Image

مع استمرار أزمة الانطفاءات الطويلة .. كهرباء عدن تسوق تبريرات جديدة

أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن ،السبت،  عن قرب انفراج ازمة الوقود الخاصة بمحطات توليد الكهرباء بعدن وعلى رأسها محطة "بترومسيلة"، وذلك في اطار تسويق تبرير استمرار الانطفاءات لساعات طويلة للأسبوع الثاني على التوالي.

وذكر مصدر إعلامي في المؤسسة ،السبت، بأنه قريبًا ستصل كمية الوقود الخام الخاصة بمحطة "بترومسيلة" من حضرموت، بعد وصول سفينة المازوت ،السبت، إلى ميناء المكلا وعلى متنها 11 الف طن، وذلك بحسب الاتفاق السابق أن يتم توفير المازوت لحضرموت بالمقابل السماح بنقل النفط الخام لمحطة بترومسيلة بعدن.

ورغم زيف ما ادعته المؤسسة سابقًا بأن سفينة وقود وصلت إلى ميناء الزيت بعدن وقامت بافراغ كميلة من الوقود، أكدت المؤسسة ،السبت، بأن سفينة مازوت أخرى تقدر كميتها حوالي أربعين الف طن ستتوزع لعدن وحضرموت بالمناصفة، ومتوقع وصولها نهاية الشهر الحالي، الى جانب سفينة ديزل ستصل بنفس الفترة إلى عدن.

وأشار المصدر، إلى أن الاتفاق يقضي بنقل كميات النفط الخام بإجمالي يومي 11 الف برميل لمحطة بترومسلة وذلك لرفع توليدها من 65 ميجا الى القدرة الكاملة وهي 264 ميجا وات قرابة 200 ميجا ستدخل بالشبكة العامة للكهرباء، ويستفيد منها محافظات عدن وابين ولحج والضالع.

ارقام مضللة للحقيقة
وفيما اعتبرت مصادر متعددة في عدن ما تقوم به مؤسسة الكهرباء من نشر بيانات حول وضع الكهرباء عبارة عن تضليل وتهدئة للراي العام المحلي، لاخفاء الحقيقة حول الجهة التي تقف وراء أزمة الكهرباء التي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين في المدينة ، في ظل ارتفاع درجة الحرارة الكبير.
ووفقًا لمصدر المؤسسة، فأن إدارة التحكم أكدت بأن "ذروة أحمال عدن 710 ميجا، وهو مؤشر مرتفع جداً مقارنة بالصيف الماضي الذي لم نتجاوز بذروته 690 ميجا، وإجمالي التوليد الحالي هو 240 ميجا "الاجمالي الكلي لتوليد محطات الديزل ومنه 65 ميجا لمحطة الرئيس" تبقى فقط محطة الحسوة 40 ميجا متوقفة حتى وصول المازوت إليها أواخر الشهر"، لافتًا إلى أن البرنامج اليومي سيتراوح بين خمس ساعات ونص انطفاء بذروة الأحمال وينخفض إلى أربع ساعات انطفاء بعد الذروة مقابل ساعتين تشغيل.

واوضح بان العجز بالتوليد حالياً يبلغ 470 ، وبعد دخول 200 ميجا محطة الرئيس+40 ميجا محطة الحسوة، سيصبح 230 فقط فيما الإجمالي الكلي للتوليد سيصل إلى 480 ميجا وات.
حيث اكد المصدر بأنه سيتم الحديث عن أوضاع محطة الطاقة الشمسية لاحقًا، فإن واقع الحال بالمدينة يؤكد بأن ساعات الانطفاء تتجاوز ثمان ساعات مقابل ساعة و نصف خدمة، الأمر الذي جعل تصريح المؤسسة محل سخرية واستهجان واسع في اوساط اهالي عدن.

أزمة فساد بملايين الدولارات
وتؤكد التقارير والتصريحات الرسمية الاخيرة، بأن ازمة كهرباء عدن مرتبطة بأطراف النزاع بالمدينة المحررة من مليشيات الحوثي الإرهابية في 2015، وهي مرتبطة بأجندة تمارس من قبل احد المكونات السياسية يقابله فشل حكومي في إدارة الأزمة والفساد الذي رافق ذلك على مدى سنوات.
وذكر رئيس الحكومة الحالي احمد بن مبارك في تصريح صحفي مؤخرًا، بأن أزمة كهرباء عدن ناتجة عن فساد قيمته ملايين الدولارات شهريًا، وانه يحاول اصلاح ذلك الفساد لكنه يصطدم بقوى نافذة على الأرض.
واوضح، بأن قيمة الفساد في كهرباء عدن شهريًا يتجاوز 50 مليون دولار يتم إدارتها من قبل لوبي فساد من خلال فوارق مشتريات الوقود وعمليات فساد أخرى تُدار من قبل جهات حكومية وتحت علم رئيس الحكومة السابق، حيث كان يتم شراء شحنات وقود دون مناقضات.

صراع الفساد 
وفي هذا الصدد، تشير المعلومات المتداولة حول فساد كهرباء عدن، إلى وجود صراع بين عصابات الفساد الرسمية، حول حجم الأموال التي يتم نهبها شهريًا من عمليات الكهرباء والتي تتراوح قيمتها 350 مليون دولار سنويًا، وكلها تأتي من وراء تجارة وقود المحطات الكهربائية.
ووفقًا للمعلومات، فإن ما قيمته 2 مليار دولار تم نهبه من قبل لوبي الكهرباء خلال العامين الماضيين، من وراء تجارة وقود المحطات فقط، فيما هناك مبالغ أخرى خاصة بمناقصات صيانة وبناء محطة تابعة لمصافي عدن، وغيرها من عمليات الفساد الموثقة بتقارير رسمية للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ولم يتم البت فيها وتقديم من يقف وراء قضايا فساد الكهرباء للعدالة، لافتة إلى أن ذلك يخضع لمصالح القوى المسيطرة على الأرض والمرتبطة بقضية الخدمات في عدن بشكل مباشر.