استراتيجية «بي بي».. بيع مزارع الرياح في أمريكا لن يبدد الضباب
أداء دون المستوى لعملاق النفط البريطاني مع انخفاض أسعار الخام عالمياً
ما هي «بي بي»؟ إلى أين تتجه؟ وماذا تريد أن تكون؟ أسئلة تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكن منذ أن وضع الرئيس التنفيذي السابق برنارد لوني استراتيجية طموحة للتحول في الطاقة عام 2020، لم يكن المستثمرون واضحين دائماً بشأن ما تفعله شركة النفط البريطانية الكبرى، ولماذا؟.
لا شك أن موراي أوكينكلوس، الذي تم تعيينه رئيساً تنفيذياً بشكل دائم في يناير، سيجادل بأنه كان واضحاً بشأن الاتجاه الاستراتيجي لشركة «بي بي»، حتى وإن كانت خطة تحولها إلى شركة طاقة متكاملة تم تعديلها منذ أن وضع لوني الخطط الأصلية لها. ويؤكد أوكينكلوس أهمية تبسيط الأمور والتركيز على الوفاء بوعود الشركة بالتحول إلى «شركة ذات قيمة أعلى». وفي مواد تسويقية لامعة، يقول إنه يركز على تحقيق أهداف بي بي لعام 2025 فيما يتصل بالأرباح وعائدات المساهمين «ونحن واثقون من ذلك». لكن المشكلة هي أن السوق ليست كذلك.
ولنكون منصفين، فإن أوكينكلوس يتخلص من أعمال لم تعد ذات معنى. ففي هذا الأسبوع، كانت هناك إعلانات عدة عن سحب استثمارات، بما في ذلك خطة «بي بي» لبيع أعمال مزارع الرياح في الولايات المتحدة. وتمتلك «بي بي» 10 مزارع رياح في سبع ولايات. وفي المجموع، تبلغ قدرة الأصول 1.7 جيجاوات من الطاقة الإنتاجية، وتبلغ حصة «بي بي» منها 1.3 جيجاوات.
وبدأت «بي بي» في تطوير أعمالها في طاقة الرياح بالولايات المتحدة في منتصف التسعينيات. وهذه الأصول غير الأساسية والناضجة ستتطلب في مرحلة ما المزيد من الاستثمارات، إذا كان سيتم استبدال التوربينات الحالية بأخرى أحدث وأكثر قوة.
وبالنظر إلى عمرها، فمن غير المرجح أن تحقق الأصول ملياري دولار أو نحو ذلك، وهو التقييم القياسي البالغ 1.5 مليار دولار لكل جيجاواط. ولم تسهم جهود أوكينكلوس لترتيب الأوضاع كثيراً في وقف انخفاض أسعار سهم «بي بي». فقد أدى انخفاض أسعار النفط لانخفاض كبير في أسهم كل شركات الطاقة الكبرى. رغم ذلك، فإن أداء «بي بي» أقل من منافسيها، ما يقلق المنافسين بشأن وعودها لعام 2025: فقد حددت هدفها بتوليد إجمالي أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في حدود 46 إلى 49 مليار دولار بحلول عام 2025 (مقابل 44 مليار دولار في عام 2023) بالنصف الثاني من عام 2023، عندما كانت أسعار النفط لا تزال أعلى من 80 دولاراً.
ونظراً لتراجع أسعار النفط، أصبح من غير الواضح بشكل متزايد ما إذا كانت «بي بي» ستتمكن من الالتزام بتعهداتها بتوزيع 7 مليارات دولار إضافية على المستثمرين من خلال عمليات إعادة شراء الأسهم في عام 2025. وعائدات رأس المال هذه ستكون بمثابة تحلية مفيدة، في الوقت الذي تحاول فيه «بي بي» إقناع المستثمرين بأن استراتيجيتها لتحول الطاقة ستؤتي ثمارها.
وكما أشار أوكينكلوس سابقاً، فإن التدفقات النقدية المنخفضة ستجبر جميع شركات النفط الكبرى، التي اعتمدت على العوائد الكبيرة، على إيجاد قصة جديدة لكسب ثقة المستثمرين. المشكلة هي أن قصة «بي بي» كانت دائماً غير مقنعة.