Image

‏من يجرؤ على الضمّ ؟

لم تعد الأكف تضم بعضها في الصلاة، 
كما هي مِلة اليمانيين في المناطق الموصوفة بأعالي اليمن، أرسل الجميع أياديهم في الصلاة قسرًا إتباعًا لسُنة ابتدعها الإرهابيون القابضون على عنق صنعاء الحبيبة، وبات الضم تهمة عاجلة لأولئك الذين يلتزمون أداء الصلوات، والسجن لمن يصلي القيام أو التراويح في مساجد الله.

هذه وحشية ميليشيا الحوثي الإرهابية، وصورتها الحقيقية، ومذهبيتها الفجّة، وسوءتها التي تشوه وجه التاريخ.

يصطفون هكذا بلا خشوع، كأنهم بإنتظار  "زامل" !،  لا تدرك هل يصلون، أم يحدّقون في الفراغ، أم يشاهدون فيلمًا سينمائيًا، ويُسمّون هذه حياة، وليسوا سوى عصابة مناطقية جاءت من أقصى الشمال اليمني حاملة معها موروثًا عنصريًا دفع بعشرات الآلآف من حامليّ هوية ما يُسمى آل البيت إلى الفناء والتحلل في أقاصي الجبال والشِعاب وعلى بطون الأودية، دون أن يدركوا شيئًا مما يحدث.. كانت رصاصات المقاومة في مواجهة زحف هؤلاء الذين لا يصلون كما ينبغي، ولا يخشعون.

تراهم هكذا، وتشعر أنهم يمضغون اللبان في مسابقة تحدي، مستهزئين بكل شيء، حتى الصلاة !، وقد تعمدوا في هذه الصورة إظهار اللون الواحد، والنمط المتشابه المنسوخ عن بعضه في شكلهم وصلاتهم ومذهبيتهم العنصرية.

قال لي قائد عسكري عظيم ذات يوم: "إذا رأيت شخصًا يُرسِل يديه في الصلاة مُدعيًا أنه مؤمن بالنظام الجمهوري، فلا تصدّقه" !

كانت ملاحظة عصيّة على الفهم حينها، وقد أظهرت هذه النمطية المقززة في مشهد صلاة عيد الإرهابيين الحوثيين صوابية ما ذهب إليه ذلك القائد العسكري اللبيب.

شخصيًا، لا أرى في هيئة الصلاة قداسة واجبة، غير أني أشعر بخشوع تام، كلما ضممت يدي إلى صدري، بالإيمان،  وبحنان يعتري خلجات الروح كأني أحتضن كلمات القرآن في داخلي بـحب وشغف شديدين.

ماذا عنكم ؟