عسكرة مجمع الشفاء الطبي

12:39 2024/03/25

مجمع الشفاء الطبي، النموذج والرمز في أداء خدماته الطبية لأهالي قطاع غزة في السلم والحرب، إذ يستقبل المصابين وتجرى فيه العمليات الجراحية لهم رغم شح وقلة الامكانيات.
ففي حرب طوفان الأقصى 2023 بلغت القدرة الاستيعابية للمستشفى 164%؛ إذ كانت أعداد الإصابات مهولة ومستمرة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، وعانى المستشفى من وضع كارثي نتيجة نقص الوقود والدواء، وكثرة الجرحى وتوافد أعداد كبيرة من المصابين عليه والتعب الذي طال الكادر الطبي نتيجة العمل المتواصل.

إضافة إلى ذلك، يجتمع عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين في مجمع الشفاء الطبي على اعتباره مكانًا آمنًا إلى حد ما، ونقطة يسهل منها الوصول إلى بقية المناطق والأحياء، كما أنه مكان يسهل عليهم تغطية الحدث من خلال القرب من الكادر الطبي ومن الحالات التي يتم إسعافها.
ويؤدي المستشفى دورًا أساسيًا في إيواء العائلات، إذ يلجأ إليه المواطنون والعائلات بسبب القصف العنيف على الأحياء السكنية والبيوت، ويبيتون في الساحات الخارجية. وفي عدوان 2021 جهز المجمع خيامًا لإيواء العائلات النازحة في الساحة الخلفية.
وفي طوفان الأقصى عام 2023 نزح إليه أكثر من 35 ألف مواطن احتماءً من الغارات التي استهدفت منازلهم، وتبيت العائلات في ممرات المستشفى وغرفه وساحاته.

للتعريف بمجمع  الشفاء الطبي، حيث أن اكثرنا لا يعرف عن المجمع شيئا، اردت تسليط الضوء عليه من خلال الادارات المتعاقبة على قطاع غزة. 
مجمع الشفاء الطبي هو مجمع طبي حكومي يعتبر أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة وهو يضم ثلاث مستشفيات تخصصية هي "مستشفى الجراحة، ومستشفى الباطنة، ومستشفى النساء والتوليد، وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 564 سرير، ملكية الأرض والمبنى هي حكومية تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية.
يقع المجمع في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، على مفترق تقاطع شارع عز الدين القسام مع شارع الوحدة، وهو من الشوارع الرئيسية في المحافظة، تحصل به بعض الاختناقات المرورية نهارًا، تحيط بالمستشفى ثلاثة شوارع فرعية من باقي الجهات.

أنشئ مستشفى الشفاء في العام 1946 في عهد الإنتداب البريطاني في فلسطين، وبعد انتهاء الإنتداب أصبح تحت الإدارة المصرية عقدين من الزمن، توسعت فيه أقسامه وزاد عدد أسِرّته، وفي عام 1967 بعد أن وقع قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي في شهر يونيو من نفس العام، أصبح مجمع الشفاء الطبي تحت إدارة الإحتلال الإسرائيلي، وحدث له توسعة كبيرة عام 1980، حيث قامت شركة إسرائيلية تحت إشراف جيش الإحتلال، بتصميم التعديلات على المستشفى.

والجدير بالذكر ، أن الشركة المصممة هي نفس الشركة التي صممت مستشفى إسرائيلي مماثل في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر.
وأكد روني شاكيد، وهو خبير أمني إسرائيلي، أن الشركة الإسرائيلية صممت أنفاقًا تحت المستشفى لأغراض عسكرية في عام 1983، وظل مستخدما كخندق للقيادة العسكرية الإسرائيلية حتى آخر يوم احتلال في عام 1994حتى عام 1993 أصبح تحت إدارة السلطة الفلسطينية بعد توقيع إتفاقية أوسلو
يبلغ عدد العاملين في مجمع الشفاء الطبي ما يقارب ربع عدد العاملين في جميع مستشفيات القطاع، إذ يعمل فيه حوالي 1500 موظف، منهم ما يزيد على 500 طبيب، و760 ممرضا، و32 صيدلانيا، إضافة إلى 200 موظف إداري.

يضم المستشفى أربعة أقسام داخلية رئيسة وهي قسم الباطني نساء ورجال، قسم للجراحة العامة، قسم الولادة، قسم الأطفال والحضانة، قسم الطوارئ، إضافة لوحدة العناية المركزة، المستشفى مجهز بثلاث غرف للعمليات وإضافة للجراحة العامة يوجد جراحة عظام ومسالك بولية وانف وأذن وحنجرة.
الأقسام الطبية المساندة يوجد في المستشفى:قسم أشعة، مختبر وبنك دم، علاج طبيعي، تخطيط سمع، تخطيط عصب، فحوص انسجة، صيدلية، وحدة هندسة وصيانة أدوات وأجهزة طبية.
يوجد بالمستشفى العيادات التخصصية التالية: عيادة الباطني، عيادة الجراحة، عيادة النسائية والولادة، عيادة الأنف والأذن والحنجرة، عيادة العظام، عيادة الكلى والمسالك البولية، عيادة أمراض الروماتيزم، عيادة أمراض السرطان.

في 9 أكتوبر 2023، وفي اليوم الثالث لعملية طوفان الأقصى، استهدفت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي محيط مجمع الشفاء الطبي؛ مما أدى إلى أضرار في قسم الحضانة لحديثي الولادة وقال وكيل وزارة الصحة في قطاع غزة يوسف أبو الريش إنه تم دفن 179 ضحية بينهم عشرات الأطفال والنساء في قبر جماعي بحديقة صغيرة عند بوابة مبنى الجراحات التخصصية في مستشفى "الشفاء" بغزة، منهم 40 من مرضى العناية المركزة، وقسم الأطفال الخدج. 
وطوال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمتحدث باسم جيش الاحتلال، يساهم بالتحريض على المستشفى، زاعمًا أن حركة حماس تتخذه كمركز قيادة لها. فيما نفت الحركة هذه المزاعم وطالبت بتشكيل وفد دولي، يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تفتيش المستشفى. يشار إلى أن هذه المزاعم تتكرر منذ حرب 2008-2009 على قطاع غزة.

وللاسف بعد محاولات حثيثة لاعادة تشغيل بعض اجزاء من المجمع ، اعادت اسرائيل الكرة مرة اخرى في 18 مارس باقتحام المجمع وقصفه وتنفيذ المجاز داخله واعتقال المئات من المتواجدين فيه بعد تعريتهم وتعذيبهم واخذهم الى جهات غير معلومة واعتقال الصحفيين عين الحقيقة ومصادرة اجهزتهم الخلوية واجهزة البث وتدمير الخيمة الخاصة بهم للمرة الثانية على التوالي دونما اي رادع من المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي , بنفس الذرائع السابقة

قال الإعلام الحكومي في غزة -في بيان- "اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكابه مجزرة دامية من خلال إعدام أكثر من 50 مدنيا فلسطينيا واعتقال قرابة 200 آخرين في مجمع مستشفى الشفاء الطبي ومحيطه بمدينة غزة، في جريمة حرب واضحة وانتهاك فاضح للقانون الدولي".
وأضاف المكتب "كما تلقينا معلومات ميدانية عن إعدام جيش الاحتلال لعدد من الأطفال من بين الذين تم إعدامهم من المدنيين والمرضى والنازحين".
وذكر المكتب أن الهجوم على مجمع الشفاء أدى في المجمل إلى استشهاد وإصابة أكثر من 250 مدنيا، كما أحرقت بعض المرافق داخل المستشفى، جراء العملية التي شارك فيها مئات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والكلاب البوليسية والدبابات والطائرات المسيرة والمروحية، وفقا للبيان.

يرى محللون سياسيون، أن إعادة جيش الاحتلال اقتحام مجمع الشفاء يعطي دليلًا واضحًا لفشله في تحقيق أي إنجاز من عملياته السابقة بشمال غزة، كما يأتي في سياق مساعيه لإفشال تجارب إيصال المساعدات الناجحة بالشمال كل المعاهدات والمواثيق الدولية استثنت المراكز الطبية والمدارس والمدنيين من الحرب وتبعاتها ولكن دولة الاحتلال ضربت بعرض الحائط بكل هذه الحقوق التي تغنى بها العالم واقتحمت المستشفيات ومراكز الايواء وادخلتها في حربهم  والتعامل مع المدنيين  كأنهم جيوش جرارة بلا انسانية او رحمة كأنهم جيوش جرارة  بلا رحمة ولا انسانية  ،وبذلك وضعت معايير جديدة لأي حرب قادمة، ولم يأخذ العالم بأسره كل ما يحدث بعين الاعتبار ان المستقبل للبشرية جمعاء مظلم ولن تكون هنالك أخلاق في اي حرب قادمة.