الحقيقة كلمة مرة .. مزرعة عصيفرة .. أراض بحثية
متى تتوب الأوقاف عن عطاف أراضي الأبحاث الزراعية بمزرعة عصيفرة بتعز؟
ومتى يلتفت المحافظ بن شمسان لتنفيذ توجيهات دولة الرئيس بن مبارك الملزمة له بوقف الاعتداءات وحماية مزرعة عصيفرة من عطاف الأوقاف؟
ثمة مفارقة عجيبة بين بلد يرى القائمون فيها بأن مصادرة أراضي الدولة واستباحتها واجب شرعي ، وأخرى يرى قائموها ان المساس بالمال العام من الكبائر.. بلد قائموها حريصون على تدمير البحث العلمي وإغلاق مؤسساته وحرمانه من مقوماته ،
واخرى قائموها يسخرون امكانات مهولة خدمة للبحث العلمي.
لا شك أن هناك فرق بين بلد يرى الاولوية للمساجد والمقابر والاستثمار ، وبلد آخر يرى قائموها الاولوية لمراكز البحث العلمي .
لعل في ذلك مقارنة بسيطة لما تتعرض له مزرعة عصيفرة من محاولات اقتلاع للبحث العلمي من خلال تجريف اراضيها البحثية كما اقتلعت أشجارها .
الأراضي البحثية تعرضت لاقتلاع أشجارها المثمرة والتي هي محل دراسة وبحث - بعضها جلب من امريكا وشرق آسيا - لصالح مسجد وجامعة تتبع امبراطورية تجارية كل اهتمامها في سنن الوضوء والماء الطهور، او مقبرة لدفن الموتى ،واخيرا معسكرات وكتل اسمنتية .
مراكز البحث العلمي من اقدس المقدسات في العالم ،وفي تعز يراد ان تتحول الى معسكرات ومقابر ومساجد وكتل خرسانية للنافذين ،
اي وعي هذا واي عقل يمكنه القبول بتلك المفارقة؟
اقتلاع الاشجار النادرة المرتبطة بعمليات بحثية جرت في المزرعة البحثية وجرفت حقول بما تحويه من اعمال بحثية وتجارب علمية استغرق بعضها اشهر وسنوات وكلفت جهودا واموالا ايضا .
وحتى لا تتكرر المأساة يجب ان يضطلع رئيس مجلس الوزراء بمسئولياته في هذا الجانب .
الأوقاف لم تحرك ساكنا ابان رئاسة معين عبدالملك للحكومة ،لانه من ابناء تعز ويعرف تفاصيل محطة البحوث واراضيها البحثية في مزرعة عصيفرة ،وصدرت في عهده توجيهات حاسمة وضعت حدا لعبث الاوقاف في المزرعة ،
هذة المرة كثف الاوقاف من محاولاته مستغلا ان رئيس الحكومة لا يعرف تعز ،وليس لديه إلمام او تفاصيل حول مزرعة عصيفرة ومحطة البحوث فيها ..
فهل تنطلي (مغالطات) الاوقاف على رئيس حكومة دشن عهده بوضع حد للفساد؟
ان رضح الرجل للضغوط ومغالطات مقتلعي الاصناف البحثية يكون بذلك قد شرعن عملية اقتلاع للبحث العلمي في مزرعة عصيفرة برمته .
رئيس الوزراء رجل بحث علمي لا اظنه يفرط بأرض مزرعة عصيفرة كأملاك للدولة تقام عليها تجارب بحثية منذ عقود .