Image

القصف يشتد على غزة بالتوازي مع استئناف جهود «الهدنة»

استضافت مصر وفداً إسرائيلياً لإجراء جولة جديدة من المحادثات في محاولة للتوصل إلى هدنة، مترافقة مع إصرار إسرائيلي على تنفيذ عملية اجتياح بري لمدينة رفح، فيما لقي 77 فلسطينياً حتفهم خلال ضربات إسرائيلية اشتدت في أنحاء القطاع، مستهدفة ثلاثة مستشفيات، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حركة حماس «بتشديد» مواقفها في المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة في الحرب في قطاع غزة. وقال خلال مؤتمر صحافي: «في حين أظهرت إسرائيل مرونة في مواقفها خلال المفاوضات، قامت حماس بتشديد مواقفها». وأضاف: إن العملية ضد حركة حماس في رفح لن يوقفها شيء، وأن الضغط العسكري مع المرونة في المحادثات سيؤديان إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، مؤكداً إصراره على شن عملية عسكرية في رفح.

«حماس» غائبة

وقال مسؤول لرويترز أمس، إن حماس لن تحضر المحادثات في القاهرة، إذ تنتظر ما سيقوله الوسطاء حول ما إذا كان هناك عرض إسرائيلي جديد مطروح على الطاولة. وكثف الطرفان المتحاربان مفاوضات تجري بوساطة قطر ومصر حول تعليق الهجوم الإسرائيلي لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 من أصل 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر.

مستشفى الشفاء

ميدانياً، واصلت القوات الإسرائيلية عمليات القصف على مستشفى الشفاء وفي محيطه بمدينة غزة. وقال سكان يعيشون في مكان قريب إن القوات الإسرائيلية دمرت أحياء سكنية بالقرب من المستشفى. وقال أبو مصطفى (49 عاماً): «طلعت من البيت أجيب علاج من الصيدلية شفت شغلات كسرت قلبي، شوارع كاملة بالمباني اللي عليها اختفت». وقال لرويترز عبر الهاتف من مدينة غزة: «هاي مش حرب، هاي إبادة جماعية».

«شهداء الأقصى»

وأصابت ضربة إسرائيلية خياماً داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، ما تسبب في مقتل أربعة وإصابة عدد آخر من بينهم خمسة صحافيين، وفقاً لمسؤولي صحة ووسائل إعلام فلسطينية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 17 آخرين في القصف الإسرائيلي على المستشفى. وقال المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة «إكس»: إن فريقاً من منظمة الصحة العالمية شهد الغارة في المستشفى أثناء مهمة لتقييم الاحتياجات وجمع حاضنات لشمال غزة.وكتب في منشور: «كان فريق من منظمة الصحة العالمية في مهمة إنسانية في مستشفى الأقصى في غزة عندما تعرض مخيم داخل مجمع المستشفى لغارة جوية إسرائيلية أمس. قُتل أربعة أشخاص وأصيب 17 آخرون»، موضحاً أن موظفي المنظمة بخير.وجدد تيدروس نداءه لحماية المرضى والطواقم الصحية وعمال الإغاثة أثناء النزاع، ووقف الهجمات على المستشفيات.

وأضاف: «يجب أن تتوقف الهجمات المستمرة وعسكرة المستشفيات. ويجب احترام القانون الإنساني الدولي».

وحضّ جميع أطراف النزاع على الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قيادياً بارزاً في حركة الجهاد الإسلامي في ضربة استهدفت مركز قيادة في باحة المستشفى بوسط غزة. ولم يذكر الجيش اسم القيادي أو منصبه. ولم يصدر تعليق بعد من حركة الجهاد الإسلامي.

وادعى الجيش الإسرائيلي إن أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي كانوا في مركز القيادة. لكن المكتب الإعلامي في غزة قال إن الخيمة التي تعرضت للهجوم كانت خاصة بأشخاص يبحثون عن الحماية فحسب.

حصار مستشفيين

وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، واصلت القوات الإسرائيلية حصار المستشفيين الرئيسيين. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة في بني سهيلا قرب خان يونس، بينما قتلت غارة جوية أخرى أربعة في مخيم المغازي وسط القطاع.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت 15 مسلحاً وسط القطاع وعدداً آخر في خان يونس، بعضهم بالقرب من مستشفى الأمل.

وفي حصيلة الحرب حتى الآن، قالت وزارة الصحة في غزة، إن ما لا يقل عن 32782 فلسطينياً لقوا حتفهم، وأصيب 75298 آخرون في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر