Image

هل تم تعديل ما أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن نهاية العام الماضي؟ .. السعودية تعلن بأن خارطة الطريق اليمنية باتت جاهزة للتوقيع

اعلنت المملكة العربية السعودية عن جاهزية خارطة الطريق الخاصة بحل الازمة اليمنية، وانها تنتظر توقيع الأطراف عليها بأسرع وقت، مبدية استعدادها للتعامل مع الخارطة.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان،  أن خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية، "جاهزة ومستعدون للعمل وفقًا لها".
وأضاف في تصريحات صحفية : "نعتقد أنه بالتوقيع على خارطة الطريق سيكون بوسعنا المضي قدمًا ونأمل أن يحدث ذلك عاجلاً وليس آجلاً".
وأعرب بن فرحان عن أمنيته، "أن نتمكن من التوقيع على خارطة الطريقة اليمنية في أقرب وقت ممكن".
وقال بن فرحان: "نحتاج للانتقال الى حالة أفضل لأن الأوضاع في ‎اليمن لا تزال صعبة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي".

إصرار سعودي 
وكانت السعودية أصرت منذ فشل التوقيع على خارطة الطريق التي أعلنها المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبيرغ نهاية العام الماضي، وواصلت إجراء المشاورات المنفردة مع الحوثيين بوساطة عمانية ودعم امريكي.
وخلال الفترة السابقة، تغاضت المملكة العربية السعودية عن الخطاب المتشائم لكل من الأمم المتّحدة والحكومة اليمنية بشأن مصير جهود السلام في اليمن، وأعلنت مواصلتها العمل على إيجاد حل سياسي للصراع في البلاد.
وبحث وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الشهر الماضي مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك “الجهود القائمة لدعم سير العملية السياسية بين الأطراف اليمنية ومسار السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن”، موضّحًا في تعليق على منصة " إكس"، أن المحادثات شملت “مساعي استكمال تنفيذ خارطة الطريق برعاية الأمم المتحدة”.
وجاء ذلك بعد أنّ كانت الحكومة المعترف بها دوليًا قد أعلنت عن “توقف خارطة الطريق (التي أعلنت الأمم المتحدة عن التوصل إليها) وتراجع أفق الحل السياسي للصراع”.
كما جاء بعد إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن مواجهة عملية الوساطة بين فرقاء الصراع اليمني لتعقيدات تهدّد بتوقّفها، وكذا إعلان الدبلوماسية الأمريكية صعوبة التوصل إلى حل سلمي في اليمن، في ظل استمرار شن الحوثيين هجمات إرهابية ضد سفن النقل والتجارة الدولية في البحر الأحمر والمنطقة.
ويظهر الموقف السعودي مدى إصرار المملكة على إيجاد مخرج سلمي للصراع اليمني، وذلك في إطار سياسة أشمل شرعت الرياض في تنفيذها وتقوم على تبريد الصراعات من حولها وإقامة علاقات تصالحية مع جميع الأطراف الإقليمية بما في ذلك إيران التي تدعم جماعة الحوثي وتمدّها بالوسائل اللازمة لمواصلة الحرب في اليمن وضدّ المملكة نفسها.


خارطة سعودية سابقة
وجاء إعلان الخارطة السعودية الجديدة لحل الازمة اليمنية، بعد فشل التوقيع على الخارطة التي طرحتها واعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن نهاية العام الماضي، الا ان الخارطة الجديدة لم يتم معرفة بنودها ومكامن التعديل فيها.
وكان مكتب المبعوث الأممي اصدر بيانًا في ديسمبر الماضي، اعلن فيه عن التوصل إلى تفاهمات بين الاطراف اليمنية تضمنت تدابير للانخراط  في عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن غروندبرغ سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق برعاية أممية تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها.

بنود خارطة الطريق السابقة
وأضاف البيان أن خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.
كما ستنشئ خارطة الطريق أيضا آليات للتنفيذ وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة، بحسب البيان.

"الوقت حرج"
وقال البيان، إن غروندبرغ عَبَّر عن تقديره لدور السعودية وسلطنة عمان في "دعم الطرفين للوصول إلى هذه النقطة، وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحرج لإتاحة بيئة مواتية للحوار وتسهيل نجاح إتمام اتفاق بشأن خارطة الطريق".

"اليمنيون ينتظرون السلام"
فيما نقل البيان عن المبعوث الأممي قوله: "30 مليون يمني يراقبون وينتظرون أن تقود هذه الفرصة الجديدة لتحقيق نتائج ملموسة وللتقدم نحو سلام دائم. لقد اتخذت الأطراف خطوة هامة. إن التزامهم هو، أولًا وقبل كل شيء، هو التزام تجاه الشعب اليمني بالتقدم نحو مستقبل يلبي التطلعات المشروعة لجميع اليمنيين".

مفاوضات مسقط
ويأتي الإعلان السعودي، متزامنًا مع استمرار مفاوضات الأسرى بين الأطراف اليمنية في العاصمة العمانية مسقط، وسط مؤشرات بالتوصل إلى توافقات حول إطلاق سراح دفعة جديدة من الاسرى.
مسقط كانت شهدت قبل بدء مفاوضات الأسرى، مشاورات مكثفة بين الحوثيين والجانب السعودي، برعاية الوسطاء العمانيين، تم الحديث عن التوصل خلالها لتفاهمات عديدة بين الجانبين بعيدا عن الشرعية ونتج عنها فتح عدد من الطرق، وأخرى حول صرف مرتبات الموظفين، واعادة تصدير النفط والغاز، دون الكشف عن تفصيل اكثر حول ذلك.
وخلال المفاوضات الجارية، تدخل الوفد السعودي المتواجد في مسقط إلى جانب مبعوث الرئيس الروسي الخاص لليمن، لحل ازمة اختطاف الحوثيين لطائرات الخطوط الجوية اليمنية، حيث تشير الانباء بان الحوثيين وافقوا على اعادة الطائرات، مع التزام الجانب الحكومي والسعودي على استئناف الرحلات إلى مطار صنعاء.