Image

قتال ضارٍ في كورسك وإجلاء متبادل من مناطق الخطر

في ظل القتال الضاري بين القوات الروسية والأوكرانية في مقاطعة كورسك، تستميت روسيا في الدفاع عن حدودها، في محاولة لكبح جماح هجوم كييف، وفيما تستمر حرب المسيّرات بين الطرفين، بدأ الجانبان موجات إجلاء للسكان من مناطق الخطر.

وخاضت روسيا، أمس، معارك ضارية ضد آلاف الجنود الأوكرانيين على عمق 20 كيلومتراً داخل منطقة كورسك. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «تواصل القوات المسلحة التصدي لمحاولة هجوم القوات المسلحة الأوكرانية»، مضيفة أن معارك ضارية تركزت حول مالايا لوكنيا وأولغوفكا وإيفاشكوفسكوي، وهي تجمعات سكنية تقع على بعد يتراوح بين 10 كيلومترات، و20 كيلومتراً داخل الأراضي الروسية.

وفي إشارة إلى خطورة الوضع فرضت روسيا نظاماً أمنياً شاملاً في ثلاث مناطق حدودية، أمس، بينما قالت روسيا البيضاء إنها صدت هجوماً كبيراً بالطائرات المسيّرة من أوكرانيا. وقال مدونون عسكريون روس، إن الوضع استقر بعد أن أرسلت روسيا قوات لوقف التقدم المفاجئ، غير أنهم أضافوا أن أوكرانيا تحشد قواتها بسرعة.

كما أعلنت روسيا عملية «مكافحة الإرهاب» لتعزيز الأمن في المنطقة الحدودية، مشيرة إلى استمرار القتال في مقاطعة كورسك، وأن الجيش نفذ غارات جوية ضد القوات الأوكرانية، بما في ذلك استخدام قنبلة حرارية تسبب موجة انفجار، وتخلق فراغاً يخنق أهدافها، كما أرسلت روسيا تعزيزات عسكرية لمواجهة القوات الأوكرانية.

وذكرت وزارة الدفاع في موسكو في بيان، إن دبابات وصلت واتخذت مواقع لإطلاق النار ضد القوات الأوكرانية. وكشفت الوكالة النووية الروسية، عن أن الهجوم عبر الحدود، الذي شنته أوكرانيا شكل تهديداً مباشراً لمحطة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من منطقة القتال.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن روساتوم قولها، إن تصرفات الجيش الأوكراني تشكل تهديداً مباشراً لمحطة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مضيفة أنه في الوقت الحالي هناك خطر حقيقي من وقوع ضربات، واستفزازات من جانب الجيش الأوكراني.

قتلى روس

في الأثناء، تحدثت تقارير أوكرانية عن مقتل عشرات الجنود الروس جراء هجوم شنته البحرية الأوكرانية على منصة للغاز في البحر الأسود. وقالت وسائل إعلام أوكرانية، إن قوات البحرية والمخابرات الأوكرانية قتلت نحو 40 جندياً روسياً في الموقع، وتردد في الجانب الأوكراني «أن القوات الروسية كانت نشرت معدات وعدداً من الأفراد في المنصة البحرية، بهدف التشويش على إشارات الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية لتعريض الملاحة المدنية للخطر».

وقال الناطق باسم القوات البحرية الأوكرانية، دميترو بليتنشوك: «لا يمكننا السماح بمثل هذا الأمر، مؤكداً عدم وجود أي مدنيين في الموقع الذي كان خارج الخدمة بالفعل. ونفذت وحدات الصواريخ والمدفعية التابعة للقوات البحرية الأوكرانية الهجوم».

إجلاء

وفيما أعلنت السلطات الروسية إجلاء أكثر من 76 ألف شخص من مناطق متاخمة لأوكرانيا في منطقة كورسك، أجلى متطوعون أوكرانيون العشرات من السكان بصحبة حيواناتهم الأليفة من منطقة سومي الشمالية، تحسباً لمزيد من الهجمات الروسية. وتوجه السكان على متن عربات، ومعهم متعلقاتهم نحو نقطة تجمع، بينما كانت القوات الروسية تكثف هجماتها بالقنابل الموجهة جواً، وأمر حاكم منطقة سومي فولوديمير أرتيوخ، بإخلاء 28 قرية من منطقة متاخمة للحدود.

تعزيزات

إلى ذلك، أرسلت روسيا البيضاء قوات إضافية لتعزيز حدودها مع أوكرانيا، أمس، قائلة: إن طائرات مسيرة أوكرانية انتهكت مجالها الجوي أثناء التوغل العسكري لكييف في منطقة كورسك الروسية.

وقال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو، إن قوات الدفاع الجوي دمرت عدة طائرات مسيرة أوكرانية من بين نحو عشر طائرات، بعد أن انتهكت المجال الجوي لروسيا البيضاء في منطقة موغيليف الشرقية المتاخمة لروسيا.

وأضاف أن القوات دمرت طائرات مسيرة أخرى في وقت لاحق بالقرب من مدينة ياروسلافل الروسية. وقال وزير الدفاع فيكتور خرينين: «إن روسيا البيضاء تعتبر انتهاك مجالها الجوي استفزازاً، وإنها مستعدة للرد».