صنعاء تتجاوز غزة في المعاناة. شواهد مرعبة من شوارع العاصمة

تؤكد جميع الشواهد التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الناشطين اليمنيين شبها يوميا، بأن العاصمة المختطفة صنعاء، والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا، تعيش أوضاعا مأساوية ومعاناة تتجاوز معاناة سكان قطاع غزة بفلسطين المحتلة، باعتبار أن تلك المناطق تضم أكثر من 20 مليون نسمة فيما لا يتجاوز سكان قطاع غزة اثنين مليون نص نسمة.


التسول والتكدس... من أجل البقاء
ومن أكبر المشاهدات التي سجلت مؤخرا في العاصمة صنعاء، مظاهر تكدس النساء المتسولات في شوارع المدينة وعلى مدار ال 24 ساعة، خاصة في شهر رمضان المبارك، فضلا عن تكسد مجاميع من النساء والرجال والأطفال أمام أبواب رجال الأعمال والخيرين للحصول على مساعدات غذائية تبقيهم على قيد الحياة.
وتشير التقديرات بأن المتسولين في صنعاء ارتفعت خلال السنوات الأخيرة إلى نسب تفوق 60 بالمائة مقارنة بما كان عليه الحال في السنوات الأولى للأزمة والفوضى التي أشعلتها مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية الأخرى في 2011.
كما تزاحمت حسابات الناشطين والحقوقيين والزائرين إلى صنعاء، بالفيديوهات التي تنقل مشاهد ومظاهر حجم التسول في شوارع صنعاء، مؤكدين أن الفقر بين سكان المدينة تجاوز 90 بالمائة، فيما العشرة بالمائة الباقية موزعة بين ثراء ورفاهية عناصر جماعة الحوثي، والتابعين لها من المتحوثين، أما البقية فقد أصبحوا فقراء أو أشد فقرا.


البحث عن السحور والفطور
ووفقا لما نقل من مشاهدات فإن معظم المتسولين والمتكدسين أمام بوابات منازل ومحالّ من يقدمون مساعدات خيرية في صنعاء، يبحثون عن حق السحور والفطور في شهر رمضان، وهي نفس الحالات التي يتم نقلها من قطاع غزة بفلسطين، بل وأشد منها مقارنة بفارق الكثافة السكانية بين الحالتين.
وتؤكد الشواهد بأن مناطق الحوثي تتجه نحو مجاعة حقيقية تحاول مليشيات الحوثي تغطيتها بشن حروب ضد الملاحة متناسية أن ذلك يزيد من حجم المشكلة ويفاقم من الأوضاع المتدهورة اقتصادي ومعيشيا.
المجاعة منتشرة كما يؤكد العديد من أبناء العاصمة صنعاء، ولكنها في إطار الأسرة المتعففة التي لم يعد بمقدورها توفير لقمة العيش، وتنتظر من يقدم لها يد المساعدة وهي منعدمة في ظل مجتمع يعيش حالة فقر متساوية، نتيجة سياسة قمع ونهب وفرض جبايات وضرائب تمارسها مليشيات الحوثي.
ويؤكد ناشطون وصحفيون بصنعاء، بأن المجاعة منتشرة، بدليل حجم انتشار النساء والأطفال الذين يفترشون أرصفة الشوارع طلبا للمساعدة، بعد أن حاصرهم الحوثيين وقطعوا عنهم كل شيء بما فيها منع تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية محليا وخارجيا.


عملة تالفة وأسواق خاوية
وفي مناطق الحوثي تواصل أسعار السلع والبضائع في الارتفاع رغم انعدام المتسوقين جراء انعدام القدرة الشرائية للسكان، وغياب مصادر الدخل على وقع منع صرف المرتبات من قبل الحوثيين ، واستحواذهم على جميع الأعمال والأنشطة التجارية.
وما بين العملة التالفة ومحاولة تعويضها بسك عملة معدنية مزورة لا تحمل مقومات الحماية لمنع تزويرها، وما بين ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطن، تتحدث مصادر محلية في صنعاء، بأن الأسواق في المدينة خاصة الملابس والمكملات شبه خاوية رغم اقترب عيد الفطر المبارك.
لقد مارست مليشيات الحوثي بحق اليمنيين سياسة تجويع ممنهجة خلال السنوات الأخيرة، بدأت بالاستحواذ على مؤسسات الدولة ومصادرة الأموال من البنوك والصناديق الاجتماعية والرياضة وغيرها، ومنع صرف مرتبات الموظفين ونهبها لصالح عناصرها، إلى الاستحواذ على النشاط التجاري والأعمال، ومنع تداول العملة الجديدة، وصولا إلى شن حرب السفن التجارية في البحر الأحمر.


انتشار العصابات المحمية
ويؤكد ناشطون اجتماعيون وحقوقيون في صنعاء، انتشار العصابات المسلحة، وعصابات الدراجات النارية، التي تمارس عملية سطو ونهب وسلب بشكل عشوائي في أحياء وشوارع المدينة، دون رادع بل وبتواطؤ من عناصر الحوثي.
وفي أحد المشاهد المتداولة على مواقع التواصل، حادثة سلب مارستها عصابة على دراجات نارية بحق نساء حصلن على مساعدات ومعونات من فاعلي خير في أحد شوارع صنعاء، حيث تم سلبهم تلك المساعدات العينية والنقدية بعد الاعتداء عليهن، في جريمة وحشية خاصة وأنها تأتي ضد نساء يبحثن عن قوات أبنائهن، وأنها حدثت في شهر رمضان المبارك.


وما بين السطو على محالّ تجارية، أو سرقتها، وسرقت كل ما يباع، في ظل انتشار مفجع للفقراء والعوز في أوساط السكان، تعيش صنعاء ومدن أخرى واقعة تحت سيطرة الحوثيين الذين من معاناة سكان المدينة بفرض مزيد من الجبايات والإتاوات المالية عليهم بحجة دعم غزة.
وفي ظل ذلك، تواصل الجماعة الإيرانية استغلال معاناة غزة في جبايات الأموال وفرض التجنيد وشن الحملات القمعية، ومنع العبادات وممارسة شعائر إيرانية الطابع، مع استمرار قمع الحريات وتقييد الحركة، ينتظر الجميع الانفجار الكبير في وجه تلك الجماعة "بثورة جياع" لا تستثني أحدا...