مع اشتداد الخناق الدولي والمحلي للحوثيين .. تنظيم القاعدة .. ورقة إيران الرابحة لإنقاذ وكلائها في اليمن
تتكشف العلاقة بين إيران والتنظيمات الارهابية الدولية يومًا بعد يوم، خاصة فيما يتعلق بتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي توفر له إيران الملاذ الآمن لقيادته العليا، فضلًا عن توفير العتاد والمال والأمور اللوجستية الأخرى.
ومن خلال تلك العلاقة تبني إيران علاقة ترابط بين وكلائها في المنطقة وفروع التنظيمات الإرهابية خاصة "القاعدة وداعش" كما هو الحال في اليمن.
ومع اشتداد الأوضاع على عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران" في اليمن، وتصاعد السخط والرفض الشعبي الداخلي للجماعة، بالتزامن مع الاستعدادات والترتيبات العسكرية إقليميًا ودوليًا ومحليًا لخوض معركة فاصلة ضد الجماعة في مناطق سيطرتها على وقع استمرار الهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعة وإيران من خلفها على الملاحة الدولية في المنطقة، بدأت إيران التلويح بورقة تنظيم القاعدة لتخفيف تلك الضغوط على الحوثيين.
تعاون إرهابي وثيق
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية، إن ثمة تعاونًا وثيقًا بين الحوثيين"وكلاء إيران" ، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، ما يثير مخاوف من تصاعد العنف وتفاقم الأزمة في هذا البلد.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن المتمردين الحوثيين "وكلاء إيران" يقدمون الأسلحة لأعدائهم السابقين في القاعدة، ويقومون بتبادل الأسرى معهم.
وأضافت الصحيفة: "يقال إن الحوثيين يساعدون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال منحهم طائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن".
وأشارت إلى أنه "على الرغم من الاختلاف العقائدي للجماعتين، حيث إن الحوثيين (شيعة)، وتنظيم القاعدة من (السنة)، يبدو أنهما ينسقان لشن هجمات على المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
ارتفاع مستوى التعاون
وقالت الصحيفة، إنه "على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة للشراكة غير المحتملة بين تنظيم القاعدة والحوثيين لا تزال غير واضحة، بما في ذلك مدى ارتفاع مستوى التعاون، إلا أن هناك أدلة واضحة على ذلك".
وأضافت: “جاء أهم الأدلة في مايو 2023، عندما نفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبع هجمات بطائرات بدون طيار على قوات حكومية في شبوة جنوب شرق البلاد.
وأردفت الصحيفة: "يقال إن الطائرات بدون طيار حصل عليها أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من زعيم القاعدة الراحل لأسباب غير معروفة خالد باطرفي الذي حافظ على علاقة وثيقة مع الحوثيين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "على الأرض، يقول السكان المحليون إن القاعدة والحوثيين لم يعودا ينخرطان في مناوشات مع بعضهما البعض".
وقال "فرناند كارفاخال"، الذي عمل سابقًا في لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي المعنية باليمن إنه: "من الواضح أن هناك مصالح مشتركة بين المجموعتين وسط الحرب الأهلية التي طال أمدها".
وأضاف: "يهدف الحوثيون إلى السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، في حين يواصل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استهداف إنشاء ملاذ آمن في البلاد".
وقال مواطن محلي للصحيفة: "يدير مقاتلو القاعدة نقاط تفتيش على الطريق الذي يربط شبوة بمحافظة البيضاء ويحمل علمهم. وعلى بعد بضعة كيلومترات على نفس الطريق، يدير الحوثيون نقاط تفتيش حاملين علمهم".
هجمات البحر .. فرصة ذهبية
وقال رئيس مركز سوث24 للأخبار والدراسات إياد قاسم للتلغراف: "إن انخراط الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية في النزاع البحري بالقرب من شواطئ اليمن يمثل فرصة ذهبية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وأضاف أن التنظيم قد يبدأ بتوسيع عملياته المسلحة و"الاستفادة من حاجة الحوثيين لمواجهة الضغوط الغربية تحت شعار مواجهة إسرائيل". مضيفًا: "إذا استمر الضغط على الحوثيين، فقد يلجأ تنظيم القاعدة إلى تنفيذ عمليات في المياه الدولية أو استخدام نفس التكتيكات التي استخدمها في هجماته السابقة عبر الحدود".
خطر جديد وتوترات إقليمية
يبدو أن نشاط التنظيم قد تضاءل في السنوات الأخيرة، لكن الخبراء يقولون إن تعاونه الواضح مع جماعة إرهابية تدعمها طهران يخاطر بخلق تهديدات جديدة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط بالفعل توترات متصاعدة بشأن الحرب في غزة.
وقال مصدر عسكري يمني، إن توفير الطائرات بدون طيار هو مجرد قمة جبل الجليد الذي يغطي العلاقة بين القاعدة والحوثيين برعاية واشراف ايراني متكامل.
وتابع المصدر: "الحوثيون قدموا للقاعدة الدعم اللوجستي، بما في ذلك الصواريخ الحرارية والطائرات بدون طيار ومعدات الاستطلاع".
وقبل بضعة أشهر فقط، تبادلت المجموعتان الأسرى، حيث أطلق الحوثيون سراح الجهاديين القعقاع البيهاني وموحد البيضاني مقابل اثنين من مقاتليهم..
كما تدير الجماعتان نقاط تفتيش على طرق دولية بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظتي مأرب وشبوة، فهم يعيشون في وئام ولا يتصادمون ابدا، وكل مجموعة ترفع رايتها، مما يشير بوضوح إلى التعاون المتزايد بين المجموعتين".
ترابط إيران بالقاعدة
يقول الدكتور جاسم محمد مدير المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب في تصريحات صحفية، إن قادة القاعدة من الخط الاول وعائلاتهم موجودين في إيران واليمن، والقاعدة لديها علاقات واسعة وقوية مع النظام الإيراني، وبدون شك إيران تفرض شروطها وأجندتها على القاعدة بسبب وجود عائلات وزعامات قيادات التنظيم في أراضيها لذا لابد من أن يتأثر التنظيم بالأجندة الإيرانية.