لماذا عدت يا رمضان 2024 ؟

07:31 2024/03/12

لماذا عدت، يا شهر الرحمة والمغفرة والقرآن؟ 

لماذا عدت يا رمضان؟.

 إلا تدري أننا غير مؤهلين اطلاقا لاستقبالك واغتنام فرصة الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟، 

الا تعلم أن سلطاتنا حرمتنا من أقدس الحقوق، والتي هي من الروح، واقدس من الروح وهي المرتبات؟.. 

هل كنت تتوقع أن تاتي في اي سنة من السنوات، ونحن بغير مرتبات، أو بدون اكراميات، ناهيك عن الحوافز والمكافآت والبدلات والمساعدات؟.

حتى ما كان يجود به الميسورون على المحتاجين صارت السلطات تنازعهم فيه، وتريد الاستئثار به دون المستحقين، وهذا قمة القبح والسوء، وهو أن تكون مناعٍ للخير معتدٍ أثيم، حتى أولئك الميسورين، السلطات أنهكتهم ضرائب وزكوات وجمارك وجبايات، وفوق ذلك تمارس عليهم كل أصناف المضايقات، وهذا إلى جانب توقف النشاط الاقتصادي وانعدام القدرة الشرائية، ولم يبقَ إلا من له استثمارات خارج الوطن أو هاجر بما أمكن من امواله ونقل نشاطه الى دول اخرى، مع تحمل تكاليف استحداث موجودات ثابته بديلة في تلك البلدان من مباني ومكاتب وتجهيزات وغير ذلك كثير، وخسارة ما أنشأ من مقرات وتجهيزات ومعدات ومصانع داخل الوطن   

يا رمضان، الحال لم يعد كما كان، الآن جوع وفقر وموت، وحاجة وفاقة، وقد استنفدنا المدخرات، وبعنا المقتنيات، والأراضي والممتلكات، وحملنا المديونيات، ومن الهموم والكروب ما تنوء بحمله الجبال الراسيات، وتشفق عن حمله والأرض والسماوات. 
▪يا رمضان، سلطاتنا لا يرحمون، ولا من الله يخافون، ولا من الناس يخجلون، لهم قلوب أشد من صلب الحديد، وضمائرهم ماتت وانطوت، والقيم لديهم انعدمت، ادمنوا واعتادوا الحروب، واتقنوا فنون صنع الكروب، ونهب الممتلكات، والإفراط في الجبايات، الا من رحم ربي. 
 
▪︎الخلاصة يا رمضان، لم يعد لدينا ما نستقبلك به، وما يلزم توفيره لمرورك السنوي الكريم في حياتنا، الجوعى العرايا المرضى الحاملين الأثقال صعب عليهم الاحتفال بك والتنعم بالسعادة في رحابك، و الفرحة بقدومك، والتفرغ للتعبد وقراءة القرآن فالبال مشغول بحاجة الاولاد، لم يبقَ لنا إلا الأمل في الظفر بالمغفرة والعتق من النار .      

▪جميع سلطاتنا يا رمضان، لم يعد لديها موطن للرحمة، ولا يبحثون عن المغفرة، ولا يهتمون بمسألة العتق من النار.
الا تعلم أنهم سبب دمار البلاد وجوع العباد، وانتهاك الأعراض، ونهب أموال الناس دون وجه حق، ومصادرة الممتلكات الخاصة والعامة؟
الا تعلم أنهم لا يتورعون عن قتل النفس المحرمة، ومستعدين ان يبيعوا الوطن الأرض والإنسان بالثمن البخس؟، وقد باعوا كل ذلك بثمن بخس، والبعض باع بالمجان، ولم يقفوا عند ذلك الحد رهنوا مصيرنا وكثير وطننا ومصير منطقتنا العربية والشرق أوسطية بمصالح فلان وعلان، ويستوي في ذلك الثلاثة والاثنين، واستدرك فاقول، الا من رحم ربي حتى لا اصيب احد بجهالة.

يا رمضان، هم يدعون أن صالح الوطن اولويتهم، ورخاء المواطن هدفهم، ورضى الله ورسوله مقصدهم، هم في كل ذلك كاذبون، لا الوطن، ولا المواطن، ولا رضى الله ورسوله، ولا شي من ذلك في البال، أو اعتبار في الحسبان، ولو كانوا كذلك لتم التوافق بينهم على إخراجنا، والنجاة بالوطن، من خضم الفتن، وطوفان المحن، من زمان. 
القصد والهدف لديهم رضى الحليف الخارجي، والعمل من أجل تحقيق مصلحته، حتى لو غشي الوطن الجحيم، وصار المواطن في نارٍ حميم. 
هم يتعبدون في محراب حليفهم الخارجي، ويقبلون اقدامه، و يتذللون لأحلى خدامه، ويسبحون بحمده، و يستجدون على أبوابه، وينتظرون كرمه، يعصون امر الله، ولا يعصون امره.            

▪︎ يا رمضان، للأسف نحن لسنا بخير ، والوطن ليس بخير ، ومن في الوطن ليسوا بخير، وكل ما في الوطن ليسوا بخير.. فلماذا عدت يا شهر الخير؟ 
هل كتب علينا ان نقضي ما تبقى من أعمارنا ونحن لسنا بخير؟

تسع سنوات هي الأسوأ في تاريخ اليمن، دمرت البلاد تجاه العباد، وماتت الآمال، ووئدت الأحلام، و ازهقت روح  التمنيات، وغادرتنا التطلعات، وذهبت عنا الطموحات، ولم يبقَ الا الألام والأوجاع والانين، وإلى الماضي جيوش من الحنين. 

ننام مرعوبين، ونصحو مرعوبين، ومن الغد خائفين، وفي المستقبل يائسين.. البعض منا ينامون جائعين، والبعض مرضى مكلومين، اطفالهم يتوجعون، ومن الفاقة يصرخون.. ليتك.يا رمضان لم تعد، والأعياد لا حاجة ان تدور، نسينا ان وفي الحياة أفراح وسرور. 
من عام الى عام ، لم نرى إلا مزيد من الالام، والكثير من المآسي والأسقام. 
فرحنا بالتفاهمات، وتوقعنا قرب إلتوقيع على الأتفاقات، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بل اتت أساطيل تحمل من الطائرات ابابيل.  

كنا في صراع فيما بيننا، ثم توسع نطاقه مع جيراننا، وتحالف علينا إقليمنا، أما الآن فقد صار مع كل العالم من حولنا، ولو علمنا بخلق غيرنا، خارج كوكبنا، لفتحنا ضدهم جبهاتنا، وكأننا خلقنا للموت والحروب، وأن نكون مرتعًا  للجوع والمرض والكروب، و الحرمان من كفاية القوت. هل خلقنا للدمار، وفي القتال تضيع الأعمار؟
أليس من حقنا أن ننعم بالاستقرار، ونحظى بقسط من رخاء الأمصار، مثل سائر الأقطار؟، حتى مثل رواندا التي اجتاجها فيما مضى الاعصار، خاصة أن بلادنا وهبها الله أعظم المقدرات وكان لها في الماضي أعظم الأقدار.  

يا رمضان أفرغ علينا ما تحمله من رحمة الله ومغفرته، والعتق من ناره، والظفر بجنته، لكن نظرًا لعدم توفر  مؤنتك، وتكاليف عبورك، اقترح، عد الينا حين تستتب الأمور، وتتعدل الظروف، وتصلح الأحوال.  

يا رمضان، هؤلاء أفشل وأسوأ من حكم اليمن منذ عهد عاد وحتى الان، الا من رحم ربي، وواقعنا شاهد قوي لا يقبل الشك أو النقاش.. سلام.