Image

هل تقلب أزمة الشرق الأوسط نتائج الانتخابات الأميركية؟

خيم النزاع في الشرق الأوسط إلى حد كبير على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية على مدى العام الماضي، ومع تصاعد حدة التوتر الآن، يمكن أن يغير نتيجة اقتراع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

تجد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نفسها في وضع حساس في وقت تحافظ على خط الرئيس جو بايدن الداعم لإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، في ظل خطر تهميش الناخبين الأميركيين المسلمين والمتحدرين من أصول عربية.

في الأثناء، استغل دونالد ترمب النزاع للتحذير من حرب عالمية ثالثة، وهو تنبؤ كارثي يحمل الإدارة الحالية المسؤولية عنه.

وأعن المرشح الجمهوري الأربعاء عن خطط لحضور مراسم في فلوريدا مع أفراد الجالية اليهودية لإحياء ذكرى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي شنته "حماس" على إسرائيل.

وقال في رسالة أرفقها بالإعلان إن "السياسات الفاشلة التي تفتقر إلى الكفاءة لإدارة هاريس-بايدن مكنت الوكلاء المدعومين من إيران الذين رسموا مساراً من الموت والدمار، وهو أمر كانت له تداعيات عالمية كارثية".

الناخبون اليهود

ويصر الرئيس السابق كما يفعل منذ نحو عام، على أن هجوم السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1205 أشخاص في إسرائيل، معظمهم مدنيون، ما كان ليحصل لو أنه كان في السلطة.

ويأمل ترمب بأن يعزز تركيزه على الشرق الأوسط شعبيته في أوساط الناخبين اليهود، وهي شريحة كثيراً ما كانت تصوت للديمقراطيين وتفضل هاريس إلى حد كبير قبيل انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل.

وقال المرشح الجمهوري عن هاريس أثناء مناظرتهما المتلفزة "إنها تكره إسرائيل". واعتبر أنه في حال انتُخبت هاريس "فستختفي إسرائيل برأيي من الوجود في غضون عامين. وأعتقد بأنني محق 100 في المئة".

يرجح بأن الرئيس السابق يتطلع إلى كسب الأصوات في نيويورك وبنسلفانيا اللتين تضمنان عدداً كبيراً من السكان اليهود، لكن نبرته العدائية انعكست سلباً عليه أحياناً.

اتهم السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، وهو المسؤول اليهودي المنتخب الأعلى مستوى في الولايات المتحدة، بأنه شخص "يفتخر بأنه عضو في (حماس)".

وفي إطار مناشدته اليهود للتصويت له، قال إنه ما لم يفز في الانتخابات، "فستكون الخسارة إلى حد كبير مرتبطة باليهود"، وهي تصريحات اعتُبرت فوراً معادية للسامية.

وقالت "اللجنة الأميركية اليهودية" إن "قول خسرنا بسبب اليهود أمر شنيع وخطر"، بينما دان "المجلس اليهودي للشؤون العامة" استخدامه "عبارات معادية للسامية".

هاريس تركز على ميشيغان

وفق نظام الولايات المتحدة الانتخابي الفريد حيث يمكن لولاية واحدة بأن تؤثر في النتيجة بأكملها، ركزت حملة هاريس أنظارها على ميشيغان.

لكنها ولاية متأرجحة (أي تصوت مرة للجمهوريين وأخرى للديمقراطيين) تضم جالية كبيرة من المتحدرين من أصول عربية، حيث يراقب الناخبون بينما ترتفع حصيلة القتلى المدنيين في غزة.

ويحذر المحلل السياسي في جامعة ميشيغان مايكل تروغوت من أن "المخاوف حيال مصير الفلسطينيين يمكن أن يكون لديها تأثير في نتيجة السباق هناك".

وأضاف أن التوغلات الإسرائيلية والقصف الجوي على لبنان يمكن أن يكون لهما تأثير إضافي، على رغم أنه "ما زال من المبكر جداً تحديد ذلك".

وعلى اعتبارها مرشحة الحزب الديمقراطي المنقسم حيال تحركات إسرائيل في الشرق الأوسط، تحاول هاريس تحقيق موازنة صعبة. وسارت على خطى بايدن عبر التعهد بدعم إسرائيل، قائلة إنها "ستضمن دائماً بأن إسرائيل تملك القدرة على الدفاع عن نفسها".

لكنها كانت أكثر إصراراً من الرئيس في دعواتها إلى وقف إطلاق النار. وقالت في معرض حديثها عن الوضع الإنساني في غزة "لن أصمت"، بينما تغيبت عن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في يوليو (تموز) التي اختار عديد من الديمقراطيين مقاطعتها.