Image

في ذكرها الـ 34 .. أهمية استعادة الدولة في الحفاظ على الوحدة

تؤكد جميع الوقائع والأحداث التي تشهدها البلاد منذ فوضى 2011، وما تلاها من انقلاب لمليشيات الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران"، وتدمير مؤسسات الدولة ونهبها ومحاولة إسقاطها لصالح اجندة ومؤامرة خارجية، تؤكد بأن البلاد تتجه نحو التشظي والتقسيم ليس إلى دولتين كما كانت قبل 22 مايو 1990، وانما إلى دويلات ومكونات صغيرة.
وكان الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، حذّر في إحدى خطاباته أبان الفوضى التي قادتها احزاب اللقاء المشترك بمشاركة الأماميين الجدد مليشيات الحوثي الإرهابية، وبدعم من أطراف إقليمية، حذّر من أن سقوط النظام الذي كانت تلك المكونات تنادي بسقوطه في اطار ما سمي بالربيع العربي حينها، بأن سقوط النظام سيؤدي إلى سقوط الوحدة وتشرذم اليمن وصوملته.

الاستهداف الخارجي للوحدة
شَكَّلت مؤامرة فوضى 2011 في البلاد، اكبر تهديد للوحدة اليمنية والنسيج الاجتماعي باعتبارها مؤامرة خارجية استهدفت اليمن ونظام الحكم فيه، القائم على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والذي اعتبر تهديدًا لكيانات وأنظمة حكم رجعية، حرمت شعوبها من التعبير عن آرائهم في اختيار من يحكمهم فضلًا عن حرمان النساء من المشاركة في الحكم والوظيفة العامة، الأمر الذي جعل من تلك الانظمة ترى في نظام الحكم الديمقراطية الذي نشأ مع الوحدة اليمنية يهدد كياناتهم المتسلطة، فحاكت المؤامرات ضده.
ووفقًا للوقائع التي تلت فوضى 2011، فإن مؤامرة الخارج حينها ارتكزت على استراتيجيات الفوضى واسقاط النظام وتقسيم البلاد، تنفيذًا لرؤية غربية تم الترويج لها تعتمد على الفوضى الخلاقة وإعادة تقسيم المنطقة بما يتناسب مع مشاريعها، عبر مشروع "سايكس بيكو جديد".
فالواقع الحالي يؤكد بأن تلك الاستراتيجية كانت فعلًا مرسومة ويتم العمل على تحقيقيها والتي تتجسد في صورة دعم وتأييد أنشاء مكونات جديدة في حضرموت، وعدن، والمهرة والساحل الغربي، ومأرب وتعز، وفوق ذلك كله دعم بقاء المشروع الفارسي في شمال البلاد ممثلًا بمليشيات الحوثي الارهابية "وكلاء ايران" وذراعها في اليمن والمنطقة.

دور وكلاء ايران في تهديد الوحدة
تُشكل مليشيات الحوثي "وكلاء ايران" أكبر تهديد للوحدة اليمنية والنسيج الاجتماعي اليمني، من خلال ما تمارسه تلك الجماعة من اعمال طائفية ومحاولة تكريس أفكارها الإرهابية والمذهبية في نفوس الأجيال وسكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يعد تهديدًا حقيقيًا ووجوديًا ليس للوحدة بل وللهوية اليمنية، لصالح الهيمنة الخمينية الفارسية.
ومن خلال تتبع ما أقدمت عليه تلك المليشيات الإيرانية من إجراءات أحادية منذ استشهاد الرئيس الزعيم علي عبدالله صالح نهاية العام 2017، سنجد أن الحوثيين عمدوا على تكريس التشطير والتقسيم في اطار الجغرافيا اليمنية والنسيج الاجتماعي، من خلال قطع الطرقات، ومنع التعامل مع مناطق على حساب أخرى، وفصل العملة الوطنية "الريال"، وفرض جمارك وضرائب على السلع القادمة إلى مناطق سيطرتها من المدن اليمنية الأخرى، وتغيير المناهج الدراسية، واستمرار حروبها العبثية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وتنفيذ مخططات ايران بالمياه الاقليمية اليمنية، كلها عوامل تساعد على تكريس التقسيم والتجزئة وتهدد بشكل مباشر وغير مباشر النسيج الاجتماعي اليمني ووحدة ترابه الخالدة.
لقد شَكَّل الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، حصنًا منيعًا لبقاء النظام ومؤسساته، باعتباره النسق الأول لبقاء الوحدة اليمنية، ووحدة الانسان اليمني، الامر الذي اعتبر بأنه عائق امام استكمال تنفيذ المؤامرة الخارجية التي تقودها مليشيات الحوثي وأدوات فوضى 2011، فسعت إلى التخلص منه بشتى الطرق، فافتعلت أزمة المناهج والسيطرة على مؤسسات الدولة ونهبها، الامر الذي دفع الشهيد الصالح لاعلان انتفاضة ديسمبر لمواجهة تلك الاعمال التي تهدد كيان الدولة والنظام الجمهوري والوحدة اليمنية، لكنه واجه خيانة داخلية ومؤامرة خارجية، فقدم روحه ودمه من أجل الحفاظ على الوحدة وأهداف الثورة والنظام الجمهوري.

دور الأدوات العميلة 
ومن أبرز المكونات الغير وطنية التي تهدد نسيج اليمن الاجتماعي ووحدته المصيرية، تمترس بعض القوى الرجعية المتخلفة وأحزاب العهد القديم مثل جماعة الاخوان المسلمين ذراع اليمن، المتمثل بحزب الاصلاح، والتنظيمات الارهابية التي تدور في فلكها، والتي تربطها علاقة تخادم مع مليشيات الحوثي وايران على وجه التحديد، تمترسها وراء مشاريعها التي تجسدت في استهداف النظام والدولة ومؤسساته، ومحاولة استئثارها لنفسها بالثروة والسلطة دون اشراك اليمنيين، والذي قاد إلى ظهور مشاريع محلية واقليمية مناوئه لها ولأجندتها واتخاذها سببا للمطالبة بالتجزئة والانفصال والتشرذم، على حساب الوحدة اليمنية والنسيج الاجتماعي.
تلك الادوات فشلت خلال عقد ونيف من الزمن في السيطرة على الاوضاع وتحقيق ولو جزء من تطلعات اليمنيين بالعودة إلى الاستقرار والحياة الكريمة التي فقدوها نتيجة الفوضى، بل وعملت تلك الادوات التي تم اختيارها من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، لتكون في واجهة الحكم، لصالح تنفيذ اجندتها وأجندة الدول والتنظيمات الارهابية التي تنتمي اليها والتي لا تؤمن في وحدة التراب والارض والانسان، بل بالمصالح الذاتية التي تخدم اهدافها ومشاريعها.

حماية الوحدة تبدأ من ..
اليوم ونحن نقف أمام ذكرى الوحدة اليمنية المباركة الـ 34، تتجسد فينا كيمنيين روح المقاومة والتضحية التي خطها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح في انتفاضة ديسمبر، من اجل استعادة الدولة للحافظ على الوحدة والنسيج الاجتماعي من التمزق إلى كيانات ودويلات وكنتونات صغيرة.
فالواقع الذي تعيشه البلاد من تردي في جميع المجالات والتدهور المعيشي والتراجع التنموي والاقتصادي، وانهيار العملة، وارتفاع الاسعار وغياب الخدمات، وتوقف تصدير النفط والغاز، وانتشار الفساد في البر والبحر، واستمرار حروب الحوثي الايرانية الداخلية وتجاه الملاحة الدولية في المياه الاقليمية اليمنية، والتي تلقي بضلالها القاتمة على حياة اليمنيين وتهدد بتشرذم البلاد، يتوجب علينا جميعًا الوقوف في وجه تلك الجماعة من اجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب واستعادة المكاسب الوطنية التي في طلعتها الحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري، وتحقيق أهداف ومبادئ الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر ونوفمبر.
وما يتطلب من اليمنيين العمل عليه خلال الفترة المقبلة، رفض جميع المشاريع الصغيرة التي تسعى لتأسيس واقع يمني مخالف لتطلعاتهم وتصب في مصلحة التجزئة والتشرذم، وتحقيق مصالح الغير على حساب المصالح الوطنية، وقبل ذلك كله الكفاح المسلح ضد مليشيات الحوثي الايرانية وانهاء انقلابها، وهدم خططها الفكرية والثقافية الطائفية والمذهبية والارهابية فوق راسها، وتحصين البلاد من التدخلات الايرانية ذات الفكر الدموي والطابع الإرهابي.