Image

روسيا تبدأ المرحلة الثالثة من التدريبات النووية التكتيكية

نشرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، تسجيلاً مصوراً لما قالت إنها المرحلة الثالثة من تدريبات قواتها النووية (التكتيكية) غير الاستراتيجية، في تأكيد موسكو أنها لا ترى اهتماماً أمريكياً بالحوار حول الاستقرار الاستراتيجي والحد من الأسلحة.

وأجريت أول مرحلتين من التدريبات، التي شملت أسلحة نووية تكتيكية، في مايو ويونيو بالمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا وبيلاروسيا. وقالت وزارة الدفاع في بيانها إن قوات المنطقتين العسكريتين الجنوبية والوسطى ستتدرب خلال المرحلة الثالثة على نقل وتحميل ذخيرة نووية تكتيكية تدريبية لمنظومة صواريخ «إسكندر»، والانتقال إلى المناطق المحددة لإجراء عمليات إطلاق إلكترونية.

وأعلنت روسيا عن التدريبات في السادس من مايو الماضي، وقالت وزارة الدفاع في بيان إنها تأتي «رداً على تصريحات استفزازية وتهديدات من بعض المسؤولين الغربيين تخص الاتحاد الروسي».

هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا عن تدريبات تشمل أسلحة نووية تكتيكية على الرغم من إجراء قواتها النووية الاستراتيجية تدريبات بشكل منتظم.

تتضمن الأسلحة النووية التكتيكية قنابل جوية ورؤوساً حربية لصواريخ قصيرة المدى، وذخائر مدفعية تستخدم في ساحات المعارك، وهي أقل قوة من الأسلحة الاستراتيجية التي تشمل رؤوساً حربية ضخمة تسلح الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي تستطيع محو مدن بأكملها.

تجري هذه التدريبات متزامنة مع مناورات بحرية روسية في بحر الشمال وبحر قزوين وبحر اليابان.

استقرار استراتيجي

في السياق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا لا ترى اهتماماً أمريكياً أو متطلبات لبدء حوار حول الاستقرار الاستراتيجي والحد من الأسلحة.

وقالت زاخاروفا «أساس الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي والحد من التسلح لا يمكن أن يظهر إلا بعد أن ترفض واشنطن، المسار المجنون الحالي المتمثل في تقويض الأمن القومي الروسي، والمواجهة مع روسيا الاتحادية وإلحاق الضرر بها»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأضافت زاخاروفا «في الوقت نفسه، فإن أي مناقشات افتراضية حول هذه المواضيع لا يمكن إلا أن تكون شاملة، مع التركيز على القضاء على المشاكل الأمنية الرئيسية، مثل التوسع العدواني لحلف الناتو في الشرق»، مؤكدة أن «الجانب الروسي في هذه المرحلة لا يرى أي اهتمام أمريكي حقيقي بالحوار، فضلاً عن المتطلبات الأساسية لبدء الحوار».

وقالت زاخاروفا إن تصريحات الولايات المتحدة بأن روسيا تربط مناقشات الحد من التسلح بوقف الدعم لكييف هي تصريحات أحادية الجانب. وأضافت «هذا التفسير للموقف الروسي يبدو على الأقل مبسطاً بشكل مفرط وأحادي الجانب»، مؤكدة أن «الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فقط».

وذلك تعليقاً على تصريحات نائبة وزير الخارجية الأمريكي مالوري ستيوارت، التي زعمت فيها أن روسيا تربط بين استئناف مناقشات الحد من الأسلحة ووقف الدعم لنظام كييف.

وأشارت زاخاروفا إلى أن «ستيوارت حاولت تحويل المسؤولية عن انهيار نظام الحد من الأسلحة إلى روسيا».

ولفتت إلى أن «الولايات المتحدة مسؤولة أيضاً عن الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة ورفض التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية».

تحذير جدي

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف وجه «تحذيراً جدياً للغاية» لنظيره الأمريكي لويد أوستن خلال محادثتهما في وقت سابق من الشهر الجاري.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عبر موقعها الإلكتروني عن ريابكوف قوله: «أرسل الجانب الروسي تحذيراً جدياً للغاية بشأن الاستفزازات الجديدة المحتملة من قبل كييف.

والتي لا يمكن تصورها دون مساعدة مباشرة من واشنطن. وجاء هذا التحذير لتجنب المزيد من التصعيد الخطير، الذي قد يكون محفوفاً بعواقب قد لا يكون من الممكن السيطرة عليها تماماً».

وأشارت القناة إلى أن المحادثات جرت بين الوزيرين في 12 يوليو، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لاحقاً.