Image

طالت الجميع .. جرائم الاغتصاب .. سلوك وثقافة حوثية تهدد كيان المجتمع

ما بين "اغتصاب الأراضي والشركات والعقارات" ومصادرتها لصالح عناصرها الإرهابية، تمارس مليشيات الحوثي الارهابية "وكلاء ايران" أبشع جرائم الاغتصاب في العالم بحق الفتيات والنساء والأطفال في مناطق سيطرتها، كثقافة مكرسة في فكرها الطائفي الارهابي المستقى من الفكر الإيراني.

"ثقافة الاغتصاب" في اوساط عناصر وقيادات مليشيات الحوثي "وكلاء ايران" باتت مترسخة، حتى أنها طوّعت لها الأجهزة الأمنية والقضاء الخاضع التابع لها، وأصبحت تبرر وتتجاهل قضايا الاغتصاب التي تمارسها عناصرها، فيما جميع دول العالم تجرمها وتسن قوانين تشدد من العقوبة على مرتكبيها.

ويعد مفهوم "ثقافة الاغتصاب" المنتشر في أوساط عناصر وقيادات الحوثيين يمارسونه على مستوى واسع في مناطق سيطرتها، مفهوم "وضيع" يهدف لتطويع المجتمع مع أفكار الجماعة الدخيلة على المجتمع اليمني، وهي "ثقافة" غالبًا ما تكون مصحوبة بسلوكيات شاذة للعناصر التي ترتكب هذه الجريمة، كما تشمل لوم الضحية، التقليل من فعل الاغتصاب، وإنكار انتشاره ورفض الاعتراف بالضرر الناتج عن العنف الجنسي، وهو ما تقوم به وتمارسه مليشيات الحوثي في مناطقها.

أحدث جريمة اغتصاب 
وفي أحدث جرائم الاغتصاب التي تمارسها قيادات وعناصر الجماعة الحوثية، جريمة اغتصاب طفلة تدعى "جنات طاهر عبدالواحد السياغي" في التاسعة من عمرها، على يد القيادي الحوثي المدعو "أحمد حسين نجاد" ( 29 عامًا).
الجريمة هزت الشارع اليمني بشكل عام، خاصة وان والد الطفلة المغتصبة، ناشد الجميع لمساندته في الحصول على العدالة لابنته في ظل تلاعب أجهزة أمن وقضاء الجماعة بمثل تلك قضايا، وزيد عليها يتم تبريرها.
ووجَّه والد جنات مناشدة طالب فيها شرفاء اليمن بالوقوف معه لتعرضه لضغوط قيادات حوثيه لتزويج طفلته المغتصبة للمجرم الذي انتهك كرامتها وأقدم على اغتصابها.
وكشف والد الطفلة بوقوف مشائخ ومشرفين حوثيين مع المغتصب الذي اعترف بجريمته في النيابة، إلا أن هناك تلاعب من النيابة وإعاقة إحالته إلى القضاء.

جرائم متلاحقة 
وتشهد مناطق مليشيات الحوثي الارهابية، تصاعدًا لافتًا في جرائم اغتصاب الفتيات خاصة القاصرات، من قبل قيادات وعناصر الجماعة، والتي طالت اطفال ومعاقات وسجينات، ونساء، وفتيان.
فقد شهد يونيو الماضي، تفاعلًا كبيرًا من قبل اليمنيين، حول قضية قتل قيادي حوثي اغتصب معاقة، وأقدام شقيقها على قتله إثر ذلك، حيث أقدم القيادي الحوثي المدعو " "عبدالله الأشول"، قبل سنوات باغتصاب فتاة معاقة، بعد اختطافها، حيث تم محاكمته على الواقعة من قبل قضاء الحوثيين، الذي عقابه بالحبس ستة اشهر فقط، ثم أطلق سراحه.
وبما ان المغتصبة المعاقة من اسرة فقيرة، لم تتمكن من الحصول على حقها العادل من جماعة تبيح وتتستر على جرائم الاغتصاب، ما دفع شقيق المغتصبة ويدعى احمد الزويكي للانتقام لشرفه وشرف اخته، فقتل المغتصب، ليتم محاكمته من قبل قضاء الحوثيين، وأصدروا بحقه حكمًا بإعدامه، لأن شرفه ودمه أرخص من دماء المغتصب القيادي الحوثي "الأشول"، هكذا هو التصنيف المجتمعي الذي تمارسه الجماعة بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها.
لكن المجتمع رفض الحكم بقوة وضغط بعد ان تحولت قضية إعدام "الزويكي" لقضية راي عام، لتخضع سلطة القضاء الحوثية بالقوة لصوت الشعب، وتلغي الحكم، لكنها استبدلته بحكم ظالم اخر يتمثل بفرض ديه على اسرة الزويكي الفقيرة لآل الأشول تقدم بأربعة مليون ريال.

أهم جرائم الاغتصاب 
ومن اهم جرائم الاغتصاب التي ارتكبتها قيادات وعناصر حوثية مؤخرا، نرصدها على النحو التالي:

ــ يناير 2024: كشف القيادي والناطق باسم الجماعة السابق علي البخيتي عن جريمة اغتصاب فتاة في الـ 18 من عمرها، على يد القيادي الحوثي المدعو " ماهر العميسي" المنتمي لقبيلة الحدا في ذمار، ليتم التستر عليه من قبل الجماعة ومنع معاقبته.

ـ فبراير 2024: أقدم قيادي حوثي يدعى صالح احمد كشيمة، على اغتصاب فتاة تدعى "أشواق" من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد اختطافها في مديرية المفتاح بمحافظة حجة، لتقوم الجماعة الحوثية بتهديد عائلة المغتصبة بعدم تقديم شكوى او الحديث عن الجريمة.

ـ ابريل 2024: أقدم مواطن على قتل المشرف الحوثي القيادي "أبو حيدر الجهراني" رمياً بالرصاص بالقرب من احد المراكز الصيفية بمديرية معين بالعاصمة صنعاء، على خلفية قيام المشرف الحوثي باغتصاب طفله البالغ من العمر 14 عاماً داخل احد المراكز الصيفية الحوثية .
وأشارت المصادر بان القيادي الحوثي الصريع كان يعمل مشرفاً ثقافياً في أحد المراكز الصيفية الحوثية في صنعاء.
جاء ذلك وسط تحذيرات رسمية وحقوقية ودينية من خطر المراكز الصيفية التي تنظمها الجماعة، والتي يتم فيها ممارسة الرذيلة والتعبئة الفكرية الخاطئة.

ـ ابريل 2024: الكشف عن تورّط قيادي حوثي يدعى "أبو جهاد السنحاني" بـ اغتصاب 54 طفلًا في جبهة في نهم بمحافظة صنعاء، حيث اعترف بجرائمه اثناء التحقيق معه في أحد المراكز الأمنية للجماعة، كرد فعل حول غضب الشارع مما ارتكبه، لكن تم تمييع القضية، ولم يتم الكشف عما صدر بحقه من عقوبة.

ـ مايو 2024: أقدم قيادي حوثي بالاعتداء على امرأة بالضرب بعد مقاومتها لمحاولة اغتصابها، في مديرية ماوية شرق محافظة تعز، قبل ان يفر إلى للاحتماء باللواء 150 التابع للجماعة، على وقع مطالبة الأهالي بتسليمه، لكنه حظي بحماية العناصر الحوثية المسلحة.

ــ  يناير 2021: أقدم قيادي حوثي يدعى "عمر سعيد السيد "المكنى ( ابو حمزة) مشرف نقطة “الرون” في منطقة الشرمان، التابعة لمديرية ماوية، شرقي مدينة تعز، على اغتصاب طفل يدعى (م. ج. ذ)، 14عاماً، من أهالي إحدى قرى مديرية السبرة، التابعة لمحافظة إب.
وأوضحت مصادر محلية، بان القيادي الحوثي، قام بانزال الطفل من على سيارة اثناء ذاهبه لبيع القات في سوق الشرمان، لإعالة أسرته، واحتجزه لساعات، بذريعة محاولته إخفاء كمية من القات وعدم دفعه للضريبة، قبل ان يقوم باغتصابه، وتهديده بالقتل في حال تحدث حول ذلك.

ـ ديسمبر 2021: في خامس جريمة اغتصاب تشهدها مديرية بيت الفقيه في الحديدة، اقدم قيادي حوثي على اغتصاب فتاة تدعى "اميرة" (17 عامًا) من إحدى قرى  مديرية بيت الفقية  داخل سجن إدارة الأمن في المديرية بعد اختطافها اثناء جمعها للحطب، ليتم قتلها ودفنها، لمحو معالم الجريمة.
هذا و دعا المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) السلطات القضائية بمحافظة الحديدة (التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي ) إلى إجراء تحقيق قضائي محايد حول أسباب اغتصاب واعتقال ووفاة طفلة بعد ساعات من اعتقالها في سجن إدارة أمن مديرية ريفية جنوب محافظة الحديدة (غربي اليمن).

ـ وفي اغسطس 2020: أقدم قيادي حوثي يرمز لأسمه "ش. ع. ر" باغتصاب طفلة يتيمة عمرها 7 سنوات غربي محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وعلى وقع صدمة الواقعة توفيت جدة الطفلة، لتتصدر إحدى المنظمات المعنية للقضية وطالبت بمحاكمة المغتصب وإنزال أشد العقوبة ضده حماية للقيم والسلم الاجتماعي.

ـ وفي ذات الشهر والعام، أقدم القيادي الحوثي ومشرف الجماعة الأمني في منطقة البرح التابعة لمديرية مقبنة غربي تعز، المدعو "محمد قايد العشملي" والمكنى بـ (أبي عزيز)، على اغتصاب الطفل (ب. ع. أ- 13 عامًا) بعد احتجازه في مبنى إدارة المنطقة الأمنية بمدينة البرح غرب تعز.
وعند تقديم شكوى ضد المشرف من قبل عائلة الطفل، تم اختطاف ابن شقيقته "مقدم الشكوى" بدلا من والد الطفل المغترب، والزج به في أحد سجون الجماعة، لطمس القضية.

ـ يناير 2018: أقدم قيادي حوثي يُدعى "ابو عمار العزب" ويعمل المشرف الأمني لخط "مدينة الشرق – باجل" على إغتصاب طالبة تدرس في الصف التاسع بمدرسة الحرية الواقعة في مدينة الشرق آنس - محافظة ذمار، بعد استدراجها إلى أحد المنازل وتهديدها.
- يوليو ٢٠١٨: أقدم قيادي حوثي يدعى عادل المتوكل على اغتصاب  طفل لا يتجاوز العاشرة من العمر، في محافظة عمران شمال صنعاء ، وعمدت الجماعة على حبس والد الطفل وإجباره على التنازل عن القضية لمحو الجريمة

اغتصاب أطفال وغسل أدمغة
وتمارس مليشيات الحوثي الارهابية العديد من جرائم الاغتصاب خاصة اثناء تنظيمها ما يسمى المراكز الصيفية لطلاب المدارس، حيث أطلقت رئيسة مؤسسة "تمكين المرأة اليمنية" صرخة تحذير من معسكرات التجنيد التي تنشرها ميليشيات الحوثي في اليمن.
وتؤكد مصادر حقوقية يمنية ودولية، ان مليشيات الحوثي تمارس العديد من الجرائم بحق الطفولة في تلك المراكز ومنها الانتهاكات الجنسية من اغتصاب للأطفال وترهيبهم وتعذيبهم في حال تحدثوا حولها.
وشددت تلك المصادر، على أن الأخطر من ذلك كله، التعاطي الغير مبالي من قبل سلطات الجماعة ذات الفكر الايراني الذي يبيح اللواط والاغتصاب، والزنا، وغيرها من الرذائل المحرمة في الدين الاسلامي ومعظم الاديان السماوية.

تبرير جرائم الاغتصاب
وتبرر الجماعة خاصة زعيمها عبدالملك الحوثي جرائم الاغتصاب، فضلًا عن إقراره بأنها ترتكب ضد الأطفال من قبل عناصره الإرهابية.
ففي فبراير 2022، أقر عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة، بأن هناك اغتصابات حتى الموت تطال مقاتلين أطفال في صفوف جماعته، وذلك وفقًا لوثيقة صادرة بتاريخ 2018/6/3 إلى مسؤول شؤون الأفراد بالجماعة أن “عبدالملك الحوثي أرسل تعليمات بشأن وضع صغار السن في الجبهة” وأضافت الوثيقة أن الحوثي قال في تعليماته: “بَلغنا حالات اغتصاب أطفال في الجبهة، وصل بعضها إلى مستوى الموت”.
من جانبه، وصف القيادي الحوثي محمد عياش قحيم المعيّن من قبل الحوثيين محافظًا للحديدة، جرائم اختطاف واغتصاب النساء في السجون وجرائم الشرف بأنها أفضل الأعمال.وذلك رداً على قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على القيادي الحوثي سلطان زابن المتهم باختطاف النساء واغتصابهن في السجون ثم تلفيق تهم الدعارة لهن من أجل ابتزازهن للعمل كخلايا لمصلحة المليشيات أو تشويه سمعتهن.
ويعد سلطان زابن القيادي الحوثي المسؤول عن جرائم اختطاف واغتصاب النساء وتجنيد خلايا نسائية للعمل لصالح المليشيا بعد تصوريهن بأوضاع مخلة وابتزازهن، إضافة إلى تجنيد كتائب الزينبيات.

فظائع الاغتصاب
إلى ذلك، تحدثت مصادر طبية يمنية، عن ارتكاب مليشيات الحوثي ما اسمتها فظائع بحق النساء في مناطق سيطرتها، خاصة تعريض العديد من النساء للاغتصاب على أيدي قيادات وعناصر حوثية.
من جانبه ، أفاد المركز الأمريكي للعدالة، بتعرض مختطفات في سجون مليشيات الحوثي- للاغتصاب والإكراه على ممارسة الدعارة خدمة لأجندة سياسية، لافتاً إلى العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على قيادات حوثية جراء تلك الجرائم.
من جهة أخرى، وجّهت ناشطات وقيادات نسوية بالعاصمة صنعاء نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية لإنقاذ اليمنيات من بطش الحوثي، بعد تعرض الناشطة اليمنية أمل القليصي للاغتصاب والقتل من قبل ميليشيات الحوثي، وإلقاء جثتها مغلفة بكيس دقيق بشارع تعز بمحافظة إب، في جريمة بشعة هزت المنطقة.
وكانت منظمة إرادة اليمنية أشارت في تقرير لها، الى ان نحو 350 سيدة في منطقة صنعاء تعرضن للاحتجاز والاغتصاب من قبل المليشيات الحوثية، الى جانب اغتصاب 18 طفلًا وقتلهم.

اخيرا ، إن الحديث عن قضايا الاغتصاب التي تمارسها مليشيات الحوثي لا يمكن احتواءها بتقرير، بل تحتاج لدراسات وبحوث تعمل على رصدها ومحاولة منع انتشارها والمطالبة بالضغط على المجتمع الدولي والاقليمي مساعدة اليمنيين لمواجهتها.. فالحوثية تمارسها وفق معتقدها وثقافتها التي تبيح ارتكاب الجرائم المحرمة لتحقيق اهداف ومخططات الجماعة خدمة لإيران ومشروعها في المنطقة.