Image

تحركات وضغوط دولية لزيادة المساعدات إلى أهالي غزة

فيما تجري تحركات مستمرة في أروقة الأمم المتحدة، لإغاثة السكان والنازحين ووقف الحرب في قطاع غزة، وسط تقارير عن تهديد قوي بحدوث مجاعة، اعترفت إسرائيل بارتكاب «أخطاء جسيمة» أدت إلى مقتل عمال الإغاثة السبعة في قصف جوي في غزة، كما أعلنت أنها ستسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المدمر، لكن الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى «نقلة نوعية».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الجمعة إن «الظروف الإنسانية المأسوية» في غزة تتطلب «نقلة نوعية في إيصال المساعدات المنقذة لحياة» المدنيين في القطاع المحاصر.

وأنه لا يمكن للأمور أن تستمر كما هي عليه. وأضاف «اصبحنا على شفا هاوية: التجويع الجماعي الشديد واندلاع حرب إقليمية وفقدان كامل للثقة في المعايير والقواعد العالمية. لقد حان الوقت للتراجع عن حافة الهاوية هذه، لإسكات دوي المدافع، لتخفيف المعاناة الرهيبة ولوقف مجاعة محتملة قبل فوات الأوان».

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أمس الجمعة، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن واحداً من كل ستة أطفال في غزة يعانون من سوء التغذية، مضيفاً:

«لا يجب انتظار حدوث مجاعة بالفعل في غزة للتحرك وتوصيل المساعدات الكافية». وتابع: «لا بديل عن الخدمات المقدمة من الأونروا في غزة، ويجب إنهاء الحرب المدمرة فوراً».

من جهته قال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد العزيز الواصل، في كلمة أمام مجلس الأمن، الجمعة، إن المجموعة العربية تدعو لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يضمن امتثال إسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة.

وأكد الواصل، أن حادثة قتل إسرائيل لموظفي الإغاثة التابعين لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» «غير مستغربة من فاعلها»، مشدداً على أن المجموعة العربية تدعو لتحقيق دولي في الحادثة. وأكد مندوب السعودية، أمام مجلس الأمن، أن إسرائيل ترتكب «إبادة جماعية» في غزة.

وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل يومياً، خصوصاً منذ مقتل سبعة من عناصر منظمة «وولد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزي العالمي)، هم فلسطيني وستة أجانب، في ضربات بطائرات مسيرة في وسط القطاع مساء الاثنين.

وقال الجيش الإسرائيلي في تقرير أمس الجمعة إنه ارتكب سلسلة من «الأخطاء الجسيمة» أبرزها في التقدير، مؤكداً أنه أراد استهداف «مسلح من حماس» اعتلى سطح إحدى شاحنات المساعدات وراح يطلق النار. وأشار أيضا إلى «انتهاك إجراءات العمليات المعيارية»، مقراً بأن المنظمة الخيرية أبلغته بمخطط سير الموكب، لكن المسار لم يكن بحوزة العسكريين المسؤولين عن توجيه الضربات.

وبحسب التقرير، تم تسريح ضابطين متورطين في هذا الخطأ الفادح. لكن «وورلد سنترال كيتشن» طالبت بتشكيل لجنة تحقيق «مستقلة»، وأضافت في بيان نشرته «بدون تغيير منهجي، سيكون هناك المزيد من الإخفاقات العسكرية والمزيد من الاعتذارات والمزيد من العائلات المكلومة».

وللمرة الأولى، أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس إمكانية ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل بإجراءات «ملموسة» في مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة. واعلن بايدن الجمعة أن إسرائيل تقوم بما طلبته الولايات المتحدة على صعيد إيصال المساعدات إلى غزة، وذلك غداة تحذير وجهه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

ورحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة بتحمل إسرائيل «كامل المسؤولية» عن مقتل عمال الإغاثة في غزة، مع تشديده على أن واشنطن ستتابع الأمر مع مسؤولين إسرائيليين في الأيام المقبلة.

إجراءات فورية

أعلن مكتب نتانياهو أمس أن مجلس الوزراء المصغر وافق على «إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين» في غزة. وستسمح إسرائيل بنقل المساعدات «مؤقتاً» عبر ميناء أسدود الواقع على بعد حوالى 40 كيلومتراً إلى الشمال من غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حانون) بين إسرائيل وشمال القطاع الفلسطيني. كما ستسمح «بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم» بين إسرائيل وجنوب القطاع.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الجمعة إن إعلان إسرائيل فتح طرق المساعدات بشكل مؤقت إلى غزة «ليس كافياً» نظراً لحجم الأزمة الإنسانية في القطاع. وكتب ميشال على منصة «إكس»: «إن الأطفال والرضع في غزة يموتون بسبب سوء التغذية. ويلزم بذل جهود كبيرة وعاجلة للكف على الفور عن استخدام الجوع أداة من أدوات الحرب في غزة».

كما قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أمس الجمعة إن قرار إسرائيل بفتح بعض الممرات الجديدة للمساعدات الإنسانية في غزة لن يكفي لمنع المجاعة في غزة.

وكتب بوريل على منصة «إكس» «بعد التنديد واسع النطاق لمقتل سبعة من موظفي الإغاثة على يد الجيش الإسرائيلي والضغوط الدولية المتزايدة، ستفتح الحكومة الإسرائيلية بعض الممرات للمساعدات الإنسانية. لا يكفي هذا لمنع المجاعة في غزة». وأضاف «يتعين تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الملزم رقم 2728 الآن».