
يمن المستقبل للدراسات ينظم ندوة عن الوحدة اليمينة
نظم مركز “يمن المستقبل للدراسات والتدريب” أمس ندوة قيمة بعنوان “الوحدة اليمنية في ذكراها الرابع والثلاثون.. المسار والإنجازات والتحديات”.
وفي الندوة التي أدارها الإعلامي المخضرم أنور الأشول، جرى مناقضة خمس ورق عمله قدمها الدكتور جمال الحميري والدكتور طه حسين الهمداني والأستاذ ايهاب نافع والدكتورة أم الخير عبد الله الصاعدي والأستاذ الباحث والإعلامي عبد الله إسماعيل.
وركزت أوراق العمل على محور معين ومسار مهم من خلال الارهاصات التي بدأت مع بزوغ ثورتي سبتمبر وأكتوبر وما تلاهما من تواريخ حتى العام 1990 مع قيام الوحدة وانتهاء بما نحن عليه اليوم.
وكانت الورقة الأولى بعنوان “أهم المحطات التاريخية في مسيرة الوحدة الوطنية” للدكتور جمال الحميري رئيس المركز الذي يبذل جهدًا حثيثًا من أجل تصويب المسار عبر الفعاليات والندوات وورش العمل والتوعوية بما يجري في اللحظة الراهنة.
وسرد الباحث أهم المحطات مع استعراض التواريخ من خلال رسم بياني بعد الترحيب بالجميع، مذكرًا بالإرهاصات والقمم والاتفاقيات التي رسمت ملامح الطريق إلى الوحدة في الشطرين شمالا وجنوبًا حتى عام 1990م.
فيما كانت الورقة الثانية للأكاديمي الدكتور طه حسين الهمداني تحدث فيها عن مكاسب الوحدة واهم إنجازاتها، حيث أشار في البداية إلى أن هناك صعوبة دائما في الحديث عن موضوع بحجم الوحدة، لأن الأمر يحتاج إلى الدقة والتوسع وقد ركز في حديثه على أبرز المنجزات السياسية الاستراتيجية التي ساهمت في التحولات التي شهدها اليمن في عهد دولة الوحدة، وكان الفضل للزعيم صالح ومعه الخيرين من ابناء اليمن في تحقيقها.
وخلصت ورقة العمل إلى أنه كان أبرز منجزات الوحدة اليمنية، النظام السياسي المنبثق عن دولة الوحدة والذي جسد التعددية وحرية الرأي والإعلام والصحافة وأتاح للمواطنين الانتخاب الحر والمباشر لممثليهم في مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى تعزيز السلطة المحلية في خدمة المجتمع لتصبح التجربة الديمقراطية محل إشادة دولية وعربية واسعة.
من جانبه قدم الإعلامي والباحث السياسي المصري إيهاب نافع ورقة عمل بعنوان “الوحدة اليمنية من رؤية عربية” تناول فيها أهم الملامح في العلاقات اليمنية العربية وكيف كان للقرار العربي زخم في رفد هذا المنجز والحفاظ عليه.
وتضمنت ورقة العمل التحديات والأزمة والمستجدات التي تبعت تحقيق الوحدة وكيف كان تم تجاوزها.
وأشار نافع إلى الانتكاسة التي تحدث اليوم للعملية السياسية والأزمة الراهنة التي يعاني منها اليمنيين والتي تستوجب جهود عربية واهتمام استثنائي دولي من خلال إيقاف الحرب ونزيف الدم.
مشيرا إلى أن طبيعة الظرف الراهن والاحتفاء بالذكرى ال34 يلقى صعوبات وأنه يستوجب دفعة عربية جديدة، مبينا أن أحداث غزة وقضايا أخرى طغت وهذا يدفعنا إلى المطالبة بأن يكون هناك دور أيضا في دعم اليمن ورفع الصوت عاليا في الجامعة العربية بأنه حان الوقت لعمل قمة خاصة، والمضي بمعالجة الاختلالات بجهود عربية، بعيدًا عن الصراع الإيراني الأمريكي حتى تتضح الأمور أكثر ويعود الاستقرار.
الورقة الرابعة كانت من نصيب الدكتورة القديرة أم الخير عبدالله الصاعدي أكاديمية وهي المستشار الثقافي السابق في دولة الهند، والتي كانت بعنوان “حول رهانات الوحدة ومهدداتها، تحدثت عن الرهان على الخارج من خلال عدة مسارات منها الجامعة العربية والاشقاء ودول الإقليم.
مشيرة إلى ضرورة تجاوز الحديث عن المنجزات وما تحقق من تنمية والخوض في الحرمان الذي يتعرض له المواطن اليوم من أبسط حقوقه، وضياع حلم الشباب والأجيال، كما تحدثت عن مخاض الوحدة وكيف تم تأسيس مرافق خاصة في الشطرين من أجل الترتيب لإعلان هذا المنجز، وكيف تم تذليل الصعوبات واذابة الفوارق وإيقاف الحرب على حدود التماس.
كما أشارت إلى أن إعلان الوحدة الاندماجية كان بحاجة لفترة انتقالية وهو ما طالب به الرئيس صالح لكن التجربة تمت بشكلها الحديث وان كانت هناك بعض التعثرات فهي تجربة وليدة وكانت الحدث العربي الوحيد، وقد سمح للتعددية السياسية وفتحت الحدود وتوحدت القلوب وتداخلت العادات والتقاليد.
الإعلامي والباحث عبد الله إسماعيل جاءت ورقته مختلفة بعنوان: “الوحدة اليمنية تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل”، حيث أكد على ضرورة الحفاظ عن الوحدة بمعزل عن المشروع الكهنوتي الذي أضر بالبنية الاجتماعية، مبينا أنه لا بد من تبني مقاربات جديدة تسعى لاستعادة الدولة والتمسك بالشرعية، في ظل تحديات حوثية كبيرة.
إسماعيل قال بأن القضية الجنوبية أخذت الحيز المهم ولا تزال حاضرة في الأبجديات السياسية والأنشطة والفعاليات ومنها مؤتمر الحوار الوطني.
مشيرا إلى أن الوحدة مثلت حلما يمنيا مشتركا وهو واحد من أهداف الثورتين وأننا أمام تحديات كبيرة تتمثل في انقلاب الحوثي وحربه وغياب الوعي الكلي وتشظي المشهد وهذا أدى لانقسام كبير.