Image

جراء الحرارة والجوع وانقطاع الكهرباء .. ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتوفون بشوارع عدن إلى أربعة

ارتفع عدد الأشخاص الذين يتوفون وهم على قارعة الطريق في شوارع العاصمة المؤقتة عدن "جنوبي البلاد" إلى أربعة اشخاص، في ظاهرة غريبة يرجعها عدد من الأهالي إلى ارتفاع درجة الحرارة، وقلة الغذاء، وانقطاع الكهرباء والخدمات، وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وتوفي شخص ،الخميس، في وسط أحد شوارع مديرية التواهي بعدن، هو الثاني بالمديرية في أقل من شهر، فيما توفي شخص بالطريقة ذاتها في مدينة كريتر بمديرية صيرة، قبل ايام، وآخر في مديرية الشيخ عثمان.

ويرجع الأهالي في عدن، ظاهرة سقوط الأشخاص في شوارع المدينة مفارقين للحياة، إلى اسباب عدة، على رأسها ارتفاع درجة الحرارة التي تتجاوز وقت الظهيرة الـ 41 درجة مئوية، ولا تقل خلال بقية الأوقات عن 39 وفقا لنشرات مركز الأرصاد.
ومن الأسباب التي ذكرها الأهالي، طبيعة الحياة التي يعيشها سكان المدينة هذه الفترة، جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية، وارتفاع أسعار السلع، وانقطاع المرتبات، وقلة الغذاء، وانتشار الجوع والفقر في أوساط الأهالي، خاصة في الأحياء العشوائية، إلى جانب حرمان الناس من الكهرباء ما يجعلهم يعيشون ساعات طويلة يعانون من ارتفاع درجة الحرارة ويفقدون القدرة على النوم.
وندد الأهالي بالجهات المسؤولة عن حياتهم، والتي أوصلتهم إلى هذه الحالة المزرية، فيما تنموا وتزدهر أرصدة المسؤولين وما يسمى بالقيادات الذي يعلنون بين الحين والآخر عن افتتاح مشروع استثماري خاص هنا وهناك.

دراسات .. الحرارة والوفاة
ونشرت شبكة "سي ان ان " الأمريكية مؤخرًا، خبرا يفيد بأن العديد من الدراسات بينت أنّ الارتفاع المستمر بدرجات الحرارة هو القاتل الأول بين أسباب الوفاة الناجمة عن الكوارث الطبيعية. ويتوقع العلماء أن تطال تداعيات أزمة المناخ المزيد من الناس في المستقبل.
وبيّنت الدراسات وجود زيادة مقلقة في عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة الشديدة، والتي بلغت 74 بالمائة، حيث تعد ضربة الشمس والإجهاد الحراري، من الأمراض الأكثر شيوعًا بين الأمراض المرتبطة بالحرارة.
ضربة الشمس تعني أنّ الجسم لم يتمكّن من تبريد نفسه. فترتفع درجة حرارته بسرعة، وتفشل آلية تبريده الطبيعية من خلال التعرّق، بذلك. وقد تصل درجة حرارة الشخص المصاب بضربة الشمس إلى 106 درجة (41 درجة مئوية) أو أعلى خلال 10 إلى 15 دقيقة فقط، وقد ينجم عن ذلك إعاقة أو يؤدي إلى الوفاة حتى.
وقد يختبر الشخص المصاب بضربة شمس تعرّقًا مفرطًا، أو لا يتعرّق. كما قد يُصاب بالتشويش أو الإغماء، أو بنوبة صرع.

الاجهاد الحراري
أما الإجهاد الحراري فيُصاب به المرء عندما يفقد الجسم الكثير من الماء أو الملح، جرّاء التعرّق المفرط. أما عوارضه فهي الغثيان، والدوخة، والتهيج، والعطش، والصداع، وارتفاع بدرجة حرارة الجسم.
وفي الحالتين، ثمة حاجة للحصول على مساعدة طارئة فورًا. ويمكن تبريد الشخص عبر نقله إلى الظل وتقديم المياه إليه حتى يشرب. ويمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى إجهاد القلب بشكل كبير أو زيادة صعوبة التنفس.
كما يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بما لا يقل عن 17 سببًا للوفاة، غالبيتها ترتبط بمشاكل في القلب والتنفس.
وأظهرت الدراسات أنّ التعرّض للحرارة الشديدة يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية، ويسبّب مشاكل للنساء الحوامل، ويتسبب بالولادة المبكرة.

من الحلقة الأضعف؟
والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض ترتبط بالحرارة هم كبار السن، والأطفال، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومشاكل بالصحة العقلية، بالإضافة إلى أولئك الذين يتناولون أدوية معينة، بحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).