Image

في صنعاء وبسبب حرب الحوثي .. متسولون حتى مطلع الفجر

انتشرت ظاهرة التسول بشكل كبير في العاصمة المختطفة صنعاء في مؤشر على ارتفاع نسبة الفقر نتيجة سياسة الحوثي التجويعية وانخفاض القيمة الشرائية للريال اليمني..

"المنتصف" سلطت الضوء على هذه  الظاهرة و أجرت عددًا من اللقاءات وكانت الحصيلة كالتالي:

في مواقف السيارات والجولات وعلى ابواب المطاعم وفي الطرقات ومداخل الاسواق تشاهد كمًا كبيرًا من الاطفال والنساء والشباب وكبار السن يتسولون المارة، خاصة مع قرب حلول عيد الفطر المبارك هناك من أجبره الجوع على التسول، وغيرهم اتخذها مهنة تقيه من الجوع والحرمان..


عنوان الفقر والوضع الاقتصادي
بدا معنا الحديث الأخ عبد الاله القاسمي ناشط حقوقي ، حيث قال : "التسول ظاهرة سيئة تكافحها كافة الشعوب لانها عنوان للفقر والوضع الاقتصادي للبلد الذي ينتشر فيه المتسولون مع الفارق أن في بلادنا من الصعب مكافحة التسول وذلك بسبب ما وصل إليه البلد من حالة إفقار وانعدام فرص العمل، والتي اجبرت العديد من الاسر المتعففة الخروج لتسول قوت يومها" .

وأضاف: أن "الحرب طالت ولا توجد بوادر عودة الدولة التي يقع على عاتقها توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة ومع بقاء الوضع على ماهو عليه فان التسول ظاهرة طبيعية بل قد تصل الى الجريمة واستغلال لظروف الناس. ففي صنعاء هناك من تضطر اذا ما تسولت ان تدفع بابنائها إلى جبهات الحوثي حتى تحصل على المساعدات الغذايية او راتب ضئسل لا يستمر بمجرد مقتل ابنها في محارق الموت" .


ظروف صعبة وحياة مهينة
ام محمد تقول: "خرجت اتسول بعد ان فقدت الاسرة من يعولها وضاقت عليا الحياة. لا احد ينظر الى فقرك الكل ينظر الى المال الذي تحمل .
بعد ان توفى زوجي تراكمت علينا الديون وطردنا من المنزل نتيجة عدم استطاعتنا دفع الإيجارات المتأخرة واضطريت اسكن في محل مع اربعة اطفال، جميعنا نكافح من أجل الحياة، اطفالي في الشوارع كل واحد يقوم ببيع اشياء بسيطة واني خرجت اطلب المال  حتى اخر الليل .
الله لا سامح  الذي وصلنا ووصل اليمن الى ما هي عليه اليوم من فقر ومجاعة وانعدام التكافل بين الناس".

محمد غانم يرى لن الوضع المزري الذي وصلنا اليه على مدى العشر السنوات الماضية هي ما دفعت الكثير الى امتهان التسول، فرص العمل غير متوافرة ورواتب لا تصرف ومتطلبات يومية كبيرة تقع على كاهل الاسرة وكل تلك الظروف تخرج الغير قادر على اطعام نفسه واطفاله، الى التسول حتى لا يموت من الجوع .
الفقر يدق على كل باب وهناك من كان يعيش حياة كريمة قبل حرب الحوثي على الدولة اصبح يمتهن مهنًا دنيا كالحمالة والبيع بالبسطات".

سياسة التجويع الحوثية
يرى الدكتور دضوان سلام ان ما وصل اليه الناس من فقز وعوز يعود الى الحرب وسياسة التجويع التي اتبعتها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها بهدف دفع الشباب للتحشيد في جبهاتها، اضافة الى الرواتب التي لا تُصرف وإن صُرفت فإنها لا تغطي إيجارات المنازل وهو ما يدفع البعض الى التسول كآخر الحلول.