Image

الأول هَجَّر يهود اليمن والثاني تآمر لتشريد أبناء غزة .. إمامة أحمد حميد الدين وعبد الملك الحوثي .. ما زال الدعم مستمرًا للصهاينة

إن علاقة الأئمة بالصهاينة قديمة ظهرت إلى العلن عام 1948 في أكبر عملية تهجير لليهود من اليمن إلى فلسطين، عُرفت ببساط الريح التي كانت أكبر وأهم الهجرات، لا سيما أنها جاءت في ظروفٍ سياسية معقدة إثر تداعيات حرب نكبة فلسطين، كان للإمام أحمد حميد الدين دورًا كبيرًا في تسهيل  الهجرة  والاسهام بإمداد إسرائيل بقوة بشرية استخدمها الصهاينة في تشريد الفلسطينيين من قراهم ومساكنهم والتي بلغ قوامها 65 ألف يهودي يمني .


وإذا كنا نحتفي بذكرى 26 سبتمبر التي قضت على الحكم الكهنوثي، علينا أن لا ننسى التعاون الوثيق بين الأئمة القدامى والجدد مع العدو الصهيوني، وتمكينه من استباحة الأرض الفلسطينية بعد تنسيق السلطات البريطانية والوكالة اليهودية مع إمام اليمن أحمد حميد الدين  من أجل السماح لمواطنيه اليهود بالمغادرة إلى عدن، وبعدها إلى إسرائيل لإقامة دولتهم المزعومة. ذلك التعاون الوثيق  بين الائمة القدامى والجدد مع العدو الصهيوني، ساعد على ايجاد الكيان الإرهابي في قلب الوطن العربي .

اليوم، مع قدوم الأئمة الجدد من آل بدر الدين الحوثي يتواصل المخطط في استهداف الفلسطينيين وتقديم الغطاء لأكبر عملية تهجير يشهدها قطاع غزة وبطريقة غير مباشرة مارس الحوثي ذراع إيران بالمنطقة، ومن ورائه بريطانيا وأمريكا نفس المخطط، مع اختلاف أن الحوثيين هذه المرة دعموا الصهاينة في تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بقطاع غزة من خلال ادعائها محاربة إسرائيل بقصفها بصواريخ إيرانية للفت الأنظار عما يجري من قتل وتدمير وتشريد وخراب، ومارس الحوثي لعبة مفضوحة بأن يطلق صاروخًا بالهواء لا يحمل أي أهداف عسكرية، تتلقفه كافة وسائل الإعلام وكأنه نصر عظيم بينما الفلسطينيين يُقتلون ويُنكل بهم ولا أحد يتحدث عنهم كما يتناولون حدث مُسيَّرات الحوثي وصواريخه التي لم تصب أو تقتل إسرائيلىًا واحدًا، عدا صراخها "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" .

إن المخطط الصهيوني لم يتوقف عن التآمر على الأمة العربية والإسلامية عبر أدوات إيران والحرس الثوري ووكلائها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا، وهو ما يتطلب صحوة عربية لمواجهة الخطر المحدق المتمثّل بالتوسع الإسرائيلي بمنطقة الشرق الأوسط .

ومن المفارقات، أن 62 عامًا مضت على الثورة إلا أن الخطر الإمامي ما زال قائمًا، وأخذ يكشّر عن أنيابه بعد أكثر من نصف قرن، لا ينحصر على اليمن عبر انقلاب الإماميين الجدد القادمين من صعدة، بل تجاوز الجغرافيا اليمنية إلى دول الجوار، وأصبح من الضروري اقتلاعهم بثورة يساندها الأشقاء للقضاء على الآفة الحوثية التي ارتدت عباءة الخميني لزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة.

واذا كانت ثورة سبتمبر قد أنهت حكم حميد الدين وموروثه من جهل وتخلف ومرض، فإن الشعب اليمني سوف يقتلع آفة الحوثي طال الزمن أو قصر.