Image

الرسوم على الواردات الصينية تضع صناعة الدهانات الأوروبية في خطر

أعرب مسؤولو صناعة الدهانات في الاتحاد الأوروبي، عن قلقهم البالغ بسبب الإجراءات المُطبقة لمكافحة الإغراق ضد الصادرات الصينية من المواد الخام الأساسية للصناعة، مُحذرين من أنها قد تُؤدي إلى إغلاق المصانع، وتُضعف القاعدة الصناعية في المنطقة.

وتتركز مخاوف الصُناع على التعريفات الجمركية المرتفعة التي تصل إلى 39.7% على الواردات الصينية من ثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهي مادة خام أساسية في صناعة الدهانات. ويتوقع المنتجون أن تؤدي هذه الرسوم إلى إفلاس المُصنعين، خاصة الصغار منهم، ودفع الشركات الكبرى إلى نقل إنتاجها خارج الاتحاد الأوروبي.

وربما يتم بعد إقرار الرسوم المؤقتة المفروضة في يوليو من قبل الدول الأعضاء. وقال نيكولاس دوجاردين، كبير المسؤولين التنفيذيين في «أوسيند»، وهي شركة فرنسية عائلية لإنتاج الدهانات: «هذه الرسوم تؤثر سلباً في بقاء هذه الصناعات». وأضاف: «إذا جرى فرض هذه الضرائب العالية في أوروبا، فستكون هناك حالات إفلاس».

ونتيجة للتحقيق المضاد للإغراق الذي تم إطلاقه العام الماضي، أصدر الاتحاد الأوروبي تدابير مؤقتة، بما في ذلك تطبيق تلك الرسوم بأثر رجعي، يمكن تعديلها أو تأكيدها في يناير المقبل.

وتسلط هذه المسألة الضوء على المعضلة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في حماية صناعاته من المنافسة الصينية، دون تأجيج التضخم، والتسبب في تكاليف أعلى على منتجيه. وقالت باولا سالاستي مالكة شركة تكنوس الفنلندية العائلية من الجيل الرابع، إن قطاع الدهانات سيواجه ركوداً طويلاً، إذا تعرض المستهلكون لأسعار أعلى، مؤكدة أنه إذا تم تحويل الإمدادات الصينية إلى مكان آخر، فإن نقص المواد الخام سيؤدي إلى انقطاع الإنتاج. وتابعت: «إذا لم نتمكن من بيع ما كنا نتوقعه، فسيتعين علينا خفض الوظائف. نحن نراقب الأمور عن كثب». وأضافت أن الرسوم الجمركية تعني أن استثماراتها القادمة، من المرجح أن تذهب خارج الاتحاد.

ورفضت المفوضية الأوروبية التعليق، لكنها أشارت إلى أن منتجي الدهانات، لديهم فسحة من الوقت حتى 21 أكتوبر، لعرض وجهات نظرهم قبل التصويت من قبل الدول الأعضاء. كما انتقد كبار منتجي الدهانات الرسوم الجمركية.

وقال بيدرو سيريت سالفات رئيس منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «بي بي جي»، ثاني أكبر شركة دهانات في العالم، إن هذه الرسوم سيكون «لها تأثير سلبي في القدرة التنافسية» لمنتجيها في الاتحاد الأوروبي.

وازدادت قدرة الصين الإنتاجية بشكل كبير من 1.4 مليون طن في عام 2008، إلى ما يقدر بـ 6.1 ملايين طن هذا العام، ما رفع حصتها من الاستهلاك العالمي من 29% إلى 83%، وفقاً لـ «تي زد إم آي»، المزودة للمعلومات الصناعية.

ووفقاً لتقديرات تحالف ثاني أكسيد التيتانيوم الأوروبي، الذي قدم الشكوى التي أدت إلى التحقيق المضاد للإغراق، فقد جرى إغلاق نحو 1.1 مليون طن من الإنتاج غير الصيني منذ عام 2007، بما في ذلك خمسة مصانع في الاتحاد الأوروبي.

وقالت شركة ترونوكس، المنتجة لثاني أكسيد التيتانيوم، والتي قادت تحالف ثاني أكسيد التيتانيوم الأوروبي، إن سوقها كانت «نموذجاً مصغراً لمشكلة الطاقة الإنتاجية الزائدة الصينية»، التي أثرت أيضاً في قطاعات مثل البطاريات والألواح الشمسية والصلب.

وأضافت الشركة أن الحد الأقصى لزيادة أسعار الدهانات نتيجة الرسوم الجمركية، سيكون 5%، لكن منتجي الدهانات اعترضوا بقوة على ذلك، قائلين إن التأثير يمكن أن يكون أعلى. وشددت «ترونوكس» على أن حماية صناعة ثاني أكسيد التيتانيوم، كانت مهمة لصناعة الطيران الأوروبية، حيث كانت حيوية لإنتاج معدن التيتانيوم المستخدم في الطائرات.

وقال جيفري نيومان المستشار العام لشركة ترونوكس: «لا يمكننا العمل في ظل استخدام الطاقة الإنتاجية بنحو 60%. وأضاف أن حماية الصناعة من خلال الرسوم الجمركية، كانت مسألة «أساسية للمرونة الصناعية». وقال بعض صانعي الدهانات، إنهم يتوقعون أن تعطي الرسوم الجمركية المملكة المتحدة ميزة غير متوقعة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

كما ستعزز وضع المنافسين الأتراك، حيث لا يزال بإمكان الدولتين الوصول إلى الأصباغ الصينية الرخيصة، لكن توم بوتيل الرئيس التنفيذي لاتحاد الطلاءات البريطاني، قال إن أي ميزة تنافسية من انخفاض أسعار المدخلات، ستكون على الأرجح غير مجدية، بسبب التكاليف التجارية الإضافية الناجمة عن مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وقالت شركة ترونوكس إنها تشعر بالقلق، من أن تغمر المملكة المتحدة بالإمدادات الصينية، حيث يسعى المصدرون إلى أسواق بديلة خارج الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد أن بدأت البرازيل والهند تحقيقاتهما المضادة للإغراق، ضد شحنات ثاني أكسيد التيتانيوم، من أكبر اقتصاد في آسيا.