Image

استمرار النيران بميناء الحديدة لليوم الرابع على التوالي .. خسائر العدوان بشرية ومادية وطائفية .. "الزعيم" حذّر منها مرارًا

افادت مصادر عاملة في ميناء الحديدة "غربي البلاد"، بأن رقعة النيران جراء العدوان الصهيوني على الميناء، تتزايد بشكل كبير في خزانات ومنشآت النفط فيه، رغم مرور ثلاثة ايام على العدوان.


واشارت إلى ان عناصر عصابة الحوثي الايرانية التي استدعت العدوان الصهيوني على اليمن، لم تتمكن من اخماد النيران على مدى الايام الثلاثة الماضية، لافتة إلى وجود مزيد من خزانات الغاز التي تقترب منها النيران وتشكل تهديدًا كبيرًا على بقية منشآت الميناء والأحياء السكنية القريبة منه.
وأوضحت، بأن الحوثيين يكابرون في اطلاق نداء استغاثة للدول والجهات الدولية المختصة للتدخل، لتفادي الكارثة وإخماد الحرائق، مؤكدة بأن إمكانيات الدفاع المدني في الحديدة متواضعة جدًا ولا يمكنها السيطرة على الوضع في الميناء، فحجم المشكلة أكبر بكثير من إمكانيات الحديدة او المناطق الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي، وحياة المواطنين على المحك.

تحذيرات الرئيس الشهيد
وكان الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، حذر مما يجري اليوم في الحديدة، خلال فوضى 2011 التي اطلق عليها "الربيع العبري"، بأنها تأتي ضمن مخطط ومؤامرة صهيونية – أمريكية، ويدار بشراكة عربية من "غرفة عمليات بتل أبيب".
وقال في أكثر من مناسبة حينها، "انه مخطط اسرائيلي يدار بشراكة دول عربية"، واصفا اياه بـ "الربيع العبري"، وما يحدث اليوم في الحديدة وقريبا في بقية مناطق اليمن، ما هي إلا بداية لتدخل الصهيونية في اليمن عبر بوابة عصابة الحوثي الايرانية.

شلل وضعف حوثي
ويرى العديد من المراقبين، بأن عصابة الحوثي أصيبت بالشلل عقب العدوان الاسرائيلي، فلم تتمكن من الرد على العدوان، ولا السيطرة على الحرائق وأضراره رغم مرور ثلاثة أيام، واليوم الثلاثاء الرابع للعدوان.
وأفادوا بأن العدوان الإسرائيلي الأول من خلال شن سلسلة من الغارات على ميناء وكهرباء الحديدة، أظهر ضعف عصابة الحوثي، وعدم قدرتها على الرد والاكتفاء بالتصريحات العنترية التي تؤكد بأن ما يجري عبارة عن مسرحية ضمن تخادم ايراني مع اسرائيل بدأ في 7 اكتوبر 2023.
وتوقع المراقبون، بأن التهديدات ضد السعودية كانت ضمن مسرحية التمويه، فالجماعة التي بدت ضعيفة عقب عملية واحدة للعدو داخل مناطقها، لن تتمكن من شن عدوان جديد على السعودية والامارات التي تمتلك مقدرات وقدرات قتالية تفوق ما لدى الحوثي بمئات المرات.

توعد إيطاليا 
عصابة الحوثي في أحدث ردها على العدوان، اطلقت وعيدًا وتهديدات ضد ايطاليا لقيامها بتزويد مقاتلات العدو بالوقود بالجو حسب زعمهم، وتظل الجماعة تطلق التهديدات والوعيد دون القيام سوى بقتل اليمنيين من خلال عمليات مداهمة للمنازل او المساجد والمؤسسات الخيرية.
إلى ذلك، واصلت الامم المتحدة تواطؤها مع الحوثيين، حيث أرسلت وفدًا أمميًا الى الحديدة للاطلاع على حجم الأضرار التي خلّفها العدوان الاسرائيلي، وتبني خطة إعادة بناء الميناء، والتي كانت وكالة تابعة للامم المتحدة قامت بتأهيله عقب عمليات التحالف العربي بحجة أنه يخدم ملايين من اليمنيين، فيما لم تكترث لقيام الحوثيين بقصف المنشآت النفطية في شبوة وحضرموت ومنع تصدير النفط والغاز الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين، بالنسبة لصرف مرتباتهم والسيطرة على الازمات الاقتصادية والمعيشية بالمناطق المحررة.

حجم الأضرار
ووفقًا لمصادر عاملة في ميناء الحديدة،، فإن حجم الأضرار كبيرة جدًا، حيث تم تدمير خزانات الوقود ما أدى لتخفيض كمية التخزين من 150 الف طن، إلى 50 الف طن، فيما تم تدمير عشر رافعات، وتأثر البنية التحتية للميناء بالكامل.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "ينس لايركه" في تصريحات صحفية، "إن حجم الأضرار التي لحقت بميناء الحديدة لا يزال غير واضح، ولا تزال الحرائق مشتعلة".
وأضاف أن "الكثير من المواد الأساسية في اليمن مستوردة، بما في ذلك ما يصل إلى 85 في المئة من إمداداته الغذائية، وتصل غالبية هذه الواردات عبر الحديدة.. قد يكون لتعطيل تدفق الواردات عواقب وخيمة على سكان اليمن".
وكان مصدر في شركة النفط بالحديدة، أفاد بأن العدوان الإسرائيلي تسبب بضرر كلي وجزئي في عدد 17 خزان نفطي منها خزاني المازوت رقم 24 ، 25، كما تم تضرر الخزانين 1،2 ما ادى لسقوط ستة قتلى من العاملين فيهما، ومحاصرة العاملين الباقين لمدة يومين، قبل ان يتم اجلاؤهم عن المنطقة.
وأشار إلى ان ارقام خزانات النفط التي استهدفت واحترقت وتضررت بشكل كلي وجزئي، الكلي : ..41..40..39..38..37..36..35.
والجزئي :1..2..19..18..17...29..28..27.

خسائر بشرية وطائفية
وارتفعت حصيلة قتلى العدوان على ميناء وكهرباء الحديدة إلى 9 قتلى و87 جريح، فيما تم تشييع القتلى امس الاثنين، دون مشاركة من قيادات عصابة الحوثي البارزة، فيما اعتبر انه احتقار لأبناء تهامة التي تنظر اليهم الجماعة على انهم مواطنين من الدرجة الثالثة، وهو منطق طائفي تكرّسه الجماعة في مناطق سيطرتها.
وكانت مصادر محلية يمنية في مناطق سيطرة الحوثيين، سخرت من انجازات زعيم الجماعة الارهابي عبدالملك الحوثي التي قالت انه تسبب في ايصال سعر اسطوانة البنزين سعة 20 لتر إلى 30 الف ريال بدلا من 8 الاف ريال، أي ما يعادل 120 الف ريال بالعملة الجديدة.
وتوقعت ان تشهد مناطق الحوثي انهيارًا فيما تبقى من الحياة الاقتصادية والمعيشية نتيجة العدوان الذي تسبب باحتراق كميات كبيرة من المواد والسلع الاستهلاكية والغذائية في ميناء الحديدة، الأمر الذي سينعكس على أسعار السلع والبضائع في أسواق المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين واليمن عمومًا.