Image

محادثات أميركية - إسرائيلية جديدة في واشنطن وضربات جديدة على غزة

اشتبكت القوات الإسرائيلية مع مقاتلي حركة "حماس" في مناطق عدة بقطاع غزة اليوم الثلاثاء، في حين قال مسؤولو وزارة الصحة في غزة إن 13 شخصا على الأقل قُتلوا في قصف إسرائيلي على المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع.

وذكر المسؤولون أن خمسة فلسطينيين لاقوا حتفهم في غارة جوية على منزل في مدينة رفح، الواقعة جنوب القطاع على الحدود مع مصر، بينما قُتل رجل وزوجته وطفلان في خان يونس.

وقال مسعفون إن أربعة فلسطينيين على الأقل قُتلوا في قصف وغارات جوية منفصلة في مخيم النصيرات بوسط غزة، وهو أحد مخيمات اللاجئين الثمانية الكبرى في القطاع.

وذكر سكان أن الدبابات الإسرائيلية قصفت القطاع الجنوبي من مدينة غزة في وقت سابق من اليوم الثلاثاء.

"توجيه إستخباري"

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات واصلت أنشطتها القائمة على "توجيه استخباري" في رفح، ما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأوضح الجيش أن الغارات الجوية استهدفت مسلحين وأنفاقا وبنية تحتية عسكرية أخرى لـ "حماس"، وأضاف أن سلاح الجو الإسرائيلي ضرب نحو 40 هدفاً في أنحاء القطاع، منها مواقع هجوم ومراقبة ومنشآت عسكرية ومبان ملغومة.

وقالت "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، الجناحان المسلحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في بيانين منفصلين، إن مقاتليهما هاجموا القوات الإسرائيلية في مواقع عدة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون.

حصيلة الحرب

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ "حماس" في قطاع غزة أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة التي دخلت شهرها الـ 10، ارتفعت إلى 38713 قتيلاً على الأقل. وقالت الوزارة في بيان إن إجمالي عدد الجرحى "بلغ 89166 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".

ولفتت الوزارة أيضاً إلى أن القوات الإسرائيلية "ارتكب مجزرتين في القطاع وصل منهما إلى المستشفيات 49 شهيداً و69 مصاباً خلال 24 ساعة".

"القلق العميق"

في الأثناء، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسؤولين إسرائيليين كبيرين خلال اجتماع في واشنطن بـ"القلق العميق" الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في قطاع غزة وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين إن بلينكن التقى في مقر الوزارة كلاً من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي و"أعرب لهما عن قلقنا العميق إزاء الضحايا المدنيين الذين سقطوا أخيراً في غزة".

وأوضح ميلر أن المسؤولَين الإسرائيليين كررا على مسامع بلينكن ما ذكره نتنياهو من أنه "ليس لديهما يقين" في شأن مصير محمد الضيف (قائد الجناح العسكري لحركة حماس) بعد الغارة، ولفت إلى أن المحادثات ركزت على الجهود المبذولة راهناً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، وقال ميلر إن "إسرائيل تواصل إخبارنا بصورة مباشرة بأنها تريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

وألقى الهجوم الدامي على المواصي السبت، وهو أحد أكثر الهجمات الإسرائيلية دموية منذ اندلاع الحرب، بظلاله على المفاوضات التي وصفها الجانبان في السابق بأنها صارت أقرب إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقال قيادي في "حماس" إن الحركة لم تنسحب من المحادثات على رغم الهجوم على المواصي.

ضربات

وشنت إسرائيل ضربات على جنوب ووسط قطاع غزة أمس الإثنين لزيادة الضغط على حركة "حماس" بعد مقتل العشرات في هجوم استهدف قائد الجناح المسلح للحركة السبت في منطقة المواصي.

وبعد يومين من الهجوم الإسرائيلي الذي حول مواقع مكتظة بالسكان في المواصي قرب ساحل البحر المتوسط ​​إلى أرض متفحمة مليئة بالسيارات المحترقة والجثث المشوهة، قال ناجون من النازحين إنهم لا يعرفون أين المفر.

ولجأ إلى المواصي الواقعة على الأطراف الغربية لمدينة خان يونس مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا إليها بعد أن أعلنتها إسرائيل "منطقة آمنة".

وقالت إسرائيل إن الهجوم الذي شنته السبت استهدف الضيف قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" وأحد مخططي هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على بلدات إسرائيلية، وهو ما أشعل فتيل الحرب في غزة.

وقال الجيش إن هجومه كان على منطقة مفتوحة بها مبان ومخازن عدة، مضيفاً أنها كانت مجمعاً تديره "حماس" وليست مخيماً. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن 90 شخصاً في الأقل سقطوا قتلى في هجوم السبت وإن المئات أصيبوا. 

وإلى الجنوب في رفح التي تركز القوات الإسرائيلية في المقام الأول على التوغل فيها منذ مايو (أيار) الماضي، قال سكان إن القتال تجدد الإثنين. وأضافوا أن القوات الإسرائيلية فجرت منازل عدة في غرب ووسط المدينة.

وقال مسؤولو صحة إن الطواقم الطبية انتشلت 10 جثث لفلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية في مواقع بشرق المدينة بدأ بعضها يتحلل بالفعل.

وكثف الجيش أيضاً القصف الجوي والهجمات بالدبابات وسط قطاع غزة على مخيمي البريج والمغازي، وهما من مخيمات اللاجئين القديمة في القطاع. وقال مسؤولو الصحة إن خمسة فلسطينيين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم المغازي.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 11 فلسطينياً قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في وقت سابق الإثنين.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن القوات الجوية قصفت عشرات الأهداف للمسلحين الفلسطينيين في أنحاء غزة مما أدى إلى مقتل كثير منهم. وأضاف أن قواته قتلت مسلحين في رفح ووسط غزة وأن اشتباكات من مسافة قريبة حدثت في بعض الأحيان.

وذكر بيان صادر عن "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، أن عناصر الحركة يخوضون معارك ضارية في حي يبنا برفح.

وأصدرت بلدية دير البلح بوسط غزة بياناً عاجلاً قالت فيه إنها لم تعد قادرة على تزويد 700 ألف شخص في المنطقة بمياه الشرب بعد نفاد الوقود. ويلوذ بدير البلح التي لم تتوغل فيها قوات إسرائيلية حتى الآن مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وأضافت البلدية في بيانها "ندعو جميع المواطنين إلى الحفاظ على ما تبقى لديهم في خزاناتهم الخاصة، ونؤكد روح التعاون والمشاركة".

"جرائم" في حق المعتقلين

اتهم رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية قدورة فارس الإثنين إسرائيل باقتراف "جرائم" في حق المعتقلين الفلسطينيين في سجونها ولا سيما معتقلو غزة وبشن "حرب انتقامية" عليهم، فيما الحرب محتدمة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

واستمعت الهيئة إلى محاميها خالد محاجنة الذي تحدث عن عمليات "الاغتصاب" والتنكيل "النفسي" التي يتعرض لها الأسرى وبخاصة المحتجزون في معسكر سدي تيمان جنوب إسرائيل، وفق شهادات نقلها عن معتقلين من قطاع غزة زارهم في سجن عوفر الإسرائيلي.

وقال قدورة فارس في مؤتمر صحافي الإثنين إن "إسرائيل تمارس حرباً انتقامية ضد الأسرى بين جدران السجون والمعتقلات منذ اليوم الأول لاتخاذ قرار الحرب على غزة".

ورأى فارس أن إسرائيل تتعامل مع المعتقلين الفلسطينيين بصفتهم "رهائن"، مؤكداً أن "الجرائم التي تمارس وتقترف في حق الأسرى، تأتي في سياق حالة ضغط تمارس عليهم. هناك توظيف سياسي دنيء للقمع والجرائم التي تقترف في حق الأسرى".

ونفى الجيش الإسرائيلي هذه الاتهامات. وقال الجيش في بيان إنه "يرفض بصورة قاطعة المزاعم المتعلقة بإساءة معاملة معتقلين بصورة منهجية في مركز احتجاز سدي تيمان، بما في ذلك مزاعم الاعتداء الجنسي على المعتقلين"، مؤكداً أنه يتصرف وفق القانون الدولي.

وأكد الجيش أن المعتقلين الفلسطينيين يحصلون خلال احتجازهم على كل ما يحتاجون إليه من مأكل ومشرب وملبس ورعاية صحية وخلود للنوم.

رفض دعوى أقامها فلسطينيون على إدارة بايدن

رفضت محكمة استئناف اتحادية الإثنين دعوى قضائية رفعها نشطاء حقوقيون فلسطينيون يتهمون إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتواطؤ في "الإبادة الجماعية" في غزة من خلال الاستمرار في تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي والمالي لإسرائيل.

وأيدت لجنة مكونة من ثلاثة قضاة من محكمة الاستئناف بالدائرة التاسعة ومقرها سان فرانسيسكو رفض قاض الدعوى، قائلة إن قضية النشطاء تثير أسئلة سياسية عن الشؤون الخارجية لا يمكن للمحكمة أن تبت فيها.

وكتبت اللجنة "الدعوى القضائية التي أقامها المدعون وطلباتهم غير العادية المتعلقة بالإغاثة تطرح أسئلة سياسية ترتكز على مسائل متروكة للأفرع التي لديها صلاحيات عسكرية ودبلوماسية في حكومتنا".

ولم يرد محامو المدعين بعد على طلب للتعليق.

وقالت جماعتان مدافعتان عن حقوق الفلسطينيين، "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين" و"مؤسسة الحق"، إلى جانب عديد من سكان غزة والأميركيين من أصل فلسطيني، إن الولايات المتحدة تنتهك التزاماتها منع "الإبادة الجماعية".

ورفع المدعون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعوى قضائية على بايدن ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن، زاعمين أن دعم الولايات المتحدة المستمر لإسرائيل ينتهك القانون الدولي واتفاقية منع "الإبادة الجماعية" لعام 1948.

ورفض قاضي المحكمة الجزئية الأميركية جيفري وايت في يناير (كانون الثاني) الماضي الدعوى القضائية على مضض، قائلاً إن "المحكمة لا يمكنها الوصول إلى النتيجة المفضلة".

واستشهد وايت بأدلة قال إنها تظهر أن "الحصار العسكري الإسرائيلي المستمر في غزة يهدف إلى القضاء على شعب بأكمله ومن ثم يقع ضمن الحظر الدولي للإبادة الجماعية".

لكن وايت قال إنه ملزم بموجب ما يسمى مبدأ المسائل السياسية بأن يخلص إلى أن مزاعم المدعين لا يمكن نظرها في المحكمة، لأنهم أثاروا نزاعاً يتعلق بالسياسة الخارجية وهو أمر على السلطتين التشريعية والتنفيذية بحثه.

ووافقت الدائرة التاسعة في أمر غير موقع من لجنة ضمت قاضيي الدائرة الأميركية كونسويلو كالاهان ودانييل بريس، وكلاهما معين من رئيسين جمهوريين، وجاكلين نجوين، التي عينها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.

وفي ما يتعلق بتصريحات وايت عما إذا كانت معاملة إسرائيل للفلسطينيين تشكل "إبادة جماعية"، قالت اللجنة إن "أي نتائج واقعية مزعومة وتعليقات ذات صلة ليس لها قوة قانونية".

وانضم كالاهان إلى القضية بعد أن تنحى قاضي الدائرة الأميركية رايان نيلسون، الذي عينه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، بناء على طلب المدعين بعد انضمامه إلى زيارة مع قضاة آخرين إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر 2023 التي التقى فيها الوفد بمسؤولين إسرائيليين.