Image

الصحافة في اليمن .. واقع مزرٍ وحاضر ملغوم بالخطر ووضع كارثي لا تُحسد عليه

تعتبر حرية الصحافة وحقوق الإعلام من الحقوق الأساسية التي يجب أن تحظى بها جميع الدول، ولكن في اليمن، يعاني الصحفيون ووسائل الإعلام من قمع وتقييد كبيرين على حرية التعبير والصحافة، وخصوصا في مناطق سيطرة عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء إيران".

وضع الصحفيين مهدد بالخطر
ونتيجة للظروف السياسية والأمنية الصعبة التي تشهدها اليمن، يعتبر وضع الصحفيين في اليمن صعب ومهدد بالخطر، حيث تعرض عدد من الصحفيين للاعتقال التعسفي والتهديد بالعنف والقتل بسبب تقاريرهم وتحقيقاتهم الصحفية مما يجعل من الصعب عليهم ممارسة عملهم بحرية.
واحتلت اليمن المرتبة 168 عالميا من بين 180 دولة في تصنيف حرية الصحافة لعام 2023، والذي نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وفي ظل هذه الظروف، تكون حرية الصحافة في اليمن تحت ضغط كبير، مما يؤثر سلبًا على دور وسائل الإعلام في نقل الأخبار بشكل موضوعي ودقيق. كذلك، يؤدي هذا التقييد إلى تقديم معلومات غير دقيقة أو مغايرة للحقائق، مما يؤثر سلبًا على فهم المجتمع لأحداث المستجدات.

الصحافة من سيء لأسوأ
يأتي اليوم العالمي للصحافة، وحال الصحافة والصحفيين في اليمن من سيء إلى أسوأ، مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية، وحجب المواقع الإلكترونية، وقمع الحريات، والاستهداف الممنهج لهم، بالإضافة إلى الاستمرار في إبقاء بعض الصحفيين في المعتقلات.
وفي هذا اليوم العالمي للصحافة أشاد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ستيفن فاجن في بيان له على منصة (إكس)، بالدور الحيوي الذي يقوم به الصحفيون اليمنيون ممن يكتبون عن الواقع القاسي للصراع الدائر في اليمن، بما في ذلك الاعتقالات غير القانونية والتحديات البيئية والاقتصادية والتهديدات التي تتعرض لها حياة وحقوق الإنسان في اليمن.
وأضاف فاجن: أن "تفاني الصحفيين الشجعان في الكشف عن الحقيقة يسلط الضوء على المخاطر المباشرة في اليمن، وسيساعد على المدى الطويل في تعزيز مساءلة المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع المحلي، وبناء مجتمع مطلع، ومكافحة المعلومات المضللة من الجهات الخبيثة".
وتابع: "يواجه الصحفيون تهديدات لمجرد قياهم بعملهم. إن تقاريرهم ضرورية، حيث إنها تقدم معلومات للمجتمع الدولي وتدعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. يرى العالم من خلال أعينهم العواقب الحقيقية للصراع في اليمن، وكذلك عدد الأشخاص الذين يعملون على بناء الأمل والسلام في البلاد".

في السياق، دعت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، إلى إطلاق سراح الصحفيين المختطفين دون تاخير، مؤكدة التزامها بدعم إعلام حر وحيوي في اليمن.
وقالت البعثة في بيان لها ،الجمعة، إنه "في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يدعو الاتحاد الأوروبي إلى احترام حرية الإعلام في اليمن في جميع الأوقات"، مؤكدة التزامها "بدعم إعلام حر وحيوي في اليمن".

انتهاكات ضد الصحفيين
يأتي ذلك وسط انتهاكات وحشية ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق الصحفيين من تعذيب وإخفاء قسري والحرمان من التعبير عن الرأي فيما لاذ عدد كبير من الصحفيين الرافضين لممارساتها بالفرار من مناطق سيطرتها خشية أن يطالهم القمع.
ورصدت نقابة الصحفيين اليمنيين في تقريرها للحريات الإعلامية في اليمن خلال العام 2023، 82 حالة انتهاك. 
وتنوعت الانتهاكات التي طالت الصحفيين في اليمن بين حجز الحرية بـ 17 حالة ، ومحاكمات   بـ  12    حالة، واستدعاءات للصحفيين ثم التهديدات وحملات التحريض بـ12 ، ومنع للصحفيين من ممارسة عملهم وإغلاق وسائل إعلام بـ  10حالات، يليها المعاملة القاسية للمعتقلين بـ 10 حالات ، ثم إيقاف مستحقات الصحفيين وفصلهم بـ 6حالات والاعتداء والاقتحام بـ 6 حالات .
و لايزال هناك 4 صحفيين مختطفين لدى عصابة الحوثي وهم وحيد الصوفي المختفي منذ نيسان/أبريل 2015، والموظف في "وكالة سبأ" نبيل السداوي، والمترجم في وكالة سبأ نبيل سلطان والمسؤول الإعلامي في السفارة الأمريكية عبدالرحمن المخلافي،  ناهيك عن الصحفي محمد قائد المقري المخفي لدى تنظيم القاعدة الإرهابي بحضرموت منذ تشرين الأول /أكتوبر 2015.