Image

ارتفاع كبير برواتب خريجي ماجستير الإدارة في القطاع المالي

شهدت رواتب خريجي ماجستير الإدارة من أبرز كليات إدارة الأعمال، والذين يعملون حالياً في القطاع المالي، ارتفاعاً حاداً في الأشهر الأخيرة، وفقاً لبيانات تصنيف ماجستير الإدارة الجديد لـ«فاينانشال تايمز».

وفي إشارة جديدة على تعافي القطاع المالي مقارنة بالقطاعات الأخرى، ارتفعت أجور العاملين في مجالات الصيرفة والخدمات المالية والتأمين بنسبة 4 % مقارنة بعام 2023، لتصل إلى متوسط 88.518 دولاراً في أوائل عام 2024، وذلك بعد ثلاثة أعوام من حصولهم على درجة الماجستير. ويتجاوز هذا المعدل السنوي للنمو ما حققه خريجو ماجستير الإدارة في قطاعات أخرى، وعلى رأسها الاستشارات بمتوسط 85.000 دولار والتكنولوجيا بمتوسط 84.000 دولار.

وتأتي هذه البيانات من التصنيف الأحدث لـ«فاينانشال تايمز» لبرامج ماجستير الإدارة في 100 كلية رائدة للأعمال على مستوى العالم، والتي تقدمها جامعة «سانت غالين». وعادت الكلية السويسرية إلى صدارة القائمة بعد تراجع مركزها إلى الثاني في العام الماضي بعد المدرسة العليا للتجارة في باريس التي حلت ثانية في عام 2024، وحلت الكلية الفرنسية، التي دخلت تصنيف برنامج ماجستير الإدارة حديثاً، في المرتبة الثالثة. ومن بين 16 كلية هي الأعلى تصنيفاً، كان هناك ست كليات من فرنسا واثنتان من الصين، هما «شنغهاي جياو تونغ أنتاي» و«تونغجي». وشملت القائمة أيضاً كلية لندن للأعمال، ونوفا في البرتغال، وجامعة بوكوني في إيطاليا، وجامعة براغ في جمهورية التشيك.

وتتماشى زيادات رواتب خريجي ماجستير الإدارة العاملين في القطاع المالي مع اتجاه مماثل لنمو نسبي لرواتب خريجي درجات الماجستير في التمويل بالقطاع. ويحصل خريجو هذه البرامج المتخصصة على راتب أكبر يبلغ 90.000 دولار في المتوسط في عام 2024 مقابل 81.000 دولار للحاصلين على ماجستير الإدارة. وبالنظر إلى كل القطاعات، لا يزال خريجو ماجستير الإدارة من الذكور يحصلون على أجور أعلى من النساء، رغم تضاؤل فجوة الرواتب بين الجنسين إلى أدنى مستوياتها خلال عام 2024، وتبلغ 9 % في الوقت الراهن، مقابل ذروتها الأخيرة عند 17 % في عام 2019.

ويستند تصنيف كليات الأعمال إلى معايير عدة، منها: رواتب الخريجين بعد ثلاث سنوات من التخرج، والتقدم الوظيفي، وجودة شبكة الخريجين، والتنوع بين الجنسين، بالإضافة إلى التنوع الدولي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، فضلاً عن الالتزام بمعايير الاستدامة البيئية، والمسؤولية الاجتماعية، والحوكمة الرشيدة.

والمشاركة في تصنيفات «فاينانشال تايمز» اختيارية، لكن يجب أن تكون الكليات المشاركة في التصنيف حاصلة على اعتماد إحدى الوكالتين الكبريين، جمعية تطوير كليات إدارة الأعمال ونظام تحسين الجودة «إيكيس»، بالإضافة إلى تلبية معايير أخرى، تشمل الحد الأدنى لحجم الفصل الدراسي ووجود عدد كافٍ من الاستجابات لاستطلاع الرأي من الخريجين.

عادة ما تكون دراسة ماجستير الإدارة للطلاب الخريجين من غير ذوي الخبرة المهنية السابقة، وأثبتت هذه الدراسات تمتعها بشعبية في أوساط الطلاب باعتبارها تدريباً تمهيدياً في مجال الأعمال. وتعد هذه البرامج ميسورة التكلفة مقارنة بماجستير إدارة الأعمال وعادة ما تستمر لعام واحد.

وبعد انطلاق البداية من أوروبا، صار ماجستير الإدارة واسع الانتشار، وبدأت بعض أبرز الكليات الأمريكية في تقديم الدرجة العلمية. وأعلنت كلية بوث للأعمال في جامعة شيكاغو برنامجاً للماجستير يستمر لعام واحد باعتباره مؤهلاً «قابلاً للمراكمة»، مما يسمح للخريجين بتلقي ماجستير إدارة الأعمال في وقت لاحق بمواصلة الدراسة لعام إضافي، وبعد الحصول على قدر من الخبرة المهنية.

وتحتسب أجور الخريجين لتعكس الفروق بين القطاعات ثم تحول إلى الدولار الأمريكي باستخدام معدلات تعادل القوى الشرائية الصادرة عن صندوق النقد الدولي. وبعد إتمام هذه الحسابات، سجلت ثلاث كليات أعمال في جنوب آسيا أعلى متوسط للرواتب في التصنيف، هي المعاهد الهندية للإدارة في أحمد آباد بمتوسط قدره 156.010 دولارات، وفي بنغالور بمتوسط قدره 152.765 دولاراً، وفي كلكتا بمتوسط قدره 144.385 دولاراً. وبخلاف آسيا، جاءت كلية الدراسات الإدارية العليا في لايبزيغ كأعلى متوسط للرواتب عند 140.418 دولاراً، متفوقة قليلاً على «سانت غالين» عند 140.020 دولاراً.

حلت جامعة «سانت غالين»، وتلتها كلية لندن للأعمال وكلية نوفا للأعمال والاقتصاد، في صدارة الترتيب من حيث تحقيق الأهداف، بحسب تقييم الخريجين. وتصدرت جامعة سانت غالين القائمة من حيث تقييم الطلاب للخدمات المهنية التي تقدمها وشبكة الخريجين، وجاءت كلية أوتو بيسهايم الألمانية للأعمال في المرتبة الثانية بكلتا الفئتين.

وأعلن نصف الكليات المسجلة بين أبرز 100 كلية في التصنيف تقريباً تساوي عدد الذكور والإناث على الأقل، وحققت 16 مؤسسة تكافؤاً صارماً بين الجنسين في هذا الصدد. أما الكليات التي تصدرت التصنيف بالنسبة للتنوع بين الجنسين وتمتعت بأكبر نسبة من الطلاب الدوليين وأعضاء هيئة التدريس، فكانت تميل أيضاً إلى تحقيق ترتيب أعلى في تقارير الكربون الأكثر طموحاً وتحقيق صافي الانبعاثات الصفري مقارنة بالكليات الأقل مرتبة.

وتصدرت كل من «سكيما» وكلية إكسيليا للأعمال في فرنسا قائمة الأفضل من حيث المحتوى الدراسي الذي يركز على القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة. أما كلية بوكوني لإدارة الأعمال بجامعة بوكوني في إيطاليا، وكلية «آي إي» للأعمال في إسبانيا، فحققتا أعلى التصنيفات من حيث اتخاذ تدابير للحد من البصمة الكربونية. وسجل خريجو كلية إيسي للأعمال في إسبانيا وجامعة «سانت غالين» أعلى نسبة للرضا العام، لكن لا يستخدم هذا المعيار في حسابات التصنيفات.