Image

محاولات الاغتيال.. تأثيرات متباينة في الانتخابات الأمريكية عبر التاريخ

في خضم حملته الانتخابية، تعرض المرشح الجمهوري دونالد ترامب لمحاولة اغتيال ثانية، بعد محاولة الاغتيال السابقة في يوليو الماضي، ما أثار ردود فعل متباينة وأعاد فتح النقاش حول تأثير محاولات الاغتيال على الحملات الانتخابية.

بينما يستمر التحقيق في الهجوم الثاني على ترامب، يظل من الصعب تحديد التأثير النهائي لهذا الحادث على نتائج الانتخابات، وعلى الرغم من أن محاولات الاغتيال قد تؤدي أحياناً إلى زيادة دعم المرشحين، فإن التأثير طويل الأمد يمكن أن يكون غير مؤكد.. وفي ضوء التوترات السياسية الحالية، ستظل مراقبة تأثير هذه الحوادث في حملة ترامب الانتخابية موضوعاً مهماً في الأسابيع المقبلة.

هجوم ثان

في الوقت الذي كانت فيه الأضواء مسلطة على ترامب بسبب محاولة الاغتيال الأولى، وقع الهجوم الثاني الذي استهدفه في مقره بفلوريدا. ووفقاً للتقارير الأولية، كان ترامب في طريقه لمقر الحملة بعد تجمع حاشد عندما استهدفته رصاصة قادمة من مسافة قريبة، لحسن الحظ، نجا ترامب من الهجوم دون إصابات، لكن الحادث أثار قلقاً واسعاً حول الأمن والسلامة في الحملات الانتخابية.

تاريخ وتأثير

لطالما كانت محاولات الاغتيال جزءاً من تاريخ السياسة الأمريكية، ولها تأثيرات مختلفة في المرشحين وحملاتهم، ففي كل حالة، يتفاعل المرشحون والناخبون بطرق متنوعة تؤثر في نتائج الانتخابات، ولم تؤد في كل الحالات إلى دعم انتخابي للسياسي المتعرض لمحاولة الاغتيال، ففي بعض الحالات كان التأثير عكسياً، وهو ما قد ينعكس على ترامب أيضاً، على عكس محاولة الاغتيال الأولى التي أكسبته نقاطاً وتعاطفاً. 

ثيودور روزفلت

كان ثيودور روزفلت، الرئيس السابق، من أبرز الأمثلة على تأثير محاولات الاغتيال على الحملات الانتخابية. ففي عام 1912، وخلال حملته الرئاسية الثالثة تحت راية "الحزب التقدمي"، تعرض روزفلت لإطلاق نار من قبل مهاجم يعاني من اضطرابات نفسية، بعد إصابته، أكمل روزفلت إلقاء خطابه، مما زاد من شعبيته، ومع ذلك، لم يكن هذا كافياً لمنحه الفوز بالانتخابات، حيث خسر لصالح وودرو ويلسون.

جورج والاس

جورج والاس، الحاكم السابق لألاباما، تعرض لمحاولة اغتيال في عام 1972 بينما كان يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، حيث أصابته الرصاصات بعمق وأثرت بشكل كبير في قدرته على الاستمرار في حملته الانتخابية، على الرغم من التعاطف الذي حصل عليه من العديد، فإن إصاباته أدت إلى تدهور حالته الصحية وأثرت سلباً في فرصه في الانتخابات.

رونالد ريغان

على الرغم من محاولة الاغتيال التي تعرض لها رونالد ريغان في مارس 1981، والتي جاءت بعد وقت قصير من توليه منصب الرئاسة، فإن الحادث كان له تأثير معقد، ففي البداية عزز من شعبية ريغان، حيث ارتفعت نسبة تأييده إلى 68%، لكن مع مرور الوقت تراجعت هذه النسبة، قبل أن تتحسن مجدداً قبل انتخابات 1984.

تكهنات

يأتي الهجوم الثاني على ترامب في وقت حرج، حيث تتصاعد التكهنات حول تأثيره في فرصه الانتخابية، حيث يوضح التاريخ أن ردود الفعل على محاولات الاغتيال يمكن أن تكون متباينة. ففي بعض الحالات، مثل حالة ريغان، يمكن أن تؤدي إلى زيادة مؤقتة في الدعم العام. وفي حالات أخرى، مثل حالة والاس، يمكن أن تؤدي إلى تراجع ملحوظ في فعالية الحملة.

الجدير بالذكر أن دعم العنف السياسي ارتفع في السنوات الأخيرة، حيث يرى أكثر من 20% من الأمريكيين أنه قد يكون مبرراً في بعض الحالات، لكن المحاولات الحالية ضد ترامب قد تعزز من دعمه من قبل مؤيديه المتعصبين، بينما قد تزيد قلق الناخبين المعتدلين.