
"الضبط المروري" .. هراوة حوثية لسلخ السائقين
شكا عدد من سائقي الباصات في العاصمة المختطفة صنعاء تعرضهم للابتزاز وفرض الجبايات من قبل عناصر مرورية مسلحة بصحبتها عربات عسكرية مكتوب عليها عبارة "الضبط المروري" والتابعة لعصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء إيران"، رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن في مناطق سيطرة الحوثي.
أحمد الحيمي سائق باص "بلوكة" خط الحصبة -الجامعة يقول لـ "المنتصف": "إنه لم يسلم يومًا من عمليات "الابتزاز المروري" التي تمارسها عصابة الحوثي بحقه تحت ذرائع متعددة".
ويضيف الحيمي: أن "مهنة سائق الباص أضحت من أتعب المهن وأفلسها، نتيجة الأزمات النفسية التي نتعرض لها يومياً من تهبش ما سماهم ب"الضبط المروري" إلى جانب السباق والصراع بين السائقين على الراكب وملء الباص".
وتابع: "لكن هذا الصراع من اجل كسب الرزق يتبدد حالما تقف في احدى النقاط المرورية حيث تنهال علينا عنتريات بعض رجال المرور من أجل الحصول على رشوة مالية مقابل عدم تسجيل مخالفة مزاجية ومختلقة ".
ترهيب وابتزاز السائقين
وبهدف ترهيب السائقين وابتزازهم، تنتشر في معظم شوارع صنعاء عناصر مسلحة وتضع أصابعهم على زناد سلاح مفتوح الأمان، فإن وجوه هذه العناصر مغطاة بالكامل، ولا يظهر منها شيء، بحيث يصعب التعرف على هويتها.
ويعاني سائقو المركبات بشكل عام من مزاجية "رجال المرور"، حيث يتعاملون معهم بطريقة غير لائقة وغير محترمة، ويعتبر هذا السلوك غير الأخلاقي مشكلة كبيرة تؤثر على سلامة الطرق ويؤدي إلى زيادة حوادث المرور.
وكان سائق باص يدعى "مازن الحممي" قد تعرض العام الماضي لحادث مروري في منطقة في منطقة (بيت بوس) جنوب العاصمة صنعاء، إثر ملاحقة غير قانونية من أفراد المرور التابعين لعصابة الحوثي ما تسبب بوفاة شقيقته الطفلة (7 أعوام) التي كانت بجواره.
من جانبه، يقول مختار محمد سيف سائق سيارة اجرة في صنعاء لـ "المنتصف نت" ، إنه تعرض في إحدى المرات للاحتجاز من قبل دورية لـ"الضبط المروري" التابعة لعصابة الحوثي بدون أي سبب كون لوحة السيارة التي يقودها مخدوشة.
وأضاف مختار: "ان الدورية الحوثية طالبته بأن يطلع معهم بسيارته الى حوش المرور والذي يقع جوار مسجد الصالح بميدان السبعين بصنعاء، فرض وعرض على المليشيا خمسة الف ريال مقابل ان يتركوا سبيله، لكنهم رفضوا.
وأوضح سيف انه طلع بسيارة مع الدورية الحوثية الى جور المرور جوار مسجد الصالح، مؤكدا انه تم احتجاز سيارة لمدة أسبوع ولم يخرجها إلا بعد ان دفع 15 الف ريال لعصابة الحوثي مقابل اطلاق سيارته.
مساومة الحوثيين للسائقين
"سامي علي قائد" ( 20 عامًا) يعمل سائق باص صغير في العاصمة صنعاء بدوره حكى للمنتصف عن موقف حدث له مع أحد عناصر ما يسمى "الضبط المروري".
يقول سامي إن عنصر من "الضبط المروي" التابع لعصابة الحوثي والذي كان يغطي وجهه وأصبعه على زناد الكلاشنكوف الذي كان بيده، ضبط باصه في جولة الرويشان بصنعاء بحجة تجاوزه لاشارة المرور.، مشيرًا ان العنصر الحوثي قام يساومه بان يدفع خمسة الف ريال او يطلع حوش المرور ويدفع 15 ريال مخالفة قطع الإشارة التي لم يقم بقطعها.
وأوضح سامي ان ردا ساخرا على العنصر الحوثي المثلم بالقول :"حق ايش ادفع خمسة الف؟ ادفع خمسة الف حق الفتاشة (مهر يدفه الزوج كصداق لزوجته ليلة الدخلة مقابل فتح الثمام على وجهها)؟ ، ولفت إلى ان العنصر الحوثي اشتط غاضبا من كلمة "حق الفتاشة" وحاول ان يعتدي عليه بالضرب لولا تدخل بعض المواطنين.
وأكد سامي ان لم يفلت من العنصر الحوثي، إلا بعد ان دفع له 15 الف ريال بعد ان قام باستلافها من أحد اصدقاءه .
جبايات على أصحاب الباصات
يشار إلى أن عصابة الحوثي كانت قد فرضت على ملاك باصات الأجرة، جبايات تقدر بستة آلاف ريال شهريا، من خلال الزامهم بدفع مبالغ مالية قدرها 300 ريال يوميا.
يذكر ان عصابة الحوثي قامت بتسريح عدد من موظفي المرور واستبدالهم بعناصر من "الضبط المروري" الجهاز الذي انشأته المليشيا مؤخرا، لا سيما بعد أن قامت باحلال موظفين تابعين لها بآخرين جدد في الكثير من المؤسسات الحكومية، وقبله كانت قد عمدت إلى تغيير الكوادر التعليمية في كثير من المدارس الحكومية واستبدالها باخرين ليس لديهم أي خبرات معرفية أو مهارات تعليمية وأكاديمية مسبقة.