غارات إسرائيلية "عنيفة جدا" تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
شن الطيران الإسرائيلي خمس غارات على جنوب بيروت ليل السبت الأحد من بينها أربع غارات "عنيفة جداً" على الضاحية الجنوبية المعقل الأساسي لـ"حزب الله"، على ما أفاد الإعلام الرسمي، بعيد تحذير بإخلاء مبان في المنطقة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "الطيران الحربي للعدو الإسرائيلي نفذ 4 غارات عنيفة جداً على الضاحية الجنوبية، وغارة على منطقة الشويفات وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان". فيما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية بسماع دوي انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان وكرات اللهب في المنطقة المستهدفة.
وذكرت الوكالة أن "حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت تستمر تزامنا مع العدوان" الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه "سجل منذ قليل هبوط عدة طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط" الناقل الرسمي للبنان.
يأتي ذلك بعد ما وجه الجيش الإسرائيلي السبت تحذيراً جديداً لسكان أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت بضرورة إخلائها، بينما يواصل استهداف مواقع لـ"حزب الله" في العاصمة اللبنانية.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني المحددة وتلك المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر"، مرفقاً التحذير بصور أقمار اصطناعية لمبانٍ في أحياء برج البراجنة وحارة حريك وشويفات العمروسية.
وتشن إسرائيل حملة قصف متواصلة منذ 23 سبتمبر (أيلول) على مناطق واسعة من لبنان تقول إنّه يستهدف بنى تحتية ومنشآت تابعة للحزب.
مصير الزعيم المحتمل
من ناحية أخرى، قال مصدر أمني لبناني السبت إن الاتصال بالزعيم المحتمل الجديد لجماعة "حزب الله" اللبنانية هاشم صفي الدين فُقد منذ الجمعة، وذلك بعد إعلان إسرائيل استهدافه في غارة.
وفي إطار حملتها على الجماعة اللبنانية نفذت إسرائيل ضربة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء يوم الخميس. ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الغارة استهدفت صفي الدين الذي كان حينئذ داخل مخبأ تحت الأرض.
وقال المصدر الأمني ومصدران أمنيان آخران في لبنان إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة الإسرائيلية.
ولم يصدر "حزب الله" حتى الآن أي تعليق على مصير صفي الدين منذ وقوع الهجوم.
ضربة أخرى
سيكون مقتل الخليفة المحتمل للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله بمثابة ضربة أخرى للجماعة اللبنانية وإيران التي تدعمها. وأدت الضربات الإسرائيلية في أنحاء المنطقة على مدى العام المنصرم، والتي تسارعت وتيرتها بشكل حاد في الأسابيع القليلة الماضية، إلى مقتل كثيرين من قيادات الحزب.
وبدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة على لبنان وتوغل جنودها برا عبر حدوده بعد قرابة عام من بدء تبادل إطلاق النار مع جماعة "حزب الله". وكان القتال مقتصرا في الغالب على منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بالتوازي مع الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ عام في غزة للقضاء على حركة "حماس".
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن إسرائيل قتلت 440 مقاتلا من جماعة "حزب الله" في عملياتها البرية في جنوب لبنان ودمرت 2000 هدف للجماعة. ولم يعلن "حزب الله" عن أي عدد للقتلى.
وتقول إسرائيل إن هدفها هو السماح بالعودة الآمنة لعشرات الآلاف من مواطنيها إلى منازلهم في الشمال الذي يقصفه "حزب الله" منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وقتلت إسرائيل عدداً كبيراً من القياديين في "حزب الله"، وعلى رأسهم الأمين العام للجماعة حسن نصرالله الذي اغتالته في ضربة جوية في 27 سبتمبر (أيلول).
قتلى مدنيون ونزوح
قال مسؤولون لبنانيون إن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة مئات المدنيين اللبنانيين، ومنهم مسعفون، وأجبر أكثر من 1.2 مليون يمثلون حوالي ربع السكان على النزوح.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي السبت أن المعلومات عن ضربات إسرائيلية أصابت "منشآت صحية وطواقم استشفائية" في لبنان "تثير قلقاً بالغاً".
وكتب لامي، علي منصة "إكس"، "على جميع الأطراف التزام القانون الانساني الدولي"، وذلك بعدما أعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان وقف عملها، في موازاة تحذير الأمم المتحدة من ازدياد الهجمات على فرق الرعاية الصحية.
وتنفذ إسرائيل قصفاً ليلياً على الضاحية الجنوبية لبيروت التي كانت ذات يوم مكتظة بالسكان. وتصاعد الدخان السبت في سماء الضاحية التي تحولت أجزاء كبيرة منها إلى أنقاض.
وفي شمال إسرائيل، دفعت صفارات الإنذار من شن غارات جوية السكان إلى الفرار إلى ملاجئهم وسط إطلاق صواريخ من لبنان.
وقال "حزب الله" إنه أطلق صواريخ على ما قال إنها "شركة ألتا للصناعات العسكرية قرب (قاعدة) سخنين" القريبة من مدينة حيفا بوابل من الصواريخ.
الرد الإيراني
تأتي أعمال العنف الأحدث مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عندما شنت حركة "حماس" هجوماً على إسرائيل التي تقول إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل يوم الثلاثاء لكنها لم تسبب أضراراً تذكر. وفقدت إيران قادة مهمين من "الحرس الثوري" جراء غارات جوية إسرائيلية هذا العام.
وتدرس إسرائيل خيارات ردها على الهجوم الإيراني. وأكد هاغاري في بيان أن الهجوم الإيراني أصاب قاعدتين جويتين إسرائيليتين لكنهما لا تزال عاملتين. وأضاف "سنحدد الطريقة والمكان والتوقيت للرد على هذا الهجوم المشين وفقا لتعليمات القيادة السياسية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تسجيل مصور معد سلفا إنه لا يوجد بلد سيقبل بهجوم على مواطنيه مثل الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل. وأضاف "إسرائيل لديها التزام وحق في الدفاع عن نفسها والثأر من هذه الهجمات وهذا ما سنفعله".