجر حلفاء الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا.

وفي ألمانيا، يثير رفض شولتز تسليم صواريخ "توروس" جدلاً، خصوصاً داخل ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب.

عقوبات أوروبية

من جانب آخر، قال دبلوماسيان أوروبيان ومسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي الجمعة إن من المتوقع أن يفرض التكتل الإثنين عقوبات على أفراد ومنظمات على صلة بنقل إيران صواريخ باليستية إلى روسيا.

وقال أحد الدبلوماسيين الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيوافقون على فرض عقوبات على 14 فرداً ومنظمة بسبب نقل الصواريخ لروسيا، منها شركات طيران وشركات أخرى.

ولم يحدد مسؤولو الاتحاد أسماء الشركات أو الأفراد المستهدفين بالعقوبات. وكان دبلوماسيون قالوا في وقت سابق إن الاتحاد يدرس إجراءات لتقييد عمل شركة الطيران الوطنية في طهران (إيران إير).

والشهر الماضي قالت الولايات المتحدة إنها تبادلت معلومات استخباراتية مع حلفائها تفيد بأن روسيا تلقت صواريخ باليستية من إيران لاستخدامها في حربها في أوكرانيا. وفرضت واشنطن عقب ذلك على الفور عقوبات على سفن وشركات قالت إن لها دوراً في نقل الأسلحة.

وقال الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق إنه تلقى "معلومات موثوقة" عن نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا، واقترح مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل "مجموعة كبيرة من الإجراءات الحاسمة والموجهة" ضد إيران رداً على ذلك.

وستكون حزمة العقوبات المقرر صدورها الإثنين هي أولى نتائج هذا الاقتراح. وعادة ما يستغرق اتخاذ مثل هذه القرارات بعض الوقت نظراً إلى أن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة يجب أن يوافق على فرض العقوبات بالإجماع.

صواريخ قصيرة المدى

وفي أعقاب الاتهامات الأميركية، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن الحكومة لم تنقل أي أسلحة إلى روسيا منذ توليه السلطة في أغسطس (آب).

وقال المسؤول الرفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغ بوريل بأن إيران زودت روسيا "بصواريخ قصيرة المدى" يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى 250 كيلومتراً.

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن عراقجي أكد أن الصواريخ لم تكن باليستية ولم يحدد موعد نقلها.

وقال مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إن المناقشات بين دول الاتحاد مستمرة في شأن ما إذا كان سيصنف القوة العسكرية لـ"الحرس الثوري الإيراني" منظمة إرهابية.