28 أغسطس .. يوم ذكرى ميلاد رجل الوفاء .. الأمين الوفي عارف الزوكا.. مدرسة في السياسة والنضال والوفاء
يظل شهيد الوفاء والنضال الوطني الاستاذ عارف صالح الزوكا، أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام السابق، أحد رموز اليمن الخالدين في نفوس الشعب، المحب لتربة اليمن، لم لا وهو الذي قدم دماءه وروحه فدائيا لها ولمبادئ وأهداف الثورة اليمنية والجمهورية والوحدة.
ذكرى ميلاد رجل الوفاء
حلَّت علينا أمس الأول الاربعاء، ذكرى ميلاد الأستاذ الأمين الوفي عارف صالح الزوكا، الرابعة والستين، والتي تصادف 28 اغسطس من كل عام، يتذكر فيها اليمنيون أسماء معاني الفضيلة "الوفاء" لرفيق الدرب الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، الذي لازمه حتى آخر نفس في مواجهة طغيان الشر الايراني المتمثّل بعصابة الحوثي الايرانية خلال انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 بصنعاء.
يعرف في أوساط محبيه من الأهل والأصدقاء بـ " أبي عوض" نسبة لنجله الشيخ عوض عارف الزوكا، المناضل الجسور الذي يواصل النضال متخذًا من والده قدوة له، ولم لا وهو المعروف بـ "أوفى الأوفياء" في التاريخ اليمني القديم والحديث والمعاصر وفي المستقبل.
مميزات الوفي
بعد الوفاء لا يجب أن تكون هناك ميزة أفضل منها في رجل عرفه شعبه ومحبيه ومناصري حزبه، بمجمع الفضائل والمميزات، ولا يكاد يذكر اسمه في أوساط اليمنيين حتى يذكرون "الوفاء" أولًا ومن ثم يسردون كل الصفات الحسنة التي عرفتها البشرية.
يكاد يُجمع أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، والسياسيون اليمنيون، على أن الرجل كان يتميز إلى جانب صفات الأخلاق، بالحنكة السياسية، والقدرة على إدارة الأزمات في جميع المناصب التي شغلها في اطار الدولة، او حزب المؤتمر الشعبي والتي كان آخرها منصب أمين عام حزب المؤتمر.
بأخلاقه العالية وتعامله الراقي ومصداقيته، استطاع الأستاذ عارف الزوكا رحمه الله، أن يكسب احترام وتقدير الجميع، فكل من عرفه، لا يملك إلا أن يُثني عليه، ويُشيدُ بمناقبه.
صدمة الشهادة
شَكَّل استشهاد الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح والأمين عارف الزوكا في انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017، صدمة كبيرة في الأوساط الحزبية والسياسية والقبلية، فلم يكن أحد يتوقع أن يرحل الرجلان بهذه السرعة، لكنهما نالا الشهادة أسمى أوسمة حياة المناضلين من أجل أوطانهم.
شكّل الرجلان حالة نادرة من القيادة الفريدة للعمل الحزبي في اطار أكبر كيان سياسي في اليمن "المؤتمر الشعبي العام"، سادها التناغم والفطنة والحنكة والقدرة على تجاوز الأزمات والصعاب، حيث تميز عهدهما حالة فريدة في اطار العمل الحزبي والسياسي في البلاد، لم يرتقِ إليها أي سياسي على مدى العمل الحزبي في اليمن.
يجمع معظم الذين عرفوا الشهيد الزوكا، بأنه كان محاورًا بارعًا يذود عن حياض الوطن بالمواقف البطولية السمحة وبالكلمة والموقف التي لا يمكن اخضاع الوطن من خلالها للبيع والشراء أو تجاوزها والقفز عليها.
قد يكون عارف الزوكا رحل عن دنيانا لكنه باقٍ في قلوبنا لن يموت، حاضرًا بوطنيته ووحدويته، بنبله ووفائه وإخلاصه، وقيمه ومبادئه التي عاش عليها وسنستلهمها ما بقينا احياء والتي لا يمكن المزايدة عليها من أي كان.
وفي ذكرى ميلاده الحالية، نخاطب الشهيد الحي عند ربه، بأنك ستظل في مقدمة الشرفاء والمناضلين اليمنيين، على مدى التاريخ، فأنت من حمل مبادئ وقيم التسامح والرفعة والنزاهة، بنيت ولم تهدم، وحدت ولم تفرق، جمعت ولم تشتت، كنت أحد محققي الوحدة ورفضت التفريط بها، وانتهجت الوسطية وآمنت بالحرية والاعتدال، عشت وطنيًا شامخًا ورحلت الى باريك وانت على العهد والوفاء.
لمحة تاريخية
ينحدر الشهيد عارف عوض الزوكا من محافظة شبوة "جنوب البلاد" التي ولد فيها سنة 1964 وينتمي لمنطقة قبلية عرفت برفضها لسياسات القمع والاضطهاد التي عرفت بها اليمن في حقبة السبعينيات والثمانينيات وصولًا الى يوم 22 مايو 1990، يوم إعلان الوحدة اليمنية المباركة.
تكوينه الثقافي استقاه من بيئته القبلية الرافضة لجميع الأفكار السياسية الهدامة، ما يفسّر جانبًا من التكوين النفسي والثقافي لعارف الزوكا الذي وجد كغيره من أبناء منطقته في الوحدة اليمنية التي قامت في العام 1990 ملاذًا للخلاص من سطوة اليسار، وتطرف اليمين، حيث انضم لحزب الوسطية والاعتدال المؤتمر الشعبي العام مع العديد من شيوخ القبائل وأبناء شبوة، في مطلع التسعينيات، عقب الوحدة اليمنية المباركة.
مسيرة حزبية حافلة
كان الشيخ القبلي الزوكا أحد أوائل من انضموا مبكرًا لقافلة حزب المؤتمر في محافظة شبوة وواحدًا من أعضاء المؤتمر الأول للحزب، بل إنه تبوّأ منصب نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة شبوة منذ العام 1990، ليتم عقب حرب 1994 لتثبيت الوحدة ترقيته الحزبية التي وضعته على رأس قيادة حزب المؤتمر في شبوة حتى العام 1999 عندما قرر الانتقال إلى صنعاء ليكون بالقرب من مركز القرار السياسي والحزبي.
تعمقت علاقة الزوكا بحزب المؤتمر فأصبح يجمع بين منصبين حزبيين رفيعين في حزب المؤتمر، فإلى جانب رئاسته لفرع المؤتمر في محافظته الأمّ تولى رئاسة دائرة الإدارة والخدمات بالأمانة العامة في العام 1999، وهي دائرة ذات طابع شعبي مكنته من الاقتراب من قواعد المؤتمر وقياداته الوسطية.
في العام 2003 تخلّى عن رئاسته لفرع الحزب في شبوة ليتم تعيينه رئيسًا لدائرة هامة هي دائرة المنظمات الجماهيرية بالأمانة العامة، استطاع من خلاله تعزيز العلاقات بين المؤتمر والمنظمات والجمعيات والنقابات، ليزيح بقدرته وفطنته الحزبية وقدرته على الحوار حزب الاصلاح "الاخوان" من احتكار العمل في تلك المكونات السياسية والمدنية العامة.
استطاع الزوكا إحداث اختراق غير مسبوق لصالح حزبه قبل أن يتم انتخابه في العام 2005 عضوا في اللجنة العامة للمؤتمر ليختفي عن رادار الفاعلية التنظيمية لثلاثة أعوام بعد أن تمّ تعيينه محافظا لمحافظة مأرب قبل أن يعود للواجهة مجددا من خلال تعيينه رئيسا لدائرة الشباب والطلاب بالأمانة العامة للمؤتمر وهو المنصب الذي استمرّ فيه منذ العام 2008 حتى العام 2012، وهي الفترة التي شهدت ارتفاع وتيرة الصراع بين حزب المؤتمر وأحزاب المعارضة ممثلة باللقاء المشترك وصولا إلى الفوضى في 2011.
صعود في أوقات حرجة
بالرغم من تقلّد الزوكا لعدد من المناصب التنظيمية وتكليفه ببعض المناصب الحكومية مثل تعيينه وكيلا لمحافظة إب بين عامي 2003 و2004 ووكيلا أول لأمانة العاصمة صنعاء للفترة 2004-2005 ورئاسته لأندية رياضية مثل نادي التلال الرياضي بعدن، ظل الشهيد الزوكا وفيا لحزبه وقيادة الحزب خاصة الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، لتبدأ مرحلة جديدة بين الرجلين منذ العام 2012 ليتم تعيينه أمينا عاما لحزب المؤتمر الشعبي العام، وواصلا النضال حتى انتفاضة 2 ديسمبر 2017.
الخبرات والمناصب
نائب لرئيس المؤتمر الشعبي العام فرع محافظة شبوة للفترة 90م – 94.
رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام محافظة شبوة للفترة 94م – 99.
ــ رئيساً لدائرة الإدارة والخدمات بالأمانة العامة عام 99م.
ــ رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام محافظة شبوة للفترة 99م – 2003م.
ــ رئيساً لدائرة المنظمات الجماهيرية بالأمانة العامة للمؤتمر للفترة 2004-2005.
ــ رئيساً لدائرة الشباب والطلاب بالأمانة العامة للمؤتمر للفترة 2008م – 2012م.
ــ أميناً عاماً مساعداً للمؤتمر الشعبي العام لقطاع التعليم والشباب والطلاب.
ــ كلف أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام من قبل الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في دورتها الاستثنائية المنعقدة يوم السبت 8-11-2014م
أهم المناصب الحكومية التي شغلها
ــ وكيل لمحافظة إب للفترة 2003م – 2004م.
ــ وكيل أول لأمانة العاصمة صنعاء للفترة 2004-2005م.
ــ محافظاً لمحافظة مأرب للفترة 2006- 2008م .
ــ وزيراً للشباب والرياضة للفترة 2011م.
وفي الأخير .. نوجه للشهيد الوفي ألف تحية وإجلال وعزة وفخر من جميع اليمنيين الأحرار الذين يواصلون النضال حتى استعادة الدولة والحفاظ على أهداف ومبادئ الثورة اليمنية والجمهورية والوحدة والحفاظ عليها، من محاولات طمسها من قبل وكلاء إيران في اليمن عصابة الحوثي.