Image

كيف تتجنب الشخصيات السلبية في العمل؟

ربما سبق لك أن عملت مع شخص دائمًا يكون الأعلى صوتًا في الاجتماعات، ويتحدث فوقك وفوق زملائك، أو يأخذ أكبر من حصته من الفضل في المشاريع المختلفة.

هذا النوع من الأشخاص غير المتعاونين هو بالضبط من تحاول الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Blueland.Blueland الناشئة للمنتجات التنظيفية الصديقة للبيئة، سارة بايجي يو، تجنبه عند توظيف موظفين جدد.

وتقول في التصريحات التي نقلتها عنها شبكة "سي إن بي سي": "أحب أن أقود كقائدة منفتحة وتعاونية.. وأعتقد بأن هذه سمة لا بد من توفرها في كل عضو من أعضاء الفريق الذي نضمه".

الأشخاص غير المتعاونين يمكن أن يكونوا نوعًا محبطًا للغاية من الزملاء، حتى لو كانوا جيدين في عملهم نظريًا، حيث غالبًا ما يسهمون في انخفاض الروح المعنوية وضعف الإنتاجية وتهتك العلاقات داخل بيئة العمل.

وتضيف سارة: "نحن نحب أن نوظف أشخاصًا لا يأتون ليقولوا: (أنا الخبير في هذا المجال وبالتالي يجب أن أتخذ القرار النهائي).. بل نحب الأشخاص الذين يفهمون أن مجموعة مختلفة من المدخلات تؤدي في الكثير من الأحيان إلى نتائج أفضل".

الأشخاص المتعاونون لا يظهرون فقط على أنهم أكثر ودية في بيئة العمل، وفقًا لخبيرة القيادة والزميلة في كلية القانون بجامعة هارفارد،هيدي ك. جاردنر، والتي أضافت: "لديهم ميزة تنافسية كبيرة مقارنة بزملائهم، لأنهم عادةً ما يحققون نتائج ذات جودة أعلى، ويحصلون على الترقيات بشكل أسرع، ويتم ملاحظتهم أكثر من قبل الإدارة العليا".

وتابعت: "أن تكون متعاونًا ليس أمرًا سهلًا. لكن الهدف الأساسي بسيط: جمع الأشخاص معًا لحل المشكلات وتعلم شيء جديد .. العقلية التي أتبناها دائماً هي (هذا الشخص يفكر بطريقة مختلفة عني. هو يعرف شيئًا لا أعرفه، ويمكنني أن أتعلم الكثير منه)".

أبرز الصفات السلبية

الخبير الاقتصادي، ياسين أحمد، قال إن هناك عدة صفات سلبية تجعل من الموظف غير مفضّل لدى المدراء، ومن أبرز هذه الصفات عدم الالتزام بالمواعيد، سواء في تسليم المهام أو في الحضور إلى العمل، مشيرًا إلى أن هذا السلوك ينعكس سلبًا على الإنتاجية العامة للمؤسسة ويثير استياء الزملاء والإدارة على حد سواء.

وأضاف ياسين أن السلبية هي من أكثر الصفات التي تؤثر على بيئة العمل، حيث يمكن للموظف السلبي نشر حالة من الإحباط بين زملائه، مما يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية والإنتاجية العامة.

وأكد أن عدم المرونة في التعامل مع الظروف الجديدة وعدم القدرة على التكيف مع متطلبات العمل بشكل فعّال يعوق أداء الفريق، كما أن الموظف الذي يرفض التعاون والعمل ضمن فريق يُعتبر غير مناسب للمناخ التعاوني الذي تسعى إليه معظم المؤسسات الحديثة.

وأشار إلى أن ضعف الإنتاجية أيضًا من الصفات غير المرغوبة لدى المدراء، موضحًا أن الموظف الذي لا يحقق الأهداف المرجوة أو يقل في أدائه عن التوقعات يمكن أن يشكل عبئًا على الشركة، خصوصًا في ظل المنافسة الشديدة التي تواجهها المؤسسات اليوم. وأكد أن إلقاء اللوم على الآخرين بدلاً من تحمل المسؤولية عن الأخطاء هو سلوك يرفضه كل مدير يبحث عن موظفين يتمتعون بالنضج المهني والقدرة على تحسين أدائهم.

وفيما يتعلق بالانضباط الذاتي، أوضح ياسين أن الموظف الذي يفتقر إلى التنظيم والانضباط في إدارة وقته ومهامه لا يحقق التقدير اللازم من مدرائه، حيث أن القدرة على تنظيم المهام وتحديد الأولويات هي من الصفات الأساسية لأي موظف ناجح.

كما أضاف أن رفض التعلم والتطوير الذاتي هو من الصفات السلبية التي تمنع الموظف من التقدم في مسيرته المهنية، مشيرًا إلى أن البعض يعمل فقط من أجل الراتب دون السعي لتحسين قدراتهم أو اكتساب مهارات جديدة، وهذا ما يحدّ من مساهمتهم في المؤسسة.

واختتم ياسين حديثه بالإشارة إلى أن التسويف والتأجيل هما من أكبر العقبات التي قد يواجهها الموظف في رحلته المهنية، حيث يؤدي تأجيل المهام دائمًا إلى ضغوط إضافية تؤثر على جودة العمل وتثير استياء المدراء الذين يسعون إلى الالتزام بالمواعيد النهائية بشكل صارم لتحقيق أهداف المؤسسة بكفاءة.

أخبار ذات صلةخاصهل يصبح اقتصاد بريطانيا رهينة نجاح قطاع التكنولوجيا فقط؟خاصكيف سيدفع المستهلك الأميركي ثمن إضراب عمال الموانئ؟

الروح المعنوية للفريق

الخبيرة الاقتصادية حنان رمسيس قالت إن هناك عدة صفات سلبية تجعل الموظف غير مرغوب فيه لدى المدراء، ومن أبرز هذه الصفات أن يكون الموظف كثير الشكوى، مشيرةً إلى أن الموظف الذي يشتكي باستمرار قد يؤثر سلبًا على زملائه ويضعف الروح المعنوية داخل بيئة العمل.

كما أوضحت أن قلة الإنتاجية تُعد من الأسباب الرئيسية التي تدفع المدير إلى عدم تفضيل الموظف، لافتةً إلى أن الإنتاجية المنخفضة تقلل من كفاءة الفريق وتؤثر على تحقيق الأهداف.

وأضافت أن إثارة الجدل بشكل متكرر وكثرة الكلام دون فائدة واضحة هي من الصفات التي تزعج المدراء، حيث تعطل سير العمل وتشغل الموظفين بأمور لا تخدم الأهداف المشتركة.

كما أشارت كذلك إلى أن الموظف الذي لا يمتلك رؤية واضحة لتخصصه ولا يضع لنفسه أهدافًا مهنية يسهم في إضعاف أداء الفريق ويقلل من فرص التقدم الوظيفي.

وذكرت أن المشاكل مع الزملاء وأخذ حقوق ليست من حقه دون تحمل المسؤولية هي من الصفات السلبية التي تجعل المدير ينفر من الموظف، مشددة على أهمية التعاون والانخراط الإيجابي في بيئة العمل.

وأضافت أن الموظف الذي يأخذ إجازات كثيرة بشكل مفرط ولا يلتزم بعمله يُعتبر غير ملتزم، مما ينعكس سلبًا على تقييمه المهني.

واختتمت الخبيرة الاقتصادية حديثها بالقول إن النميمة ونقل الأحداث، حتى لو كان ذلك للإدارة، هو من التصرفات التي يكرهها المدير، حيث أن هذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى نشر معلومات غير دقيقة، وإلى خلق مشاكل تؤثر سلبًا على العلاقات بين الموظفين وتفسد بيئة العمل التعاونية. وأوضحت أن المديرين يفضلون الموظفين الذين يلتزمون بالشفافية والاحترام المتبادل ويساهمون في خلق جو من الثقة داخل المؤسسة.