Image

هدنة غزة تراوح مكانها و حماس تعلن مقتل رهينتين بغارة إسرائيلية

قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة المحاصر والمدمر فيما لم يحرز أي تقدم في المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" رغم الجهود الدولية.

مرة جديدة، تراجعت الآمال بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر هجوم دام غير مسبوق شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) حيث يصر الطرفان على مواقفهما الثابتة.

وأفاد شهود، أمس الجمعة، عن وقوع ضربات إسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية كبرى والمهدد بمجاعة حيث نزح نحو 75 في المئة من سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة.

ويركز الجيش خصوصاً عملياته على رفح بجنوب القطاع حيث أطلق في 7 مايو (أيار) هجومه البري بهدف القضاء على "حماس"، لكن عمليات القصف والمعارك تستمر في أماكن أخرى في قطاع غزة.

وقال شهود عيان إن مروحيات إسرائيلية كانت تطلق النار على أحياء في وسط وغرب مدينة رفح. وأفادت الذراع العسكرية لحركة "حماس" أن "كتائب القسام تدك قوات العدو المتوغلة جنوب غرب حي تل السلطان بمدينة رفح بقذائف الهاون".

الجيش قال من جانبه إن قواته قتلت مسلحين وعثرت على "كميات كبرى من الأسلحة وفتحات أنفاق"، و"دمرت بنى تحتية لـ (حماس)". وأضاف أن في وسط وشمال غزة استهدفت مقاتلات إسرائيلية بنى تحتية كذلك لـ"حماس".

 

"مقتل رهينتين"

من جانبها، قالت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" الجمعة إن اثنين من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة قتلا جراء غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح قبل بضعة أيام.

ولم تكشف الحركة في مقطع مصور نشرته عبر قناتها على تليغرام عن اسمي الرهينتين، ولم تقدم دليلاً على مقتلهما. وقالت "كتائب القسام" في المقطع إن الحكومة الإسرائيلية "لا تريد أن تستعيد الأسرى إلا في توابيت".

واستعادت إسرائيل أربع رهائن كانت "حماس" تحتجزهم خلال عملية عسكرية في النصيرات بوسط قطاع غزة في الثامن من يونيو (حزيران) الجاري. وقالت وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 250 فلسطينياً قتلوا في ذلك الهجوم الإسرائيلي.

 

جهود الوساطة 

وتسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى خطة كشف عنها الرئيس الأميركي جو بايدن وتنص في مرحلة أولى على وقف إطلاق نار على ستة أسابيع يترافق مع انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والافراج عن رهائن وفلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.

وعرض بايدن الخطة على أنها مقترح إسرائيلي. لكن نتانياهو اعتبرها غير كاملة مجددا تأكيد عزمه على القضاء على "حماس" وتحرير كل الرهائن.

أما "حماس" فقد سلمت دول الوساطة ردها على المقترح من دون أن يعلن عنه. وأفاد مصدر مطلع على المباحثات بأن الرد يتضمن "تعديلات" تقترحها الحركة الفلسطينية "أبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة".

قمة السبع

وعلى هامش قمة مجموعة السبع المنعقدة في إيطاليا اتهم الرئيس الأميركي حركة "حماس" بتعطيل التوصل إلى اتفاق هدنة.

وقال "قدمت اقتراحاً وافق عليه مجلس الأمن ومجموعة السبع والإسرائيليون، والعائق الأكبر حتى الآن هو "حماس" التي ترفض التوقيع رغم أنهم اقترحوا شيئاً مماثلاً".

على صعيد مرتبط أيضاً بغزة، دعا زعماء مجموعة السبع إلى السماح لوكالات الأمم المتحدة، ومن بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالعمل بدون عائق في القطاع الفلسطيني الذي يعيش أزمة إنسانية مستفحلة في ظل الحصار والحرب، وفق ما جاء في البيان الختامي لقمتهم.

سوء التغذية

وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من ثمانية آلاف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعالجون في غزة بسبب سوء التغذية الحاد "بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد".

وأوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "لقد سجلت 32 وفاة بسبب سوء التغذية، بما فيها 28 تعود إلى أطفال دون سن الخامسة".

نقل الرصيف العائم موقتاً

أعلن الجيش الأميركي الجمعة أنه سينقل موقتاً الرصيف العائم الذي بناه قبالة ساحل قطاع غزة، لحمايته من أمواج عاتية يتوقع أن تضرب المنطقة.

 

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنه "بسبب التوقعات بارتفاع أمواج البحر، سيحرَّك الرصيف الموقت من موقعه الراسي على شاطئ غزة، وسحبه مرة أخرى" إلى ميناء أشدود الإسرائيلي.

وأوضحت أن "نقل الرصيف موقتاً سيمنع حدوث أي أضرار هيكلية يمكن أن تنجم بسبب ارتفاع مستوى البحر". وشدد البيان على أن نقل الرصيف موقتاً "ضروري لضمان استمرار ديمومة الرصيف الموقت في تقديم المساعدات مستقبلاً". وبحسب البيان "سيعاد تثبيت الرصيف سريعاً على ساحل غزة بعد انقضاء فترة ارتفاع مستوى البحر".

وكان "برنامج الأغذية العالمي" المسؤول عن توصيل المساعدات إلى غزة عبر هذا الرصيف، أعلن الإثنين أنه سيعلق عملياته لتقييم الوضع الأمني.

وأنجز الجيش الأميركي بناء هذا الرصيف العائم في منتصف شهر مايو، لكنه ما لبث أن اضطر لنقله في نهاية الشهر نفسه إلى ميناء أشدود لإصلاحه بعد تضرره جراء عاصفة. وبعد إصلاحه، أعيد تثبيته قبالة القطاع الفلسطيني.

وكان الرئيس الأميركي أعلن في مارس (آذار) أنه أمر بإنشاء الرصيف لزيادة ايصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع المحاصر بعد أن دمرته الحرب.