Image

17 يوليو 1978.. يوم انتخاب الصالح لبناء وطن وحماية أمة ـ قدم من خارج دائرة الصراع لقيادة البلاد نحو الاستقرار .. فتجاوز المجد معتمدًا الحوار نهجًا وسبيلا

ما بين اليوم والأمس، يعيش اليمنيون ذكرى ستظل خالدة في ذاكرتهم واجيالهم القادمة، وفي تاريخ الشعوب والأمم على مستوى العالم، لما تحقق من منجزات وتحولات خلال ثلاثة عقود من الزمن فقط، رغم الظروف والاوضاع التي قدم منها وعاشها، فكان النموذج الفريد الذي عرفته اليمن والمنطقة، وشهدت لعبقريته وذكائه ودهائه العديد من القيادات الغربية قبل العربية.
انها ذكرى انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح لرئيس اليمن الشمالي، في 17 يوليو 1978، بعد ان قدم نفسه كفدائي ومنقذ لليمن التي غرقت في فوضى الاغتيالات السياسية حينها، فنجح في المهمة واستطاع قيادة البلاد نحو الوحدة اليمنية ليصبح أول رئيس لليمن الموحد بالانتخاب وليس بقوة السلاح والانقلاب.

بداية بناء وطن 
تحل علينا هذه الايام الذكرى الـ 46 ليوم 17 يوليو 1978، اليوم الذي لن ينساه اليمنيون او العالم، بل ويتمنى أبناء الشعب عودته هذه الايام لما يعانونه من مآسٍ قد لا تشبه كثيرا ما كان يعيشه اليمن حين قدم الرائد في الجيش علي عبدالله صالح، وبيده كفنه، إلى مبنى مجلس الشعب التأسيسي في صنعاء، منذرًا حياته لخدمة اليمن واليمنيين.
ومع انتخابه رئيسًا لليمن الشمالي حينها، كأول رئيس منتخب من مجلس الشعب، بدأ الرجل قيادة البلاد نحو تحولات كبيرة ونوعية تشبه الحلم شملت مجالات الحياة "السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية" وغيرها مجالات الشعوب الحية، لتصبح اليمن بعد ثلاثة عقود من حكمه دولة ديمقراطية هي الاولى بين قرنائها في الجزيرة، يسمع صوتها ويعتد به في جميع المحافل الدولية.

متغيرات اليمن الحديث
ووفقًا لشهادات شخصيات كثيرة ممن عاصروا الرئيس علي عبدالله صالح، من ساسة وقادة جيش وضباط أمن، وشخصيات حزبية واجتماعية وقبلية ورجال اعمال، وحتى المواطنين العاديين"، فقد تمكن الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، منذ توليه مقاليد الحكم في 17 يوليو 78م، من إحداث متغيرات كبيرة في حياة اليمنيين، كان أبرزها إعادة تحقيق الوحدة، وإرساء مداميك الديمقراطية، بالتزامن مع إحداث نهضة تنموية بدأت بإعادة بناء سد مأرب العظيم في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، مرورًا بالاعتماد على المنتجات الزراعية المحلية بدلًا من المستوردة، واستخراج النفط والغاز، وتصدير أول شحنة غاز من منشأة بلحاف النفطي بمحافظة شبوة في العام 2008.
إن الحديث عما انجزه وحققه الرئيس الشهيد الزعيم الصالح، لا يمكن إجماله في سطور او صفحات، بل يحتاج الى موسوعة لكي تحتوي ما تم انجازه على مختلف الاصعدة، منذ حمله لكفنه وتحمل مسؤولية قيادة البلاد في زمن الصراعات وسفك الدماء ورفض الجميع تولي الحكم، وصولًا إلى دفاعه عن الجمهورية ومبادئ واهداف الثورة اليمنية المباركة "سبتمبر واكتوبر ونوفمبر والوحدة" واستشهاده وهو يقاتل منعًا لعودة الامامة الجديدة التي تمثلها عصابة الحوثي الإيرانية، بدعم الجماعات الإرهابية مثل "القاعدة وداعش والاخوان المسلمين".

مميزات الرئيس المنتخب
يتميز الرئيس الذي تم انتخابه كأول رئيس في اليمن الشمالي بالسابع عشر من يوليو المجيد، بأنه يؤمن بالحوار لتحقيق المصلحة المشتركة للوطن والشعب، ويتماهى مع كل من يمد يده لإحداث تغيير او بناء مشروع يخدم اليمنيين في حياتهم اليومية ومستقبلهم، ويحرص وفقًا للكثيرين ممن احاطوا به، دائما على ان يكون مصدرًا للفعل والطرف الأقوى فيما يخدم البلاد والعباد، ولا يرضى تقديم أي تنازلات فيما يمس السيادة اليمنية ووحدة ترابه، ونسيجه الاجتماعي المتميز والفريد.
ومنذ بداية حياته السياسية بتوليه الحكم في 17 يوليو 1978، اظهر الرئيس الصالح، حنكته وقدرته على ادارة الصراعات التي كانت في اوج قوتها حينها والتي امتزجت بالاغتيالات السياسية، وتمكن من جمع الفرقاء وبناء تحالفات استراتيجية محليًا واقليميًا، لا تخرج عن الأطر الرسمية المعلنة.
لقد استطاع وفقا لشهادات عدة مدونة بمطبوعات ورقية، او شهادات تلفزيونية او اذاعية، لشخصيات فكرية وسياسية وعسكرية وحزبية بارزة، استطاع ان يوجد انسجام بين جميع الفرقاء، فوحد بين القبيلة والحزبية، وبين السياسة والاقتصاد، مستخدما القوة واللين، والسلام والحزم، فمارس مهامه السياسية كرئيس منتخب، والقيادية بالنسبة للجيش والامن، والقبلية نسبة إلى انتمائه القبلي، والوسطية باعتباره من فئة المعتدلين، والقومية بانتمائه العروبي، واستطاع ان يوفق وينجح في جميع تلك المهام، في مجتمع عاش صراعًا دمويًا على خلفية تلك المصطلحات التي ظهرت على انقاض العهد الاستعماري والرجعية الدكتاتورية المتخلفة التي جسدتها في اليمن لعقود طويلة الإمامة البائدة.

لا حوار مع العقول المتحجرة
ومع انه نجح في بداية مشواره السياسي والريادي في توحيد جميع الفرقاء تحت راية الجمهورية وأهداف الثورة اليمنية، من اجل خدمة اليمن واليمنيين، إلا أنه فشل في الحوار مع جماعات الفوضى في العام 2011، من احزاب اللقاء المشترك وعلى راسهم اصحاب الفكر المؤدلج كحزب الإصلاح "ذراع تنظيم الاخوان في اليمن"، وعصابة الحوثي الايرانية، التي تعيش بعقول متوارثة لسلالة توقف تفكيرها عند أحداث وقعت قبل 1400 عام.
وبالملاحظة إلى أفكار واهداف تلك الجماعات التي جاءت بافكار لا تتناسب مع الزمان ولا المكان، ولا ترقى إلى مستوى الفكر والثقافة التي وصلت اليها العقول اليمنية التي تلقت العلوم الحديثة في اطار نهضة التعليم التي قادها الشهيد الصالح خلال فترة حكمه، وظلت تعيش في اعلام الخلافة وولاية الفقيه، التي عفى عنها الزمن واندثرت قبل آلاف السنين.
لقد بذل الزعيم الصالح ومعه كل الشرفاء والوطنيين من ابناء اليمن، جهودا جبارة لمحاولة ثني تلك الجماعات عن تنفيذ مخططاتها التآمرية لتدمير اليمن ومنجزاتها ومكتسباتها الوطنية، ومحاولة طمس الجمهورية والثورة اليمنية، لتصل بهم عقولهم الاجرامية المتخلفة لقصف جامع دار الرئاسة في يونيو 2011، لمحاولة اغتيال الرئيس الصالح وكبار قادة الدولة الذين كانوا حاضرين في الجامع لأداء صلاة أول جمعة من رجب الحرام.
ورغم ذلك وبعقل وفكر القائد الفذ ذو الرؤية الثاقبة، فقد عفى عنهم لعلهم يرجعون حضن الوطن، إلا انهم اصروا على تنفيذ مخططات الهدم، ومن خلال رؤية الزعيم بأن وحرصا على المنجزات الوطنية والتنموية، فسلم الراية لنائبه عبدربه منصور هادي الذي لم يكن امينًا عليها، فسلم البلاد بكل منجزاتها لعصابة الحوثي الايرانية لهدم معبد الجمهورية وإعادة البلاد إلى ما قبل ثورة سبتمبر 1962، وما قبل مايو 1990.
ومع ذلك كله عمل الزعيم الصالح، على مهادنة الفئة الضالة من اجل الحفاظ على مؤسسات الدولة والجمهورية والثورة اليمنية المباركة، لكنه عجز عن التعامل مع أصحاب العقول المتوقفة عند خرافات الحسينيات وثاراتها التي تجاوز عمرها 1400 سنة، وتمجيد وتقديس الأشخاص على حساب الدين الإسلامي الحنيف.
فحاول مع عصابة الحوثي التهدئة والمهادنة إلا أنها اصرت على غيها في تدمير ونهب مؤسسات الدولة وهدم وسلب معسكرات ومؤسسات الجيش والأمن، وطمس معالم الجمهورية والثورة اليمنية من خلال تغيير المناهج الدراسية لصالح فكرها الدموي الطائفي المذهبي القادم من ثقافة شيعة الشوارع في ايران.
عندها لم يستطيع الزعيم الصالح والوطنيين من حوله السكوت، فدافعوا عن الجمهورية ومبادئ واهداف الثورة ومؤسسات الدولة، في اطار انتفاضة "ديسمبر" المجيد من العام 2017، حتى نال الشهادة مع رفيق دربه الأمين عارف الزوكا، وعدد من الرجال الشرفاء.

عودة إلى يوم الحلم 
تتحدث صفحات التاريخ، بأن علي عبدالله صالح، كان من أدهى السياسيين اليمنيين والعرب، وانه كان مغمورًا خارج دائرة الجيش ولم يكن ضمن دائرة الاحداث الدموية التي عاشتها البلاد قبل توليه الحكم في 17 يوليو 1978، فقد لمع اسمه وفقا للكثيرين، عندما كان قائدًا لمعسكر لمحور تعز، وعندما أصبح الوصول الى سدة الرئاسة مخاطرة، تقدم المقدم المغمور البعيد عن دائرة الصراعات القادم من محافظة الثقافة والعلم، ليحقق حلمًا يمنيًا طال انتظاره في "ليل مظلم يفتقد فيه البدر".
عاشت اليمن وصنعاء حالة من القلق الممزوج بالرعب والارتباك بعد عاصفة الاغتيالات التي شهدتها البلاد لكبار قادة الدولة، ليتم الاعلان عن تولي القاضي عبدالكريم العرشي "رئيس مجلس الشعب التأسيسي" حينها، مهام القائم بأعمال رئيس الجمهورية بحكم موقعه على رأس السلطة "التشريعية".
تفيد المراجع التاريخية، بأنه لم تمر سوى ساعات حتى وصل الرائد علي عبدالله صالح من تعز، إلى مقر القيادة العامة مباشرة على متن مروحية عسكرية، معلنًا استعداده تحمل المسؤولية العظيمة خدمة لليمن واليمنيين، رغم وجود قيادات أعلى منه رتبة إلا أن أحدًا لم يجرؤ على ذلك متأثرين بالوضع القائم حينها، بعد اغتيال الغشمي في الشمال وسالم ربيع في الجنوب في اقل من 48 ساعة ما أثار حالة من الرعب في أوساط الطبقة السياسية.
لم يرَ الكثيرون فيه كفاءة لإدارة الدولة في ظروف غير طبيعية، وإن ظهر طموحًا لبعض من عرفوه عن قرب، إلا أنه وفي اقل من ثلاثة ايام من توليه للحكم بعد انتخابه من مجلس الشعب التأسيسي حينها، حظي بتأييد قبلي وعسكري واسع، للترسخ قناعة لدى الجميع بأنه الرجل الانسب قيادة البلاد في تلك المرحلة، حتى نال مباركة الداخل أجمع والإقليم والمنطقة ثم مباركة العالم.

الأشهر الاولى لحكم الفدائي 
لم تكن أشهر صالح الأولى سهلة في ظل المخاوف المتزايدة داخليا وإقليميا، اذ كانت المناطق الوسطى تشهد تمردا مسلحا تسانده السلطة في الجنوب، كما جرت محاولة انقلاب ضده في 15 أكتوبر  1978 قادتها مجموعة تنتمي إلى التنظيم الناصري لم يستمر سوى ساعات قليلة، حيث تم إلقاء القبض على أغلب قياداته، وجرت محاكمتهم بصورة عاجلة، واعدم ثمانية منهم، والبقية تم العفو عنهم وفروا إلى عدن.
استطاع القائد الشجاع، ان يحكم قبضته على الاوضاع، بوضعه العديد من القيادات ذات الكفاءة في مواقع ومناصب ذات تأثير على كبير على حياة المواطنين، واستطاعت ان تحظى بدعم الجيش والقوى السياسية والقبلية والشخصيات الاجتماعية... انها القيادة الناجحة التي تقف وراء تلك التحولات.
وتمكن الرئيس الصالح من تهدئة الاوضاع الداخلية في الشمال، وبدأ الرئيس الجديد محاولات تحسين الأداء الحكومي، مستعيناً بعدد من كبار الشخصيات المعروفة وطنياً والتي تمتلك قدرات فنية متميزة، على راسهم الاستاذ عبدالعزيز عبد الغني الذي ظل معه حتى استشهدا في جريمة تفجير جامع دار الرئاسة في يونيو 2011 من قبل عناصر فوضى ما سمي بالربيع العبري المشؤوم، كما تم اختيار الدكتور عبدالكريم الارياني السياسي المحنك، ليكون في اطار دائرة حكمه.
كما ركز الرئيس الصالح في بداية حكمه على اعادة ترتيب قواعد الحكم بما يتناسب مع طبيعة المرحلة، وقام بترتيب القيادات العسكرية والأمنية، بعد ترتيب الشق السياسي، وحصل على مساندة كبار المشائخ، ما مكنه في الاستعانة بهم لضمان استقرار مناطقهم خاصة المحيطة بالعاصمة، وتمكن من بناء علاقة وطيدة مع رجال الاعمال، بعد ترتيبه عملية الاستيراد والتصدير، بما يتناسب مع تشجيع المنتجات الوطنية خاصة في الجانب الزراعي.

وثيقة مصالحة وطنية
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، استطاع الرئيس المنتخب حديثا، من إحداث مصالحة سياسية داخلية، عبر دعوته إلى حوار سياسي يجمع كل التيارات السياسية والفكرية والشخصيات الاجتماعية على مستوى الشمال، نتج عنه وثيقة "الميثاق الوطني" الذي شارك في صياغته كل التيارات بتناقضاتها، وفي أغسطس  1982 تم الإعلان عن "المـؤتمر الشعبي العام" كحزب يجمع في مكوناته كل الأطياف السياسية والحزبية والقبلية والاجتماعية والفكرية والثقافية من مختلف المناطق اليمنية، وكبار الموظفين في الحكومة، ورجال الأعمال، وعدد كبير من المستقلين، واصبح المؤتمر الشعبي رائد العمل السياسي الأول في اليمن حتى يومنا هذا، فهو الأمل لجميع اليمنيين بأن يعود ليسيطر على زمام الأمور ويعيد لهم حياتهم التي سلبتها التنظيمات الارهابية وعلى رأسها عصابة الحوثي الايرانية.
ظلت الأمور تسير بشكلها الطبيعي الذي رسم مساره الرئيس المنتخب، الأمر الذي قاد الرئيس علي عبدالله صالح للسعي لتحقيق أحد اهم اهداف الثورة اليمنية المتمثل بتحقيق الوحدة اليمنية، بعد تحقيق الاهداف الاخرى المتمثلة في بناء جيش وطني قوي، واحداث تنمية بدأت فعلا عام 1986 عندما بدأت شركة "هنت" الامريكية بالتنقيب وانتاج النفط، ليتم تدشين اول بئر نفط بحضور الرئيس الامريكي البارز جورج بوش الأب الذي كان نائباً للرئيس رونالد ريغان، لتدشين البئر النفطي الأولى في اليمن بمحافظة مأرب عام 1986.

تحقيق حلم اليمنيين 
دفعت أحداث حرب الخليج في عام 1990 على اثر اجتياح العراق للكويت، وانهيار المنظومة الاشتراكية بعد وهن الاتحاد السوفيتي وتفككه، فسرع ذلك من قيام الوحدة اليمنية المباركة التي اعلنها الزعيم الصالح ونائبه حينها علي سالم البيض من قصر المدور في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن في الـ 22 مايو 1990، لتبدأ اليمن مرحلة جديدة بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح.
كانت المشاعر الشعبية تجاه هذا الحدث شديدة الإيجابية، وانتشرت روح تفاؤل كبيرة بهذا المنجز الكبير الذي ظل حلم يراود كل اليمنيين سواء في الشمال او الجنوب طيلة عقود.
وعقب قيام الوحدة بدأت عملية تنموية كبيرة تم فيها تحقيق اكتشافات نفطية جديدة وتحسن في الأداء الحكومي وتدفق للاستثمارات الى بلد به إمكانات كبيرة من الطاقة البشرية والطبيعية، وهذا ما منح البلاد فرصاً تخفف من حاجته للمساعدات الخارجية.
رافق تلك الحركة التنموية مؤامرات ونشاط جديد قادته بعض المكونات السياسية التي اعلنت عن نفسها مع اعلان الوحدة المباركة، حتى وصلت الامور إلى محاولة تجزئة البلاد مرة اخرى باعلان الانفصال في صيف 1994، لتتم تثبيت الوحدة بالدماء، حيث لا مكان للتراجع عن حلم الوحدة بالنسبة لليمنيين، فالوحدة اليمنية هدفاً لا يجوز وطنياً التخلي عنه.
لقد رافق منجز الوحدة المباركة، دخول اليمن نادي الديمقراطية الناشئة، من خلال اعلان التعددية الحزبية، وتنظيم اول انتخابات تعددية في أبريل 1993. 
وذكرت مراجع تاريخية، انه عقب تلك الفترة، بدأ الرئيس صالح، الاهتمام بتنمية المناطق الجنوبية خاصة حضرموت وعدن وشبوة، فانجز فيها مشاريع عملاقة مثل طريق حضرموت المهرة الدولي، وشقه انفاق بمسافات كبيرة، ومنحه شركات نفطية عقود تنقيب واستخراج النفط، وغيرها من المشاريع.

حل الخلافات واستمرار التنمية
وخلال نفس الفترة اهتمت حكومة الرئيس صالح بحل الخلافات الحدودية مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وان حلها يعد قضية حيوية لاستقرار العلاقات مع دول الجوار، كما تمكن من حل مشكلة احتلال جزيرة حنيش من قبل ارتيريا عبر التحكيم الدولي حيث تم استعادتها بدون قتال.
وعقب تلك الفترة استقرت الاوضاع الداخلية والخارجية، وتمكنت اليمن من تحقيق قفزات تنموية كبيرة وبدأت عجلة تطوير المدن خاصة العاصمة صنعاء لتحويلها إلى عاصمة نموذجية، لتبدأ أحزاب ما يسمى باللقاء المشترك، مؤامرة كبيرة على الوطن انطلاقًا من بوابة معارضة التعديلات الدستورية التي اقرت تصحيح جداول والناخبين، وتمديد الفترة الرئاسية للرئيس صالح، حتى يستكمل مشروعه النهضوي والتنموي خدمة لليمنيين.

بداية مؤامرة الهدم والتدمير
جاءت تلك المنغصات لتساند حروب عصابة الحوثي الإيرانية التي تخوضها القوات ضدها في صعدة منذ مطلع العام 2004، وحتى العام 2008، فيما تمت الحروب الستة ضدهم، لعدم التزامهم بأي اتفاقات او عهود او مواثيق كما هي عادة معتنقي الفكر الايراني.
ومع فشل تلك الاحزاب والمكونات في تحقيق أي منجزات تخدم رصيدهم السياسي، نتيجة عقولهم وافكارهم وبرامجهم المخيبة لآمال وتطلعات اليمنيين، فيما استطاع المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم الصالح خدمة اليمن واليمنيين بالتعاون مع المكونات الوطنية وحققوا تطلعات الشعب نحو بناء دولة حديثة تضاهي دول الجوار، وجدت تلك الاحزاب خاصة حزب الاصلاح فيما سمي "الربيع العربي" فرصة لهدم البلاد من خلال الاعتصام بالشوارع والميادين العامة حتى وان كانت على حساب السكان المحليين.
عند بداية الاعتصام في فبراير 2011 بدأت الفوضى تدب في جميع انحاء البلاد، بتمويل وتخطيط خارجي، ليقوم الرئيس صالح والشرفاء من ابناء اليمن بمحاولات تهدئة عدة، الا ان تلك المعاول كانت تتمادي يوميا بحق ابناء الوطن فتسفك الدماء الطاهرة لابناء الوطن من خلال مظاهرات عبثية، لم تستمع لنداءات العقل لعقد حوار وفقا لشروط الطرف الاخر، وبرعاية العلماء اليمنيين.
فتمادت كثيرا ارتكبت جريمة تفجير جامع دار الرئاسة في يونيو من نفس العام، دون الاحترام لاول جمعة من رجب الحرام، لتبدأ بعدها عملية حقن دماء اليمنيين وصولا الى التوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والدخول في حوار وطني افشلته عصابة الحوثي الإيرانية، التي رأت ان تلك الفوضى فرصة سانحة لعودة الامامة على الحكم وهو ما تم لهم على يد حكومة الرئيس هادي الذي سلم لهم دماج وعمران وصنعاء وجميع المناطق، لتبدأ مرحلة قتال جديدة ضد اليمنيين، ومستمرة دون ايجاد أي حلول لها، نتيجة تعنت عصابة ايران، التي افشلت جميع المحاولات وجهود اربعة مبعوثين اممين، ستظل تفشل كل الجهود حتى يتم انجاز مخطط ايران في المنطقة.
17 يوليو حلم الحاضر
ومع ذكرى 17 يوليو السادسة والاربعين، يتذكر اليمنيين كيف حقق الرئيس الصالح الذي تولى مقاليد الحكم في ذلك التاريخ احلام ابائهم واجدادهم، بالاستقرار والامن والتنمية والحياة الكريمة، التي جاء بها معه منذ أول يوم تولى فيه، الحكم واستمرت معه حتى سلم الراية لنائبه الذي لم يكن امينا في حملها.
يتذكر اليمنيين هذه المناسبة بالكثير من الحسرة والأماني ان تعود عليهم مناسبة مثلها، يختار الله فيها رجلا كما اختار الصالح سابقا،  ليعيد لهم دولتهم وحياتهم المسلوبة منذ فوضى 2011 وانقلاب عصابة الحوثي في 2014، ويعمل على توفير الامن والامان والاستقرار لهم، ويعيد الق الدولة التي كانت في عهد الزعيم الصالح.
لقد بات تاريخ تولي الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح في 17 يوليو من العام 1978، وما حققه من انجازات تنموية وسياسية وثقافية وغيرها من المنجزات التي يعيشون اليوم في اطارها، بمن فيهم جماعات الفوضى والدمار والامامة التي تنهب وتسلب وتبني ثروات وقصور وعقارات من خيرات تلك المؤسسات التي بنيت في عهد الصالح، انه يوم يفاخرون فيه ويعدونه ايقونة لتحقيق تطلعاتهم بالخلاص من هذه المكونات والعصابات الدموية التي دمرت حياتهم وحولتها إلى جحيم وقادتهم نحو الفقر والجوع والمرض والتخلف مرة اخرى.