جَسَّدت أهداف ومبادئ واحدية الثورة اليمنية .. الوحدة اليمنية .. الضامن الوحيد لسلام البلاد والمنطقة والعالم
انطلقت الاحتفالات بهذه المناسبة في جميع المناطق اليمنية، باعتبار ذلك اليوم الأغلى على نفوسهم لتجسيده قيام كيانهم اليمني الكبير "الجمهورية اليمنية".
ويحتفي اليمنيون، بالذكرى الـ 34 للعيد الوطني للجمهورية اليمنية 22 مايو، هذا العام على وقع استمرار الجهود الوطنية على المستويين الرسمي والشعبي والتحركات الإقليمية والدولية والأممية لإنقاذ البلاد من انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية، وإنهاء الحرب التي أشعلتها تلك المليشيات المدعومة من إيران، وتحقيق السلام الدائم والشامل.
ضمان لسلام اليمن والمنطقة والعالم
ويرى العديد من المراقبين أن بقاء الوحدة اليمنية راسخة في نفوس اليمنيين، يُعد الضامن الوحيد لإحلال السلام ليس في اليمن فقط وإنما في المنطقة والعالم، إذا ما نظرنا إلى ما تمارسه مليشيات إيران من إرهاب بشنها هجمات ضد سفن الملاحة والشحن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
حيث تحل هذه المناسبة هذا العام، والبلاد تعيش تحديات جمة في مختلف مجالات الحياة، وتفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين، بسبب دخول حرب مليشيات الحوثي عامها العاشر، حيث أمعنت تلك المليشيات في تعقيد الأوضاع العامة في البلاد، وتعميق المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب، من خلال تصعيد حربها الاقتصادية ضد اليمن واليمنيين هروباً من استحقاقات السلام، علاوة على التمادي في الممارسات المزعزعة للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي باستهداف خطوط الملاحة العالمية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، تحت ذريعة التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه للشهر السادس على التوالي حرب إبادة إسرائيلية وحشية في قطاع غزة.
عظمة مايو في ظل الصراعات
لم يكن شعبنا اليمني أكثر إدراكاً لعظمة وقيمة العيد الوطني للجمهورية اليمنية 22 مايو، ولأهمية ما حققته من إنجاز وتحول نوعي تاريخي، بعد ٣٤ عاماً على قيامها، رغم كل ما شابها من تأمرات وصِراعات بُغية السيطرة والاستحواذ، مثلما هو عليه الحال اليوم، وهم يشاهدون النسخة الجديدة من مخلفات ذلك النظام الإمامي الكهنوتي والسلالي العنصري المتخلف تطل برأسها وممارساتها من جديد عبر مليشيات الحوثي الإرهابية.
لقد تكشفت أوراق الأماميين الجدد، وأصبحنا أمام دعوات صريحة مارست "تقيتها" لفترة، بالحق الإلهي في الحكم، و"الولاية"، وتلك الخرافات والمزاعم والممارسات التي كانت حبيسة كتب التاريخ، وتقرأها الأجيال اليمنية الجديدة بنوع من الدهشة والاستغراب بل وعدم التصديق أحيانًا، أن اليمنيين عاشوا ذلك الاستبداد وصنوفه البشعة.
وخلال السنوات الماضية، رأينا امتدادات ذلك النظام العنصري السلالي المتخلف، وهو يعود عبر المليشيات الحوثية الإرهابية، الذين يحاولون فرض ذلك النظام من جديد وبصورة أشد عنفاً وإرهاباً، من خلال القتل والتنكيل والاختطاف والتشريد وممارسة كل انتهاكات وجرائم الحرب، واعتبار أي مخالف لمشروعهم عدو يجب التخلص منه بطرق وأساليب مختلفة، وغير ذلك من مظاهر الاستبداد والانتقام والاضطهاد، بما فيها إغلاق الصحف ومنع مراسلي وسائل الاعلام الخارجية، واعتقال الصحفيين والإعلاميين بل وإصدار أحكام إعدام ضد بعضهم، وذبح حرية الرأي والتعبير، فلا صوت يعلو على صوت من يدّعون الصفويّة والحق الإلهي في حكم الآخرين واستعبادهم.
لا تهاون او تخاذل
من هنا، يتضح للقاصي والداني أن الاحتفال بيوم الثاني والعشرين من مايو، ما هو إلا تعبيراً واقعياً معاشاً، يعكس مدى الثمن الفادح الذي ينتظرنا كشعب ودولة فيما لو تهاونا أو تخاذلنا في الدفاع عن أهداف ثورتيّ سبتمبر وأكتوبر والحفاظ على الجمهورية ومكاسبها، وما يستوجبه ذلك من الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه السلالة العنصرية القبيحة، التي استعانت بالدعم الايراني، وتوهمت قدرتها على استغفال اليمنيين والجوار الخليجي والعربي، بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وخلق موطئ قدم للمشروع الفارسي التخريبي والطائفي في خاصرة الخليج.
أن الحالة اليمنية التي نعيشها اليوم، تعلمنا كيف سيكون الخطر داهمًا على الجميع في حال تم ترك بلد عربي عرضة للمؤامرات والتدخلات الخارجية التي تستغل جماعات طائفية في إلحاق الضرر البالغ به وبالمنطقة والعالم، لذا يجب على الجميع في اليمن ومحيطه العربي الوقوف في وجه تلك الأخطار وعدم إخضاع قضايانا المصيرية لحسابات آنية، والدخول بصفقات مرحلية مع الخصوم، فإن الخطر سيداهم بلداننا واحداً تلو أخر، وأنه ليس أمام البلدان العربية من خيار لمجابهة تحدياتها المشتركة، إلا بالتصدي لمشروع استهداف الدولة العربية الوطنية، وردع التدخلات الإيرانية في شؤوننا الداخلية عبر مليشياتها العميلة".
لا يرهبنا ما يجري
ورغم ما تمر به البلاد من معاناة نتيجة الفوضى التي خلفتها احداث 2011، وانقلاب 2014، إلا ان اليمنيين برهنوا للعالم بأنه لا يرهبهم فيما يتعلق بوحدتهم الوطنية، الدعوات والنزعات والإجراءات التي تمارسها بعض الكيانات في محاولة منها احداث شرخ في جسد الامة والنسيج الاجتماعي اليمني، فجميع تلك المحاولات فشلت وستفشل امام محبة اليمنيين ليمنهم الكبير ووحدة ترابه، ورفضهم التشرذم والانقسامات وحروب وفوضى العبثية.
وتؤكد الشواهد اليمنية على مدى عشر أعوام من الحرب، وسبقتها أربعة أعوام من الفوضى والمؤامرات، بأنهم مصرين على حماية دولتهم وجمهوريتهم ووحدتهم باعتبارها السبيل الوحيد لحفظ كرامة أمتنا وشعبنا وحق أجيالنا المستقبلية.
فتهديد الوحدة، يعني أن لا يكون هناك دولة شمال ودولة جنوب ولا اربع دول في الشرق والغرب والجنوب والشمال ، ولا عشرين إمارة ، بل ستكون مئات الدويلات المتمرسة خلف المناطقية والمذهبية والمرتهنة للخارج.
أثبت التأريخ أن الحكم الشوروي الديمقراطي هو المناسب لفهم طبيعة اليمنيين واحتياجاتهم، أما القوة ففي اليمن لا تأثير لها إلا نادرًا ، فالديموغرافيا والجيولوجيا تلعب في حروب اليمنيين أكثر من السلاح.
ونقول لليمنيين "استعيدوا دولتكم وأمنوا حاجة أمتكم ومن يطلب هدفًا سياسيًا فالشعب أمامه يطلبه منه سواء بانفصال او وصول لحكم أو دولة جديدة ، فالشعب مالك القرار وسيده لا القوة ولا الخارج حاسم في حروب اليمنيين".
لا يمكن للفوضى خلق مشروع وطني.
وبهذه المناسبة الغالية على كل يمني، يجب ان نُعرج على ما عاشته البلاد خلال عمر الوحدة المباركة، والتي أنجبت جيلين من أبناء اليمن جيل عايش مرحلة التشطير بما لها وعليها، وجيل نشأ في عهد الوحدة بما له وعليه، وصولًا لحاضرنا الذي ارتفع فيه النَفَس الطائفي والمناطقي، وأُسقط الوطن في مستنقع الفوضى وغياب الدولة لتتعزز القناعة بإن كل المشاريع التي تسوق لتكون بديلًا عن الوحدة والجمهورية بما فيها من استرجاع لكل مساوئ الماضي والحاضر لا يمكنها خلق مشروع يحفظ لليمني حقه ومستقبله وكرامته، كما حفظته الوحدة وزعيمها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح.
لقد كان يوم 22 من مايو 90، لحظة تحوُّل مفصلية في مسار العمل الوطني اليمني، ومثل تتويجًا رائعًا لعقود طويلة من النضال الوطني وترسيخًا لقيم الحركة الوطنية الموغلة في التاريخ، وإيمانًا بقيم ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، وتحقيقًا لحلم الملايين من أبناء اليمن، في بناء وطن حر، ومستقبل آمن.
ولهذه المبادئ والقيم والحلم التاريخي، يتوجب علينا ونحن نحتفل بهذه الذكرى الخالدة، ان نعمل على تحصينها من تلك الجماعات المستمرة في ممارسة كل أشكال القمع ضد شعبنا وعلى رأسهم مليشيات الحوثي، التي تواصل ممارسة القتل والنهب والقمع ومصادرة الحقوق والحريات، فوق أنهم يستدعون أساطيل القوى الدولية بممارساتهم الصبيانية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن حتى طوقت بوارج العالم سواحلنا، فزادت بذلك من معاناة شعبنا، وضاعفت من مخاطر تحيق ببلدنا وأمعنت في مأساته التي كانوا ولازالوا سببها.
وبهذه المناسبة سنظل نؤكد ونحث الجميع للعمل المخلص والمثابرة لاستعادة الدولة والقضاء على الانقلاب الحوثي، سلمًا أو حربًا، حتى يتم تحصين البلاد وحماية البلاد من أي كوارث ومخاطر تهدد كيانه ونسيجه الاجتماعي، فشعبنا رغم وسائل القمع الوحشية سوف ينتصر على هذه الشرذمة الإمامية الكهنوتية المتخلفة كما انتصر على دعاتها وكهنتها سابقًا. لقد أسس شعبنا حاضره السياسي الموحد بإرادة جمعية واعية، وهو اليوم ينتظر قيادته المؤهلة للدفاع عن خياراته التاريخية في الحرية والتقدم وتجاوز الأزمة.