التدمير الأخطر لمليشيات الحوثيين.

05:09 2024/03/16

ليس غريباً أن تلجأ المليشيا الحوثية الانقلابية ـ مستغلة تركة الدولة ومؤسساتها المصادرة منذ تسع سنين ـ لتأسيس شركة إنتاج متخصصة بإنتاج مسلسلات تلفزيونية وكرتونية ووثائقية لزيادة الايغال في تزييف الذاكرة اليمنية خاصة تزيف الوعي اليمني وعلى نحو اخص وعي فئات النشء والشباب.
وها هي ثمار تأسيس مثل هكذا شركة إنتاج تتبلور في إنتاج مسلسل كرتوني سياسي للأطفال.
مسلسل مفخخ بكل الأفكار التي عفا عليها الزمن وكان اليمنيون قد تجاوزها منذ ستة عقود.
مسلسل يعبق بالطائفية، ويستهدف رموز الوطن دون استثناء.
مسلسل (إنقاذ أمة) الذي بدأت المليشيات الحوثية بثه يحمل من عنوانه مخاتلة ومخادعة خطيرة حيث لا دلالة للمسمى من معنى على ارض الواقع سوى العكس وهو (تدمير الأمة).
هذه هي الحقيقة... عن اي إنقاذ يتحدث هؤلاء الهمج والواقع لا يحتاج إلى إلقاء نظرة عليه لنرى حجم التدمير الممنهج الذي صرنا عليه وطناً وشعباً... فلم يعد اليمن يمناً ولا يمنان وانما رقع يمانية مجزءة، وشعب ممزق إجتماعيا وسياسياً ووجدانيا.

يتحدث المسلسل بحلقاته التي بثت عن ان اليمنيين كانوا يعيشون كطغاة وسرق او قطاع طرق ومتطرفين وإرهابيين وجهلة، حتى جاءت المسيرة القرآنية بقيادة حسين بدر الدين لإنقاذ اليمنيين.
تكمن خطورة المسلسل الذي تبثه قناة المسيرة الحوثية المنتج بخبرات إيرانية ومن حزب الله في إنه يعمل على مغالطة واضحة للأحداث التاريخية بدليل انه يصور الدولة الأموية قامت بمذابح لليمنيين، وعاملتهم بتفرقة في الوقت الذي لم يكن جدهم الهادي الرسي قد اتى لليمن.
وهذا الآمر يشير إلى أن منتجي المسلسل يسعون لصرف الأنظار والأفكار عن أسوأ الفترات التي مر
بها اليمن والمتمثلة بحكم الإئمة، وصولاً إلى الفترة الحالية التي يعيشها اليمنيون في ظل الانقلاب الحوثي المدعوم من ولاية الفقيه في إيران.

قمة الاستغباء والسذاجة ان تتوهم هذه المليشيات ان تلك الصور الكرتونية لزعمائها سوف تلقى ترحيباً وقبولا لدى اليمنيين.
ولكن عصا الحوثيين جاهزة لتجبر النشء والشباب على مشاهدتها من خلال القيام بإجبارهم على مشاهدتها عبر الترهيب والتخويف داخل المدارس في مناطق سيطرتها من أنه قد تأتي اسئلة في الامتحانات المدرسية عن الموضوعات التي تناولها المسلسل الكرتوني.
طبعاً لا هدف لمثل هذا المسلسل إلا تمجيد الواقع السلالي بدليل الاسماء، والصور المرسومة التي حملت صور كرتونية للأب بدر الدين الحوثي ونجليه الأكبر مؤسس الحركة الحوثية "حسين الحوثي" وشقيقه "عبدالملك" زعيم الجماعة الحالي.
وتعمدت إلى تقديم هذه الشخصيات بانتقاء ممنهج لاستهداف عقول النشء والشباب بغية تكريس مبدأ الولاء المطلق لسلالة الحوثي.
تتحاوز اهداف هكذا مسلسل التأثير على وعي الأطفال فقط إلى تحقيق مصفوفة من الأهداف كتكريس العنف، وغرس المعتقدات الطائفية، والمذهبية، والولاء العابر للوطن خدمة للأجندة المستوردة من إيران.
لا شك ان المسلسل المدمر سوف يحفل بمزاعم كاذبة وباطلة من تعرضها اي المليشيات وقياداتها المتمردة للاضطهاد والقمع وليس بعيداً الذهاب إلى ما هو ابعد من ذلك وهو تجريم ثورة 26 سبتمبر ونعتها بالظالمة، والمضطهدة لآل البيت في سبيل تنقية وتبرئة تاريخ بيت حميد الدين من مفردات الظلم والتخلف.

يلاحظ ان المسلسل ومنتجوه مطفوحين طفحا كبيراً من الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي خاض ضدهم ستة حروب، والذي دفع روحه ثمناً لإعلانه الرفض والمقاومة لمشروعهم وتجلى ذلك الطفح العميق باستهدافه بشكل مركز في حلقات المسلسل، ولا استبعد مع مرور الوقت وانتاح مسلسلات اخرى قادمة ان لا يكتفوا باستهداف الرجل، وانما قد يطالوا شخصيات وطنية اخرى كالسلال وبقية رموز ثورة 26 سبتمبر.

يجدر بالشرعية ومنابرها الإعلامية المتعددة القيام بحملة توعوية مضادة لمثل هكذا مسلسل او مسلسلات كرتونية ترمي إلى تسويق أفكارها المدمرة للُحمة المجتمع اليمني ناهيك عن استغلال هذه المليشيات لكل الوسائل والمنابر من مناهج ومدارس ومؤسسات تعليمية ومساجد التي توظفها في الترويج للشعارات الطائفية وتفخيخ عقول الاطفال والنشء واستهداف مستقبل البلاد والعباد.

على الشرعية ان تدرك ان الوقت الذي يمضي والسنوات التي تتراكم لا يزيد هذه المليشيات إلا قوة وتخريبا وتدميرا للبُنى الاخلاقية والقيمية وان المستقبل سيكون أكثر تعقيداً في التعاطي مع مثل هكذا مخلفات يزرعها الحوثيون اليوم.
على الشرعية استخدام كل السبل الكفيلة التي تحد من ازدياد المليشيات ايغالا في تدمير المستقبل واقناع المجتمع الدولي ضرورة التدخل لإيقاف الحوثيين عن ممارسة هذا التدمير والتخريب الذي لن ينتج إلا إرهابا منظماً سيهدد بقايا الامن والسلام بالمنطقة.
على الشرعية إن كان بها بقايا رمق وطني واخلاقي مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي القيام بمسئولياتهم القانونية والأخلاقية، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف عمليات استغلال الأطفال في اليمن، وتحويل مئات الآلاف من الأطفال إلى قنبلة موقوتة، ومصدر لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي

ايضاً يجب على اليمنيين كأولياء الأمور التوجيه والإرشاد لمنع أطفالهم من مشاهدة هذه المسلسلات الكرتونية لأنها في نهاية المطاف لن تفضي سوى إلى التشبع بالعنف وتهيئة الأطفال للتجنيد باعتبارهم المخزون البشري الذي يستغله الحوثيين في حربهم العبثية.