Image

الأمم المتحدة تندد بالتدمير المتعمد للمعدات الطبية في غزة

نددت الأمم المتحدة اليوم الجمعة بالتدمير المتعمد للمعدات الطبية المعقدة التي يصعب الحصول عليها في المستشفيات وأقسام الولادة التي ترزح تحت ضغوط هائلة في غزة، مما يزيد الأخطار التي تواجهها النساء اللاتي يلدن في "ظروف غير إنسانية ولا يمكن تصورها"، بينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" أن الحصيلة في قطاع غزة تخطت اليوم الجمعة 34 ألف قتيل منذ بدء الحرب بين إسرائيل والحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.وأعلنت الوزارة في بيان سقوط ما لا يقل عن 42 قتيلاً خلال 24 ساعة، مما يرفع الحصيلة إلى 34012 قتيلاً، مشيرة إلى أن عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 76833 جريحاً جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر."في حالة خراب"من جهته قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في دولة فلسطين دومينيك ألين إن البعثات الأخيرة التي قادتها الأمم المتحدة إلى 10 مستشفيات في غزة وجدت أن كثيراً منها "في حالة خراب"، ولم يعد سوى عدد قليل منها قادراً على تقديم أي مستوى من الرعاية الصحية للأمهات.وقال إن ما عثرت عليه الفرق في مجمع مستشفى ناصر الطبي الذي حاصرته القوات الإسرائيلية لفترة طويلة خلال عملياتها في مدينة خان يونس الجنوبية، "يفطر قلبي".وفي حديثه للصحافيين في جنيف عبر الفيديو من القدس، قال ألين إنه رأى "معدات طبية تم تحطيمها عمداً، وكابلات أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وقد تم قصها - وأنتم تعرفون مدى أهميتها للمساعدة في ضمان ولادة آمنة". وأضاف "لقد تم تحطيم شاشات المعدات الطبية المعقدة، مثل أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وغيرها من الشاشات".وشرحت منظمة الصحة العالمية مدى صعوبة إدخال مثل هذه المعدات إلى غزة حتى قبل اندلاع الحرب.وشدد ألين على أن هذا "التدمير المتعمد والغاشم لقسم الولادة"، إلى جانب الأضرار الأخرى، وقطع الماء والكهرباء وتدمير شبكة الصرف الصحي، تعقد الجهود الرامية إلى إعادة تشغيل ما كان في السابق ثاني أهم مستشفى في القطاع المحاصر "لتوفير شريان حياة".غرف الولادةوفي الوقت نفسه قال إنه في مستشفى الخير التخصصي للولادة في خان يونس، "لا يبدو أن هناك أي معدات طبية تعمل"، معرباً عن أسفه أمام الصمت المخيم على غرف الولادة التي في حين أنها "يجب أن تكون مكاناً يهب الحياة فإنها توحي بشعور غريب بالموت".ولا تعمل حالياً سوى 10 مستشفيات من أصل 36 في غزة، وبشكل جزئي.وقال ألين إن ثلاثة فقط منها يمكنها تقديم المساعدة لنحو 180 امرأة يلدن في مختلف أنحاء غزة كل يوم ويعاني نحو 15 في المئة منهن مضاعفات تتطلب رعاية متخصصة.ومن ثم فإن المستشفيات التي يمكنها تقديم مثل هذه الرعاية عاجزة عن ذلك، وأضاف أن "المستشفى الإماراتي في الجنوب، وهو مستشفى الولادة الرئيس في غزة حالياً، ييسر على سبيل المثال نحو 60 ولادة يومياً، بما في ذلك 12 عملية قيصرية".ونظراً إلى الضغط الكبير الذي يواجهه، يضطر إلى إخراج النساء بعد ساعات فقط من الولادة، "وبعد الولادة القيصرية، يخرجن بعد أقل من يوم واحد"، على حد قول ألين، الذي شدد على أن "هذا يزيد من الأخطار" على صحتهن وصحة مواليدهن.أخطار وإجراءات معقدةوتابع أنه من الواضح أن هناك أخطاراً في الإجراءات المعقدة على صلة "بسوء التغذية والجفاف والخوف، مما يؤثر في قدرة المرأة الحامل على الولادة بأمان وحمل طفلها إلى فترة الحمل الكاملة بأمان".وأبلغ طبيب في المستشفى الإماراتي ألين بأنه "لم يعد يرى أطفالاً يولدون بحجم طبيعي". وأضاف ألين أنه في ظل النظام الصحي "المصاب بشلل تام" في غزة، فإن صندوق الأمم المتحدة للسكان "يشعر بقلق عميق في شأن القدرة على توفير الرعاية بعد الولادة".وقال إن الوكالة تنشر القابلات ومعدات القبالة في المراكز الموقتة التي تنشأ في المدارس للمساعدة في سد النقص.

اجتياح رفحمن جهة أخرى، عبر مسؤولون أميركيون كبار أمس الخميس عن مخاوفهم لنظرائهم الإسرائيليين إزاء خطط تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما بحث الطرفان خلال اجتماع عبر الإنترنت هجوم إيران بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل.

وقال البيت الأبيض إن ممثلين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافقوا "على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار" في أي تحرك عسكري في رفح، وذلك وسط تزايد القلق من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط.

وحث الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على عدم شن هجوم واسع النطاق في رفح لتجنب سقوط مزيد من القتلى بين المدنيين الفلسطينيين في غزة حيث تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن ما يزيد على 33 ألف شخص قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، التي تقول إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وجاءت المحادثات كمتابعة لاجتماع مماثل عقد في الأول من أبريل (نيسان). وذكرت مصادر مطلعة أن تلك الجلسة انتهت بتصاعد التوترات وظهور تباين كبير في مواقف الطرفين.

وأفادت تقارير بأن مسؤولين أميركيين أبلغوا الإسرائيليين خلال الاجتماع الأول بأن خطط إسرائيل في شأن رفح غير كافية للإجلاء وحماية أكثر من مليون مدني فلسطيني يحتمون بالمدينة الوحيدة في القطاع التي لم تجتحها القوات الإسرائيلية.

وورد في بيان للبيت الأبيض حول اجتماع الخميس أن رفح وإيران كانتا موضع تركيز المحادثات.

وأضاف البيان "اتفق الطرفان على هدف مشترك هو هزيمة حماس في رفح. وعبر المشاركون الأميركيون عن مخاوف إزاء مسارات العمل المختلفة في رفح".

وذكر البيان أن الطرفين اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات على مستوى الخبراء وعقد اجتماع آخر قريباً.

وقال البيت الأبيض إن المحادثات بدأت في صيغة مجموعة صغيرة "لبحث هجوم إيران والجهود الجماعية لتعزيز دفاع إسرائيل بقدرات متطورة، إضافة إلى التعاون مع تحالف واسع من الشركاء العسكريين".

جاء الاجتماع في وقت تهدد إسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية رداً على هجوم واسع شنته عليها طهران مطلع الأسبوع الجاري باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية.

وجاء هجوم إيران، وهو الأول على الإطلاق لها على أراض إسرائيلية، رداً على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل.

واعترضت إسرائيل وحلفاؤها أغلب الصواريخ والطائرات المسيرة ولم يسقط أي قتلى، لكن إسرائيل ترى أنه يتعين عليها الرد للحفاظ على قدرتها على الردع.

ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعد على طلب للتعليق على اجتماع الخميس.

وذكر مسؤول إسرائيلي قبل الاجتماع أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ترأسا الوفد الإسرائيلي في المحادثات عبر الإنترنت.

وقال المسؤول إن الموضوعات التي سيتم تناولها ستشمل "تخطيط العمليات والجانب الإنساني في رفح"، وأضاف أن إجراء محادثات مباشرة حول رفح تأجل في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وفي رام الله، دعت السلطة الفلسطينية إدارة بايدن إلى "التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا الفلسطيني".