Image

تناقض في أروقة الأمم المتحدة بشأن تلافي الآثار البيئية لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر

أعلنت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، توقف الجهود الرامية للحد من الأضرار البيئية الناجمة عن غرق السفينة "روبيمار"، نتيجة استمرار هجمات مليشيات الحوثي، في حين أكد بيان لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اهمية التعاون الدولي والاقليمي مع اليمن لتلافي الكارثة.

إعلان المنظمة الأممية، تزامن مع استمرار هجمات الحوثيين ضد سفن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تسببت إلى جانب اغراق "روبيمار"، اعطاب سفينة أخرى تتواجد بدون طاقم في خليج عدن.
وتُعد عمليات الإنقاذ، التي يمكن أن تتضمن إعادة تعويم السفن والقطر والإصلاحات، أمراً بالغ الأهمية لحماية الحياة البحرية والبيئة الساحلية على اختلاف أنواعها من الأضرار الناجمة عن تسرب الوقود والبضائع الخطرة، وفق إعلان المنظمة الأممية.

العمل في منطقة غير آمنة
وقال أرسينيو دومينغيز الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية في مؤتمر صحفي في لندن: "قدراتنا تكون محدودة عندما نعمل في منطقة غير آمنة".
وأوضح دومينغيز خلال اجتماع للجنة حماية البيئة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية، أنه "من الصعب جداً الآن الوصول إلى هذه المنطقة".
وأضاف: "حتى أن إرسال مستشارين لدعم الحكومة اليمنية في عمليات الإنقاذ يعد أمراً غير ممكن بالنسبة لنا".
وقال، إنه في حالة السفينة روبيمار، فإن حمولة السفينة من الأسمدة "لا تزال تحت السيطرة". مشيرًا إلى أن السفينة تشكّل مخاطرًا على سلامة السفن الأخرى التي تبحر في المنطقة.
وتابع قائلاً، إن "البقعة النفطية الممتدة لنحو 29 كيلو متراً تظل في الوقت الحالي هي الأثر البيئي الرئيسي الناجم عن غرق روبيمار".
وقال متحدث باسم الشركات المالكة للسفينة ترو كونفيدنس لرويترز هذا الشهر إنه تم توقيع عقد الإنقاذ الخاص بالسفينة، لكنه امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل لدواعٍ أمنية.
وغرقت السفينة "روبيمار" التي كانت تحمل على متنها 41 ألف طن متري من الأسمدة في الممر الملاحي الدولي بالبحر الأحمر أواخر فبراير.
كما أن السفينة ترو كونفيدنس المملوكة ليونانيين باتت مهجورة بعد استهدافها بصاروخ في خليج عدن هذا الشهر أدى لاشتعال النيران بها ومقتل ثلاثة من أفراد طاقمها.

توجه حكومي مغاير
إلى ذلك ، اكد رئيس الحكومة اليمنية احمد بن مبارك، "الاثنين" وجود تنسيق مع الدول المعنية لتشكيل وحدة طوارئ بيئية للتعامل مع تداعيات هجمات مليشيا الحوثي في البحر الأحمر.
ودعا خلال ترأسه امس، عبر الاتصال المرئي، الاجتماع الدوري للسفراء اليمنيين الممثلين في الدول العربية والأجنبية، إلى ضرورة تحرك السفارات والبعثات الدبلوماسية اليمنية للتعريف بالكارثة البيئية جراء غرق السفينة "روبيمار"، وخطورة تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة مع استمرار المواجهات في البحر الأحمر.
وأكد بن مبارك، ان ما يحدث في البحر الأحمر من هجمات إرهابية لمليشيات الحوثي ليس له صِلة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وانما مخطط إيراني ممنهج ضمن مشروعها التخريبي الطائفي.

تناقض أممي 
وتناقض إعلان الأمم المتحدة توقف تلافي كارثة "روبيمار" البيئية، مع بيان اصدره مجلس الامن الدولي "الاثنين"، الذي تم فيه احاطة أعضاء المجلس بالآثار السلبية لهذه الهجمات، وأكدوا أن السفينة الغارقة تشكل خطرًا ملاحيًا على السفن العابرة في المنطقة.
وأثنى أعضاء المجلس على جهود الحكومة اليمنية (المعترف بها) في الحفاظ على البيئة البحرية، ودعوا جميع الدول الأعضاء والمنظمات والوكالات إلى دعم جهودها.
وشدد أعضاء المجلس على ضرورة منع المزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة وتأثيره على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها.