Image

أفضل الدول الصديقة للبيئة في أوروبا

سيكون أكتوبر (تشرين الأول) 2024 الشهر الأول، منذ 142 عاماً، الذي لن تنتج فيه المملكة المتحدة أي كهرباء من الفحم.

وفي التفاصيل أن إغلاق محطة "راتكليف أون سور" Ratcliffe-on-Soar لتوليد الطاقة الكهربائية في مقاطعة نوتنغهامشير يضع المملكة المتحدة في مقدمة كل الاقتصادات الكبرى الأخرى [في مجال الطاقة النظيفة]، إذ تتخلى تماماً عن الطاقة المولدة باستخدام الفحم. ولكن مع ذلك، نظراً إلى اعتمادها المستمر على الغاز الطبيعي، فإنها تحتل مرتبة متدنية نسبياً مقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى في مجال الطاقة الخضراء.

وبحسب مؤسسة "إمبر" البحثية المتخصصة في مجال الطاقة، فإن ما يقرب من نصف إنتاج المملكة المتحدة من الكهرباء جاء من مصادر الطاقة المتجددة في العام الماضي. وتكشف أرقام تولى جمعها مشروع "أوار وورلد إن داتا" Our World in Data ("عالمنا في بيانات")، علماً أنه مشروع لا يتوخى الربح مقره في "جامعة أكسفورد"، عن وجود أكثر من 20 دولة في أوروبا تعتمد في إجمالي إنتاجها الكهربائي على نسبة أكبر من مصادر الطاقة المتجددة.

وفي وقت سابق من العام الحالي، تجاوز حجم الطاقة الكهربائية المولدة بواسطة مصدري الطاقة المتجددة الرياح والشمس، وللمرة الأولى في أوروبا، حجم الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري، وشكلت توربينات الرياح والألواح الشمسية 30 في المئة من إجمالي الكهرباء المنتجة في الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024.

وفي الواقع تتوافق الأرقام المذكورة آنفاً مع توقعات "إمبر" لعام 2023 التي تشير إلى أن العالم يوشك على دخول مرحلة من التراجع في استخدام الوقود الأحفوري، وذلك نتيجة تسارع وتيرة إنتاج الطاقة المتجددة.

واللافت أن النمو المهول في مصادر الطاقة المتجددة أسهم في تحقيق رقم قياسي بلغ ما نسبته 30 في المئة من الكهرباء المولدة حول العالم في العام الماضي، وذلك وفق التقرير الصادر عن "إمبر" بعنوان "مراجعة الطاقة الكهربائية لعام 2024".

وأشار التقرير إلى أنه "في ظل الزيادة القياسية في إنشاء وتطوير محطات الطاقة الشمسية والريحية في عام 2023، فإن حقبة جديدة من تراجع توليد الطاقة الأحفورية باتت وشيكة. ومن المرجح أن يشكل عام 2023 نقطة التحول في هذا المجال، إذ بلغت الانبعاثات الناتجة من قطاع الطاقة ذروتها في هذا العام."

وبصورة عامة، تعتمد 69 دولة حول العالم على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد أكثر من 50 في المئة من حاجاتها من الكهرباء.

وعلى رغم كونها متأخرة عن كثير من الدول الأوروبية الأخرى في مجال الطاقة المتجددة، من المتوقع أن تتجاوز المملكة المتحدة نسبة 50 في المئة من إجمالي إنتاجها للكهرباء من هذ المصادر [الصديقة للبيئة] في عام 2025.

ويعتبر قطاع [الطاقة الخضراء] أحد أسرع القطاعات نمواً، إذ حددت الحكومة هدفاً لمزودي الطاقة يقتضي منهم توليد كل الكهرباء من مصادر خالية من الكربون بحلول عام 2035.

وتشير "شبكة الكهرباء الوطنية" في المملكة المتحدة إلى أن الهدف ليس أن تكون مصادر الطاقة المتجددة المزود الوحيد للطاقة في البلاد، بل أن تشكل الجزء الأكبر في مزيج الطاقة النظيفة الذي يشمل أيضاً الطاقة النووية.

وجدير بالذكر أن سبعة بلدان حول العالم تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة لتلبية حاجاتها من الكهرباء، ألا وهي: ألبانيا وبوتان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليسوتو ونيبال والباراغواي.

وباعتبارها الدولة الأوروبية الوحيدة التي تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة، استطاعت ألبانيا تحقيق هذا الإنجاز بفضل وجود شبكات أنهار رئيسة [تشتمل على مجاري مائية كبيرة وتجمعات مائية]، إضافة إلى توظيف استثمارات كبيرة في الطاقة الكهرومائية.

وحولت الدولة الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط تركيزها أخيراً نحو طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بهدف تنويع مصادر الطاقة المستخدمة في البلاد.