Image

بريطانيا .. مخاوف من تجدد أعمال الشغب وستارمر يؤكد البقاء في حال تأهب

 أكد رئيس الوزراء  البريطاني كير ستارمر الجمعة أن السلطات البريطانية يجب أن "تبقى في حال تأهب قصوى" في الساعات والأيام المقبلة، بينما أصدرت محكمة أول حكم بالسجن بسبب التحريض عبر الإنترنت خلال الاضطرابات الأخيرة.

جاء تعليق ستارمر بعد عدة ليال من الهدوء النسبي في جميع أنحاء إنجلترا، اثر أسبوع من اضطرابات شبه يومية في أكثر من اثنتي عشرة منطقة في أعقاب هجوم بسكين أسفر عن مقتل ثلاث فتيات.

ومع ذلك، استمرت الاضطرابات بدون هوادة في أيرلندا الشمالية، حيث ألقت الشرطة باللوم على ميليشيات شبه عسكرية موالية لبريطانيا في تأجيج العنف الليلي في بلفاست.

وقال ستارمر، خلال زيارة لمقر شرطة العاصمة لندن، إن "العدالة السريعة" التي أرستها الشرطة والمحاكم على مثيري الشغب في الأيام الأخيرة كانت بمثابة رادع لمزيد من الفوضى في إنجلترا.

وأوضح "أنا مقتنع تماما بأن وجود ضباط الشرطة في أماكنهم خلال الأيام القليلة الماضية، والعدالة السريعة التي صدرت عن محاكمنا كان لها تأثير حقيقي".

واضاف محذرا "لكن يتعين علينا أن نبقى في حالة تأهب قصوى قبل نهاية هذا الأسبوع لأننا يجب أن نتأكد تماما من أن مجتمعاتنا آمنة ومأمونة".

- تذكير-

بعدها بساعات، أصدرت محكمة بريطانية في ليدز شمالا حكما بالسجن عشرين شهرا على الشاب جوردان بارلور بتهمة الحض على الكراهية العنصرية عبر رسائل على موقع فيسبوك دعا فيها الى مهاجمة فندق يضم طالبي لجوء.

وقام مدير الفندق بإغلاق المبنى السبت بسبب الاضطرابات في المدينة، وتم كسر نافذة واحدة على الأقل بعد إلقاء الحجارة عليها خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال ستارمر قبل النطق بالحكم - وبعد إدانة الرجل - "هذا تذكير للجميع بأنه سواء كنت متورطا بشكل مباشر أو عن بُعد، فأنت مذنب".

وأكد أن المسؤولين التنفيذيين لتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك المستخدمين يجب أن يكونوا "منتبهين للأولوية الأولى، وهي ضمان سلامة مجتمعاتنا وأمنها"، ملمحا إلى فرض تدابير أكثر صرامة في المستقبل.

وبحسب ستارمر "سيتعين علينا النظر على نطاق أوسع في وسائل التواصل الاجتماعي بعد هذا الاضطراب، لكن التركيز في الوقت الحالي يجب أن ينصب على التعامل مع الاضطراب".

وعقد ستارمر اجتماع أزمة آخر مع كبار الوزراء ورؤساء الشرطة في وقت متأخر الخميس.

وفي أحدث تصريحاته، أشار إلى أن الاضطرابات المحتملة المرتبطة ببدء موسم كرة القدم "ستضاف إلى مزيج" من التحديات تواجه السلطات هذا الأسبوع.

ويعتقد أن بعض مثيري الشغب والمحرضين من اليمين المتطرف لديهم صلات بمشهد مشجعي كرة القدم المشاغبين في إنجلترا والذي يعود تاريخه إلى عقود، علما أنه تراجع منذ ذروته في ثمانينات القرن العشرين ولكنه لا يزال قادرا على انتاج العنف في موسم المباريات.

- شائعات - 

والجمعة أعلنت الشرطة أن القوات في جميع أنحاء البلاد اعتقلت نحو 600 شخص بتهمة المشاركة في الاضطرابات التي بدأت في 30 يوليو، وتم توجيه حوالى 150 تهمة.

وبدأت المواجهات بعد تداول معلومات كاذبة عن المشتبه به المفترض في هجوم بسكّين استهدف حصة للرقص في ساوثبورت في شمال غرب إنجلترا في 29 من يوليو. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاث فتيات تراوح أعمارهن بين ست وتسع سنوات.

وانتشرت شائعات في البداية على وسائل التواصل الاجتماعي أفادت بأن المهاجم طالب لجوء مسلم. ولكن تم التعريف عن المشتبه به لاحقاً على أنه أكسيل روداكوبانا المولود في ويلز. وذكر الإعلام البريطاني أن والديه من رواندا.

وألقى المسؤولون باللوم على المعلومات المضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول الجاني المشتبه به في تأجيج الاضطراب.

كما بدأت المحاكم بملاحقة وإصدار أحكام بحق المشاركين المدانين في الاضطرابات، حيث يواجه البعض احكاما بالسجن لسنوات.

في إيرلندا الشمالية، أعلن عدد من الشركات والمكتبات في بلفاست أنها تعتزم إغلاق أبوابها في وقت مبكر الجمعة بعد مزيد من الاضطرابات خلال الليل وامكان تنظيم احتجاجات جديدة.

وسيتم تنفيذ "عملية مرئية كبيرة للشرطة" استعدادا للاحتجاجات المناهضة للهجرة والاحتجاجات المضادة المخطط لها في وسط مدينة بلفاست.

وقالت الشرطة هناك إنه تم القبض على 23 شخصا حتى الآن في أعقاب الاضطرابات، مع توجيه الاتهام إلى 15 منهم.

وتم منح الضباط صلاحيات إضافية لتوقيف وتفتيش مثيري الشغب المفترضين والطلب منهم الكشف عن وجوههم، في موازاة إرسال تعزيزات من المملكة المتحدة، بحسب تقارير.