Image

"ثم كان الغريب" .. ديوان جديد للشاعر البكالي عن دار "يسطرون"

عن دار "يسطرون للطباعة والنشر" في القاهرة، صدرت المجموعة الشعرية (ثم قال الغريب) للشاعر اليمني القادم من جبال ريمة ومروجها، أهم المحافظات اليمنية وأكثرها جمال وشموخا "ياسين محمد البكالي" ، والتي تضم 25 قصيدة موزعة بين العمودي والتفعيلة والسرد في كتاب من 200 صفحة من القطع المتوسط.

تتناول قصائد المجموعة رحلة الذات الغريبة في شعاب المنافي الكثيرة حيث يغوص الشاعر في أعماق اللحظة الزمانية والمكانية ليقرأ سيرة الضباب في صحاري التيه المتشبثة بالبقاء، كما يتناول الشاعر تجليات المواقف الوجودية في معترك الحياة ويعرج على أهم التفاصيل اليمنية التي يعيشها اليمني في الداخل والخارج ويسبر أغوار ذاته الطافحة بالفقد والمتشبثة بالأمل.

ويُعد الشاعر ياسين البكالي من أهم الشعراء العرب واليمنيين خلال العقد الأخير، حيث برز من خلال قصائد عميقة تحمل هموم الذات وفلسفة الوجود بشكل متبصر يستدعي الكثير من الرمزية والتأويل، ويقود القارئ إلى بقع معتمة ليفتح ثغور واسعة لدخول الضوء، ويعزز الواقع بمفردات فارقة في الشعر والكلمة، كما أن لديه أعمال روائية في طريقها للطباعة.

لياسين ما يقارب 12 ديوانا يشكلان تجربة مليئة بالفلسفة والصور المدهشة والبلاغة، تجربة تعكس حياة قاسية على مستوى الذات وتؤسس لمدرسة شعرية متفردة كما ستشكل رافعة مهمة في المشهد الشعري اليمني والعربي، وهي تجربة بحاجة لدراسة مستفيضة وأقلام متمرسة تحيط بمكنونها وأبعادها السيكولوجية والفهم الكامل للغة التي كونت هذه التجربة التي بقدر ما هي ممتعة بقدر ما تحمل من انزياحات وتراكيب تعيد ترتيب الوجود وتتجاوز المألوف وتكون ثيمات متنوعة على القارئ اكتشافها.

والبكالي شاعر يكتب الشعر بحرفية عالية وهو متزوج وله عدد من الأولاد، كما أنه خريج جامع صنعاء كلية التربية قسم فلسفة، وهم من القلائل الذين لديهم رؤية ثقافية وفكرية ساحرة تتجاوز المألوف، كما أن له روحا متصوفة تستطيع اعادة تشكيل المتون والهوامش والتصورات بشكل عجيب، وهو شخصية حوارية من طراز رفيع له أفكاره وفلسفته، ناهيك عن أنه يعيش هم الاغتراب مثل كثير ممن وقعوا ضحايا لصراعات ليست من صميم ولا اهتمام الإنسان اليمني.